الأردن: مسيرة اليوم وما يتصل بها من تفاصيل - محمد شيف الجيوسي

الأردن: مسيرة اليوم وما يتصل بها من تفاصيل - محمد شيف الجيوسي

بالتزامن مع حل مجلس النواب الأردني والدعوة لإنتخابات نيابية مبكرة .. ووسط امتناع كل القوى السياسية الأردنية عدا إخوان الأردن
مسيرة استعراض للقوة ينظمها إخوان الأردن وسط استعدادات وتدابير مكثفة إسلاموية وأمنية
منع غير الأردنيين من المشاركة ومصادرة أسلحة بيضاء في شرق العاصمة
إخوان الأردن يطالبون بإسقاط النظام .. ويرفعون أعلام الانتداب الفرنسي !

عمان ، 5 تشرين أول ، محمد شيف الجيوسي

على الرغم من التحشيد الكبير والاستعدادات غير المسبوقة التي شهدتها العاصمة الأردنية؛ عمان، والحركة غير الاعتيادية منذ ليلة أمس حيث اتخذت الأجهزة الأمنية احتياطيات احترازية واسعة لحماية المناطق المحيطة بالمسجد الحسيني وساحة النخيل وسط البلد وفي المراكز التي ستقام فيها الصلوات للقادمين من محافظات ومدن أخرى أو من مختلف مناطق العاصمة عمان وضواحيها، والتنسيق الأمني الذي تم مع مسؤول التنظيم الإخواني في المسيرة م. بادي الرفايعة. لم تتجاوز مسيرة إخوان الأردن 4 آلاف مشارك .. الأمر الذي دعا وسائل الإعلام إلى الإنسحاب احتجاجاً على سوء التنظيم.
من جهتها حذرت الاجهزة الامنية؛ الاشخاص من جنسيات عربية واجنبية من المشاركة في فعاليات اليوم بمن في ذلك السوريين والعراقيين والمصريين، ويتم التدقيق إلى حدٍ بعيد بهويات المتوجهين إلى ساحات المسيرة، التي أطلق عليها منظموها مسميات متباينة (الزحف المقدس) و(جمعة إنقاذ الوطن) و(معركة أحد).
وبينت الجهات الأمنية المسؤولة أن أي مشارك غير أردني سيوقف ويتم تحويله إلى القضاء. وتم اتخاذ هذا التوجه جراء عزم إخوان الأردن إشراك إخوان سورية المتواجدين على الأرض الأردنية في الاعتصام بغرض تعظيم اعداد المشاركين وفي استعراض للقوة في مواجهة النظام وأطراف المعارضة الأخرى التي رفضت بالاجماع المشاركة.
ورغم ذلك رفع إخوان الأردن أعلام الانتداب الفرنسي إلى جانب الأعلام الأردنية، الأمر الذي يعني تسلل إخوان سورية إلى المسيرة.
وكان إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية والنقابات المهنية وأحزاب الوسط والمتقاعدين العسكريين والحراكات الشعبية غير التابعة للإخوان والتنجمعات القومية والشبابية والإعلامية رفضت المشاركة في مسيرة اليوم، نظراً لتفرد إخوان الأردن في السنة الأخيرة في مواقفهم السياسية ، وتحالف القيادة العالمية للإخوان (مكتب الإرشاد العالمي) الذي مقره في المانيا الغربية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ولمواقف إخوان الأردن غير المقبولة من سورية، ودعمها لجماعة إخوان سورية ضد وطنها ونظراً للسقف التدميري غير العقلاني للمطالب التي يرفعونها ما ينذر بدعم أمريكي بتكرار ما حدث ي ليبيا وما يحدث الآن من تآمر كوني على أمن واستقرار ووحدة سورية أرضاً وشعباً.
وأعلن الناطق الأمني الأردني المقدم محمد الخطيب بأنه تم صباح اليوم الجمعة ضبط مسدسين وأسلحة بيضاء مع 8 أشخاص كانوا يستقلون 3 حافلات صغيرة من نوع كيا في شرق العاصمة؛ عمان.
وأعد إخوان الأردن منصة أمام المسجد الحسيني ووزعوا مكبرات صوت على امتداد الشوارع المؤدية للمسجد منذ ساعات الصباح. وأعدوا أعلاماً ولافتات كثيرة وأحضروا معهم المشروبات من عصائر ومياه صحية وهواتف اتصال لاسلكية للربط بين قياداتهم، ونصبوا لافتة ضخمة كتب عليها أسماء 28 جمعة نظموها خلال عام ونصف. كما نصبوا لافتة ضخمة كتب عليها شروطهم ومطالبهم.وردد المشاركون في مسيرة الإخوان شعارات تجاوزت (الخطوط الحمراء) المتعارف عليها لدى مختلف أوساط المعارضة في الأردن. وطالبوا بإسقاط النظام.
وأقيمت الفعالية وسط تواجد أمني كثيف من الدرك وقوات البادية. وأحاط الأمن الأردني ساحة النخيل التي ستنتهي عندها المسيرة بالأسلاك الشائكة.
وكان مؤيدون للنظام ينوون تنظيم فعالية موازية في الزمان والمكان، لكن تدخلات أقنعت المنظمين بتأجيلها وربما أقيمت يوم غد السبت. وقالت أنباء غير مؤكدة أن بعضهم لم يلتزم بتأجيل فعاليتهم وحضروا من بعض المحافظات.
وكان إخوان الأردن قد عمموا على أعضائهم وأنصارهم بالمشاركة في اعتصام اليوم حتى في حالات المرض،واتخذوا في وقت مبكر تدابير احترازية من مواد إسعافات أولية وكمامات ،وهيأوا شبيبة فرقة أحد التي تتخذ صفة مليشيوية لتصدر مسيرتهم الأمر الذي أثار معتدليهم.
وكان الملك الأردني عبد الله الثاني قد اتخذ مساء أمس قراراً (مقرراً) منذ نحو شهر ؛ بحل مجلس النواب والدعوة إلى إجراء إنتخابات نيابية مبكرة، وهي الانتخابات التي ستحدد موعدها (الهيئة المستقلة للإنتخابات) يوم 15 تشرين أول على أن تجرى غالباً في 10 كانون ثاني المقبل بحسب نصوص الدستور.
ومن المفترض استقالة حكومة د. فايز الطراونة خلال موعد أسبوع من يوم أمس يلي ذلك تشكيل حكومة مؤقتة إلى حين إجراء الاتتخابات النيابية.

» كيف تستهدف سورية .. لماذا لم تهزم .. ؟ - محمد شريف الجيوسي
» هل يتصل الرئيس سليمان بالرئيس الاسد؟ - محمد حمية
» هل الإنقسام الفلسطيني مقبل على انتهاء ؟ - محمد شريف الجيوسي
» تفاصيل ما جرى اليوم في متحف باردو بتونس (مصور)
» مرة ثانية .. الرخ السوري قادم .. لا محالة...محمد شريف الجيوسي