مرة ثانية .. الرخ السوري قادم .. لا محالة...محمد شريف الجيوسي

لم يتركوا شيئاً أو وسيلة أو فتوى سوء أو فضائية تضليل أو بيدقا إلا واستخدموه ضد سورية ، او انحرافا باسم الدين الذي هو من سفاهاتهم وتألههم على الله جل وعلا براء ، اشتغلوا عبثا على الطائفية والمذهبية والإثنية لشق الشعب السوري ، ففشلوا، فسعوا إلى إحداث انشقاقات في الجيش العربي السوري والحكومة والسلك الدبلوماسي وإدارات الدولة فلم يلتحق بهم إلا فراريون متساقطون فرزوا أنفسهم فتحررت الدولة من فسادهم ونخرهم في بنيان الدولة والوطن والشعب فأسهم خروجهم في تصحيح البوصلة والمسار وتصويب الأخطاء وسد الثغرات .

حاولوا الضغط على الدول والشعوب والمنظمات الدولية للتحول عن نصرة سورية ، واتخاذ قرارات دولية ضدها ، فازداد العالم تمايزاً من حول سورية ومعها باتجاه تشكل نظام عالمي جديد تعددي ، بدأت صياغة قواعده ، على حساب نظام عالمي إمبريالي أمريكي أحادي ، تمادى في الظلم والقهر والحروب والكراهية والاستغلال .

اتخذوا العديد من قرارات الحصار والعقوبات على مدى عقد من الزمن تحت مسميات عديدة باطلة واغتالوا شخصيات عديدة ونمقوا شهادات كاذبة تكشفت،وقصفوا مواقع قالوا أنها مفاعلات نووية وأخرى استراتيجية وشنوا حروبا في لبنان وغزة تهيئة للظرف الراهن، فلم تُجدهم شيئاً ، بل وتضاعف موقف سورية المتمسك بالمواقف المبدئية، ولم تجد مؤامرة اغتيال الحريري في تصي�'د القيادة السورية ، ولا خدمتهم استفزازات في كشف أسرار وإمكانات سورية العسكرية.

أرسلوا عشرات الآلاف من الإخوانيين والوهابيين والتكفيريين المسلحين المدربين الممولين جيداً بحسب الشقراء كلينتون التي أضافت إلى فشلها (..) فشلاً جديداً على اتساع الولايات المتحدة الأمريكية،أرسلوهم لتخريب البنى التحتية في سورية ، بعدما فشلوا في تخريب الإنسان السوري والدولة السورية .. فنجحوا في ذلك نجاحاً كبيراً ، فأكدوا لمن لا يعلم أو كان لا يصدق، ما هم عليه من أعاقة ودموية وتبعية مهينة للأجنبي ..فتلاشوا في المواجهات كالذباب وبعضهم في مواجهة بعضهم، والبعض الآخر فيما كانوا يزرعون من عبوات ناسفة لقتل المدنيين وتخريب الزرع والضرع . فكانوا والله أعلم الأخسرين أعمالاً في الدنيا والآخرة ، فيما أمريكا وتل ابيب أكثر سعادة دنيوية سواء فشل هؤلاء الأغبياء أو ربحوا .

ولكن سورية رغم كل الأذى الذي الحقه هؤلاء الخاسرون المغفلون عُمي البصر والبصيرة الجاهليون ، ببناها التحتية ومقدراتها وانجازاتها، لم تقل سورية نعم لمستهدفي الأمة العربية عبرها ، وبقيت تعض على الجرح وعملت على تعويض واستعادة وإصلاح ما أتلفه الإرهابيون من بنى ومقدرات وإنجازات، ولم يبخل أصدقاء سورية على مؤازرتها ما يؤكد ولادة عالم تعددي جديد أكثر عدلاً وأمناً وسلاماً من نظام الإمبريالية الأمريكية الأوروبية الصهيونية .

