الهزيمة الأميركية أمام الأسد - غالب قنديل

الهزيمة الأميركية أمام الأسد - غالب قنديل

شهد الأسبوع الماضي مجموعة من المؤشرات اللافتة في مواقف الإدارة الأميركية من الوضع السوري و هي تتركز على تغييرات جوهرية في الخطاب السياسي و الإعلامي تمهيدا لاعتراف صريح بالفشل يتوقع أن تظهر تعبيراته العملية بعد القمة الرئاسية الأميركية الروسية .

اولا بعد الكشف المتعمد عن رفض الرئيس اوباما لخطة تسليح المعارضات السورية التي رفعها معاونوه الثلاثة المطاح بهم : كلينتون و بيترايوس و بانيتا و هم كانوا قادة الحرب العالمية على سورية امنيا و سياسيا و عسكريا و اقتصاديا ، ركز وزير الخارجية الأميركية جون كيري في تصريحاته على ضرورة السعي لحل سياسي يتم التوصل إليه بالتفاوض بين المعارضات السورية و الدولة الوطنية و رئيسها الرئيس الدكتور بشار الأسد بالذات و مهد كيري لطلب لقاء مع الرئيس الأسد بكلام كثير اورده في عدة تصريحات عن امتلاكه أفكارا تقنع الأسد بالحوار مع المعارضة و المفارقة هنا هي ان مبادرة الرئيس الأسد هي المشروع الجدي الوحيد لتنظيم الحوار و الشراكة مع المعارضة لكن كيري يريد تحضير الراي العام الأميركي و حكومات المنطقة للمشهد القادم الذي يحلم به و قد لا يناله بسهولة و هو التقاط صورة له بوصفه وزير الخارجية الأميركية يقدم احترامه لقائد سورية الذي توهم الأميركيون يوما انهم قادرون على إسقاطه.

ثانيا يتبادر للمتابع العادي سؤال ملح عن النفاق و الخداع في السلوك الأميركي امام سيل البيانات و التصريحات و التقارير التي تلاحقت في الأيام الأخيرة من البنتاغون إلى الخارجية و البيت الأبيض مرورا بالكونغرس و جميعها تقول إن جبهة النصرة القاعدية في سورية هي محور الخطر الإرهابي الذي يهدد المنطقة العربية و العالم كله و أمن دول الغرب خصوصا فمن أحضر حشد الإرهابيين إلى سورية و من أمر حكومات تركيا و قطر و السعودية و ليبيا و تيار المستقبل اللبناني بتقديم المال و السلاح و تسهيلات العبور و التدريب و الإيواء لفصائل التكفير ؟ أليست الولايات المتحدة ؟ إذن ما هو سر هذه الاستدارة إن لم يكن صحوة ضمير مستحيلة في عقل الغنكستر الأميركي ؟

إنها الهزيمة الأميركية امام شعب سورية و جيشها و حلفائها في المنطقة و العالم ، و بالذات امام القائد العربي المقاوم بشار الأسد الذي فشلت الحرب العالمية مجددا في لي ذراعه و كسر إرادته و هو الذي صمد و انتصر بعد احتلال العراق و انتصر في انتصار المقاومة اللبنانية في حرب تموز ثم انتصر في انتصار غزة مرتين و ها هو انتصاره الجديد يلوح في الأفق لكنه المرة اعظم و أقوى من كل ما سبق.

ثالثا خسرت الإمبراطورية الأميركية حربها ضد الأسد و ضد سورية المقاومة و هي تتحضر للنتيجة المحتومة و ستكون البداية هي الرضوخ لآلية وقف العنف التي طرحها الزعيم السوري أي ان الولايات المتحدة و في وقت قادم سوف تضطر لتنفيذ التزامات واضحة تلزم الحكومات العميلة للغرب بالكف عن إرسال السلاح و المال و الإرهابيين إلى سورية و لن يكون بعيدا اليوم الذي تفاخر فيه الإدراة الأميركية بالتعاون مع الدولة السورية و مخابراتها في مكافحة الإرهاب و جل الهم الأميركي و الأوروبي سيكون الحد من الانعكاسات و النتائج التي يحملها الانتصار السوري في المنطقة على إسرائيل أولا ثم على الحكومات العميلة التي بدأت تعيش قلق التكيف الصعب مع الحقائق العاصفة التي تبخرت بها احلام دويلة قطر و مملكة آل سعود و حكومة الوهم العثماني التي قد يذهب بها التحول و برئيسها الذي يراهن على افتداء نفسه بتابعه اوغلو .

» الهزيمة المحتومة- غالب قنديل
» لأنها تسوية بمعنى الهزيمة ...غالب قنديل
» لأنها تسوية بمعنى الهزيمة – غالب قنديل
» الحماقة الأميركية انتحار – غالب قنديل
» سورية و الانتخابات الأميركية..غالب قنديل