«الخبر برس» تنشر كواليس محاولة انتقام السعودية من الجزائرعبد المهيمن السالم – (خــــاص) الخبر برس
القصة التي سننشرها اليوم حدثت قبل أسبوع إلا أننا تاخرنا في نشرها لحينما اكتملت لدينا تفاصيلها.
بدأت الأحداث يوم الخميس قبل الماضي حين حصلت خطوط الطيران الجزائرية على تصريح بعبور الأجواء السعودية للذهاب الى اليمن بهدف اجلاء المواطنين الجزائريين العالقين في اليمن، وبالفعل انطلقت الطائرة وقبل 5 دقائق من دخولها للأجواء السعودية تلقى قبطان الطائرة أمرا من القيادة العسكرية السعودية بمنع دخول أجواء المملكة تلاه تهديد بإسقاط الطائرة المدنية بسلاح الجو لقوى التحالف الخليجي.
حينها أجبرت الطائرة الجزائرية على العودة تحت التهديد، وعلى الفور باشرت خلية الأزمة، التواصل مع نظرائهم في السعودية، من وزارة الخارجية إلى مؤسسة الرئاسة، طوال ليل الخميس، وفشلت كل محاولات إقناع الجانب السعودي، بعد أن تأكدت من غياب أسباب موضوعية لتبرير ما وقع، صباح يوم الجمعة استؤنفت المحاولات لتتلقى خلية الأزمة بالرئاسة عذراً واهياً، مفاده أن يوم الجمعة في المملكة يوم عطلة– يعني أنهم في إجازة عن معالجة الإشكال وليس في إجازة من قصف اليمن- بعد منتصف اليوم أبلغت خلية الأزمة الطاقم الجزائري بالقاهرة إلغاء مهمة إجلاء المواطنين من صنعاء، ورفعت تقريرها النهائي للقيادة العليا للبلد، التي قررت إتمام العملية مهما كلف الأمر، واكتفت القيادة بإبلاغ القاهرة (بصفتها رئيس القمة العربية ليس إلا)، وواشنطن (بوصفها المدير الخلفي لعاصفة الحزم) بأن عملية إجلاء المواطنين ستتم يوم السبت والجزائر تعتبر أي اعتراض على طائرتها عدوانا عسكريا مباشرا، وأنها وضعت سلاح الجو الجزائري في حالة استنفار قصوى، لأي طارئ يستدعيه اعتراض الطائرة المدنية الجزائرية، لإقلاع سرب من طائرات سوخوي لتأمين سلامتها هذا القرار الخطير والذي لم يسبق للجزائر أن اتخذته، لم تبلغ به إلا واشنطن والقاهرة، وتعمدت القيادة الجزائرية عدم الاتصال ثانية بالرياض.
ساعة واحدة بعد هذا كانت كافية، لترسل الجهات السعودية المعنية لهيئة الطيران الجزائري تصريحا ثانيا، فعادت الطائرة لتهبط في مصر وبعد 48 ساعة أقلعت الطائرة الجزائرية ثانية باتجاه صنعاء، حيث بقي أغلب المواطنين منهم نساء وأطفال هناك طوال تلك الفترة، تحت القصف المتواصل ورائحة جثث الضحايا اليمنيين من عمال المطار وانتهت المهمة بنجاح.
فهل كانت القيادة السعودية تنتقم من الجزائر، التي اعترضت على كل مشاريع قراراتها، سواء فيما تعلق بالملف السوري أو اليمني؟(المصدر: الخبر برس)