ولجؤوا آخيراً إلى استخدام الورقة الفلسطينية بهدف نزع واحدة من مزايا الدولة سورية في احتضان مواطنين عرب ودعم المقاومات والقضايا العربية ، باحتلال مخيم اليرموك وإرتكاب ما ارتكبوا من جرائم توازي ما ارتكب الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني على مدى عقود ، ما يضطر الجيش العربي السوري إلى مواجهتهم لإخراجهم فتكون بالنسبة لهم فرصة للزعم بأن سورية ارتكبت ما ارتكبوا هم من جرائم . واستخدموا الإشاعة، وصغار النفوس وضعافها لتحقيق ذلك ،وليكون المخيم نقطة انطلاق لغزو العاصمة.

لم يتناهوا عن منكر .. مفتو الفتن أفتوا بأن تجاهد العذراء والثيب بعرضها لإرواء شبق وشذوذ مجاهدي الجهل والغشاوة والغباء المستفحل في العقول والنفوس .. فهل هناك أشد سفالة وتشويهاً للدين من هؤلاء ، هل هناك على وجه الأرض أشد عمالة وأكثرخدمة مجانية للإمبريالية ممن يكفر مجاهدي غزة لتقديمهم مقاومة الصهاينة على ما أسماه ( الجهاد ) في سورية ؟ هل هناك أدنى ممن يفتي بقتل غير المسلمين ومصادرة أموالهم وسبي نسائهم وتفتيت النسيج الاجتماعي المتعايش ، ما يخدم أعداء الأمة العربية بكل مكوناتها ، لصالح يهود والكيان الصهيوني والفرنجة .

أقول من الآخر .. وعلى علم ، أنه غير مسموح بإذن الله وتوفيقه هزيمة سورية الدولة ، سورية الوطن والشعب والنظام والجيش والقيادة والقائد .. وليس مسموحا سقوط سورية استسلاماً أو بغير استسلام بحال . نقطة ، مهما بلغ حجم التضيات البشرية والبنى التحتية وربما غيرها ، ذلك أن خسائر من هذا النوع بفضل عزيمة الشعب وإرادته وتصميمه تعو�'ض ، ولكن خسارة الأوطان لا يمكن تعويضها ، والأمثلة كثيرة ، ولأن غير ذلك معناه أن المشروع الأمريكي الصهيوني في شرق أوسط جديد تابع مفتت قد تحقق تماماً .

بكلمات ، لا يحلم أعداء الأمة العربية عبر العداء لسورية أو عبر غيرها ، أن سورية قد تهزم أو تسقط أو تستسلم ، مهما جربوا من أسلحة ووسائل تدميرية وحاولوا وابتكروا وأبدعوا واستنبطوا وأفتوا وذبحوا وأشاعوا وكذبوا في وسائل الإعلام ، مهما بلغ حجم الخسائر من كل نوع، وأن نظاماً عالميا جديداً باتت تصاغ أركانه على الأرض السورية ، وأن الإمبريالية غاربة ومن (يغترب) معها ، وأن الدين الحق هو مع من هو معه ، لا مع من يتاجر به ويمنح صكوك غفران كاذبة.

لقد دالت دولة الباطل التي طالما تغولت على الأمة وسامتها سوء العذاب ، وإن استخدمت رموزاً دينية كاذبة باعت إيمانات حقيقية بعشرة من الفضة أو بمال الدنيا كله افتراضاً ، ليس من طريق أو طريقة أمام هؤلاء سوى أن ينزووا ، وأن يتدبروا أمورهم بالخلاص من مآزق وضعوا أنفسهم فيها أو وًضعوا بها ، ( قبل ان تزف الآزفة ) فالرخ السوري قادم إلى المنطقة .

» من هي لمى عبد الحميد الأتاسي الناطقة باسم ما يسمى " الجيش السوري الحر ؟ - محمد شريف الجيوسي
» هل الإنقسام الفلسطيني مقبل على انتهاء ؟ - محمد شريف الجيوسي
» كيف تستهدف سورية .. لماذا لم تهزم .. ؟ - محمد شريف الجيوسي
» أين المعضلة في المأزق الأردني .. وطريقة المواجهة ؟ - محمد شريف الجيوسي
» وزير الأوقاف: نحضر لمرحلة ما بعد الأزمة لان النصر قادم لا محالة