القائد المقاوم بشار الأسد – غالب قنديل

القائد المقاوم بشار الأسد – غالب قنديل

الحوار التلفزيوني الذي أجرته قناة الإخبارية السورية مع الرئيس بشار الأسد و بثته في عيد الجلاء تميز بالمباشرة و الصراحة و قد بدا فيه الرئيس هادئا ، واثقا و متمكنا في تناوله لجملة من المواضيع و القضايا الحاسمة المتصلة بمقاومة العدوان الاستعماري على سوريا و هو منذ البداية أكد هذه الفكرة أي كون الطابع الرئيسي لما تشهده سوريا هو عدوان استعماري تقوده الولايات المتحدة التي تسعى لإحياء صيغ الاستعمار القديم و تستخدم أدوات جديدة في حربها العدوانية على سوريا التي حشدت لها حلفاءها وعملاءها في العالم و المنطقة و جحافل الإرهاب التكفيري من كل مكان .

أولا أكد الأسد في أكثر من فقرة من الحديث على أهمية وعي الشعب السوري و على محورية هذا الشعب و دوره في مقاومة العدوان و هو عندما سئل عن موضوع منصبه الرئاسي قال إن الشعب هو من يقرر و قال في موضع آخر من الحديث إن ما يعنيه هو مخاطبة شعب سوريا و ان ما يحتكم إليه هو رأي شعب سوريا و ليس اي جهة اخرى في الكون كما اعتبر ان وعي السوريين و روح التضحية لديهم هي ملهمه الأول منوها بأسر الشهداء التي يستمد منها قوة و صلابة و ثباتا تحدث عنها بإعجاب الكثيرون ممن التقوه أو زاروه او تابعوا أسلوب قيادته منذ اندلاع الأحداث كما عقد الأسد مقارنة تاريخية بين انتصار المقاومة اللبنانية في تموز 2006 و قال بحق إن ركيزة ذلك الانتصار كانت إرادة المقاومة عند الناس و وعي الناس و تصميمهم على الصمود .

ثانيا كان الرئيس دقيقا في استرجاعه لشريط الأحداث منذ البداية و في تناوله لما يحكى عنه من ثغرات و اخطاء بينما كان جوهر الأمر وجود مخطط استعماري يستهدف إخضاع سوريا بفعل دورها المحوري في منظومة المقاومة و التحرر في المنطقة و العالم و قد بينت التطورات خلال العامين الماضيين سلامة هذه النظرة المنهجية و صحتها و كان الرئيس الأسد محقا تماما في توصيف الحالة الوطنية العامة للمواجهة عندما قال إن شريحة من المجتمع السوري استغرقت وقتا لترى حقيقة ما يجري و لتصدق بالتالي ان هناك مؤامرة استعمارية تستهدف سوريا و هي تستخدم المنصات الإعلامية و تسعى لتكوين بيئة افتراضية و هي التي سخرت فصائل الإرهاب و أرسلت السلاح و الإرهابيين و مولتهم و قد تكشفت للباحثين بعمق حقائق و وثائق عن كون تلك الخطة الاستعمارية ضد سوريا قد حيكت منذ زمن بعيد و جرى التحضير لتنفيذها و لم تكن بنت ساعتها .

ثالثا أصاب الرئيس في استنتاجه أن تلك الشريحة من المجتمع السوري التي تقلصت مؤخرا هي التي حالت دون قيام إجماع وطني منذ البداية لمقاومة الهجمة على سوريا و هو ما رتب كلفة أكبر على البلد و في الواقع إن هذا التشخيص الداخلي الذي قدمه الرئيس الأسد ينطبق على معظم حلفاء سوريا الذين تعاملوا مع الأحداث في الأشهر العشرة الأولى متأثرين بالصورة التي روجها الغرب و أذنابه في المنطقة و يحق للرئيس الأسد في هذا المجال ان يثبت أمرين اتجاه الداخل و الخارج و هما انه كقائد كمقاوم تعامل بانفتاح و باقتناع مع كل الوصفات المبنية على نظرية الحراك الإصلاحي و لاقاها بأصالة بتدابيرو إجراءات قابلها الغرب بمنع عملائه من التجاوب مع دعوات الحوار و الرئيس كان يريد كسب قناعات السوريين المترددين من الشريحة التي حالت دون الإجماع و الفكرة الثانية التي يحق له إثباتها هي أن التطورات خلال عامين أكدت مصداقية الرواية السورية عن الأحداث و دقة التشخيص الذي قدمه الأسد منذ البداية .

رابعا جدد الرئيس الأسد تمسكه بالمشروع الذي طرحه في خطابه الأخير حول إطار الحوار الوطني و يجدر التذكير بأن ذلك الإطار مبني على الاحتكام للإرادة الشعبية باعتماد الاستفتاء العام في حسم جميع الخطوات الدستورية و السياسية التي يبلورها الحوار الوطني و قد أصاب الأسد و بدقة في تشريحه لتكوين المعارضات السورية و في مناقشته لمصطلح المعارضة الوطنية الذي يعني وطنية الإرادة و القرار و عدم الارتهان للخارج و هو بذلك رسم إطار الحوار الوطني و حدد مرجعية البت بالمشاركين فيه من جميع المكونات الوطنية السورية و كان من المعبر و المهم ان يتوقف الرئيس عند الانتهازيين الذين تلونوا في مواقفهم و انتظورا على التلة طويلا و راهنوا بانتظار اتضاح حصيلة الحرب على بلادهم و هم اليوم لا يمارسون انتقادا ذاتيا لمواقفهم الخاطئة بعدما تكشفت الحقائق الصارخة و الصادمة التي تبرهن على عدم صواب ما ذهبوا إليه منذ البداية .

الرئيس بشار الأسد يتألق زعيما وطنيا و قوميا مقاوما ، في معركة الدفاع عن الشرق و في مجابهة التحدي الوجودي الذي يواجه سوريا و رئيسا لدولة مقاومة، منغرسا في صفوف شعبه صامدا في وجه أعتى حرب عالمية تعرض لها بلد في العالم ، و هو اليوم كما كان كاسترو في كوبا الخمسينات و عبد الناصر في مقاومة العدوان الثلاثي يمثل رمزا قوميا و أمميا لحركة المقاومة و التحرر من الهيمنة الاستعمارية في العالم .

» الهزيمة الأميركية أمام الأسد - غالب قنديل
» القائد الإنسان والمواطن أولا .. إضاءات على لقاء السيد الرئيس بشار الأسد .. بقلم : مي حميدوش
» أعراب أمريكا.. ها قد تجلت عوراتكم النتنة وأكدتم أن بشار الأسد المقاوم سيدكم ياعبيد أمريكا.. بقلم: د. يحيى ابوزكريا
» الأسد ونصرالله وغزة... غالب قنديل
» الخائبون و خطاب الأسد – غالب قنديل