الخائبون و خطاب الأسد – غالب قنديل

الخائبون و خطاب الأسد – غالب قنديل
ردود الفعل على خطاب الرئيس بشار الأسد كانت في جلها متوقعة و هي اجترار لمواقف و تعابير سبق لأصحابها أن علكوها على مرأى و مسمع الرأي العام في العالم و المنطقة و سورية دون جدوى ، في ظل خيبة رهاناتهم على إسقاط سورية و النيل من رئيسها المقاوم .

أولا: يتضح من السلوكيات الأميركية والغربية وجود خطة لمواصلة استنزاف الدولة الوطنية السورية خلال الأشهر المقبلة بالتزامن مع التحضيرات الجارية في واشنطن لبدء التفاوض مع روسيا في الربيع المقبل حول الملفات الدولية الساخنة وخصوصا حول طرق الخروج الممكن من مأزق الفشل الأميركي في سورية.

خطوتا استبدال وزيري الدفاع والخارجية ليون بانيتا وهيلاري كلينتون وإزاحة مدير المخابرات ديفيد بترايوس و اقتراح الرئيس الأميركي لأسماء تخدم إستراتيجية احتواء الفشل مثل تشاك هاجل و جون كيري هي تدابير مرتبطة بالفشل في سورية وباكتشاف الكلفة العالية استراتيجيا وامنيا لإحياء خيار استعمال القاعدة وفصائل الإرهاب الدولي و خطورة العودة إلى حقبة النوم مع الشيطان التي انطلقت في أفغانستان مع بندر بن سلطان في عهد إدارة رونالد ريغان.

ثانيا: إن الرفض الأميركي والغربي لخطة الرئيس الأسد يتركز على رفض الالتزام بالإجراءات والتدابير التي تحقق التزاما دوليا وإقليميا حاسما بمنع إرسال السلاح والمال للعصابات الإرهابية وبوقف تدفق الإرهابيين إلى سورية والولايات المتحدة التي أدرجت جبهة النصرة على قائمة الإرهاب مصممة ولحساب إسرائيل على متابعة استنزاف الدولة السورية وكذلك على تأجيل اعترافها الصريح بالفشل الاستراتيجي الكبير أمام الصمود السوري ريثما تتبلور معادلات التفاوض مع روسيا ومن ثم ملامح العلاقة المستقبلية مع الدولة السورية خصوصا بشان خيارها المقاوم وموقعها من الصراع العربي الإسرائيلي وقضية فلسطين الذي جدد الأسد التمسك به تعبيرا عن الإرادة الشعبية السورية .

ثالثا: المبادرة السياسية الهجومية التي طرحها الرئيس الأسد حشرت الولايات المتحدة والغرب في الزاوية فهو بدا ممثلا لخيار ديمقراطي يقوم على الاحتكام للإرادة الشعبية من خلال ربطه لإقرار الصيغة الانتقالية بالاستفتاء الشعبي وصناديق الاقتراع وهذا ما يعلم الغرب أن حصيلته لن تكون في مصلحة المخطط الذي يسعى لتنفيذه المفاوضون الأميركيون و عملاء واشنطن كوزير الخارجية التركي داود اوغلو و رئيس الوزراء القطري ، عبر تسويق صيغ سياسية معلبة تحفظ مواقع لقوى وشخصيات عميلة في المعادلة السورية بينما تشير جميع التقديرات إلى أن المردود الناتج عن الاحتكام للإرادة الشعبية سيمثل وبنسبة عالية تجديدا للدعم الذي يحظى به الرئيس بشار الأسد ومشروعه السياسي من الشعب السوري.

رابعا: إن أكثر الجهات خوفا ورعبا من الاحتكام إلى صناديق الاقتراع هي الواجهات المعارضة التي كررت مطالبتها بتنحي الرئيس الأسد والتي تعيش حالة من التوتر والتأزم بعدما تبلغت ما وصلت إليه الاتصالات والمشاورات الدولية من تأكيد لقيام المرحلة الانتقالية المحكي عنها في تفاهمات جنيف على مبدأ استمرار الرئيس الأسد في موقعه الدستوري بينما تدرك هذه الواجهات سواء ائتلاف الدوحة أو مجلس اسطنبول أو قيادة الأخوان المسلمين أو هيئة التنسيق أنها بمجموعها لا تستطيع أن تحظى بنسبة مقبولة من أصوات السوريين لو رمت بثقلها في مجابهة الرئيس الأسد وقوى المعارضة الوطنية التي قبلت الحوار ومنطق الشراكة حتى الآن خصوصا بالنسبة للانتخابات الرئاسية في حال توصل الحوار الوطني و بمصادقة الاستفتتاء للإبقاء على النظام الرئاسي.

خامسا: من دوافع الردود الهستيرية حقيقة أن الخطاب المهم الذي ألقاه الرئيس الأسد جاء تتويجا لإنجازات ميدانية وسياسية مهمة وافتتاحا لمرحلة جديدة من المبادرة الهجومية التي تقوم بها الدولة الوطنية السورية بقيادة الأسد لصد العدوان الاستعماري ولإخراج سورية من المحنة المفروضة عليها وبالتالي فقد حمل الخطاب معه دفعا معنويا للشعب والجيش في ظل انكشاف العجز الاستعماري الشامل عن تطوير العدوان الأجنبي على سورية وأمام افتضاح حقيقة هيمنة جبهة النصرة القاعدية على التمرد المسلح ويمكن ببساطة أن توصف مجموعة من ردود الفعل على الخطاب بمرارة الخائبين وأشد ما ينطبق ذلك على رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ولبنانيا على علبة الأحقاد والأوهام التي يشغلها أيتام فيلتمان من الحريري إلى جعجع فجنبلاط

» خطاب المقاومة والخيار الديمقراطي – غالب قنديل
» الأسد ونصرالله وغزة... غالب قنديل
» الأسد : نداء المقاومة الشعبية – غالب قنديل
» الهزيمة الأميركية أمام الأسد - غالب قنديل
» القائد المقاوم بشار الأسد – غالب قنديل