صح النوم يا ...ومالو ..! سمير عدنان المطرود
تتحوّل خطبة الجمعة القرضاوية من جديد إلى نبرة التحريض على المزيد من سفك الدم السوري , وكأن كل هذا الدم الذي روّى الأرض السورية لم يكفيه ولم يروي ظمأه .. حين خرج إلى المنبر - الذي من المفروض أن يكون منبرا للهداية والدعوة للمحبة والتسامح ونشر أفكار الدين الحنيف - ليستمر بتمسيح الجوخ لأميره " أبو موزة " معتبراً أن الدرر التي تفوّه بها وليُّ نعمته في اجتماع مجلس الجمعية العمومية وهو يدعو إلى إدخال قوات عسكرية إلى سوريا , أنها تخدم وتساهم في وقف نزيف دم الشعب السوري .
ومع أن أميره بعد الضربة القاصمة التي تلقتّها عصاباته الإرهابية يوم الأربعاء قبيل انعقاد جلسة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ؛ على أيدي بواسل الجيش العربي السوري؛ قد أعاده عن كلامه حين خرج تصحيح أميري ؛ بأن المقصود هو إرسال مراقبين وليس قوات عسكرية .
لكن يبدو أن " الجزيرة " لم توصل له هذا التصحيح , ليظلّ مستقرّاً على نبرته الأولى ؛وينقل سمومه في ذات الخطبة ويبثّها باتجاه مكان آخر هو حكومة بنغلاديش مطالباً إياها بالعودة حسب زعمه " عمّا تقوم به من محاربة الإسلاميين والعلماء المسلمين هناك والتوقف عن الاعتداء على الحقوق والحريات العامة ، وأن عليها أن تقف مع الضمير الإسلامي ولا تحارب العلماء وتحاكمهم بتهم ملفّقة مثل " الشيخ غلام أعظم " مضيفا أنه " حرام على دولة نشأت لحماية المسلمين أن تحارب علماء الإسلام " وكأنه نسيَّ أو تناسى أن سوريا دولة مسلمة ومنها انطلقت الفتوحات الإسلامية لكل العالم , وأن بها علماء أجلّاء كل واحد منهم هو منارة بعلمه وتقواه .
فبأي مقياس يقيس الأمور هذا "الشيخ " إذ أنه من جانب يحذّر أن أمة الإسلام هي الخاسرة إذا استمرت بنغلاديش باستهداف العلماء ؛وكأن أمة الإسلام لن تخسر باستهداف علماء بلاد الشام عبر فتاويه وتمويل وليّ نعمته.حتى زال كل شك عندنا بأن الإسلام المحمديّ ؛ إسلام النبع الـذي جـاء به سـيدنا ونبينا محمـد ( ص ) في بلاد الشام غير معترف به عندهم ولذلك يستهدفون سوريا .! وبعد ذلك يرسل القرضاوي رسالة أن مصير حكومة بنغلاديش سيكون كمصير بقية الحكام الظالمين , قبل أن ينتقل للحديث عن مسلمي ميانمار (بورما) الذين يتعرّضون للقتل والدمار على أيدي المتطرفين البوذيين متناسيا أيضا أن المتطرفين الصهيوهّابيين , الذين يرتكبون المجازر بحق الشعب السوري المؤمن , بمجازر يندى لها جبين الإنسانية ,تُنفذُ بأمر من أسياده , وتمويل كبير منهم .
وبالآخر يستغرب من الأمم المتحدة مرتين مرة " كيف تقف هذه المنظمة عاجزة والعالم كله يتفرّج على مأساة مسلمي " الروهينجا " وهم يقتلون وتحرق بيوتهم ويرغمون على الهرب " ؛ ومرة ثانية يستغرب كيف تعجز أممه المتحدة المتكالبة على سوريا , ولم تتخذ قرارات يراها أميره ضرورية تتناسب مع فتاويه الوالغة بالدم السوري , خدمة لمشروع أقربائه الصهاينة " فصح النوم يا .. ومالو .! " .