الأسد ونصرالله وغزة... غالب قنديل

[rtl]الأسد ونصرالله وغزة[/rtl]

[rtl]وكالة أوقات الشام الإخبارية[/rtl]
[rtl]غالب قنديل
تحركت في الشارعين السوري واللبناني نقاشات غير ظاهرة حول المواقف الحاسمة التي اتخذتها كل من سورية والمقاومة اللبنانية دعما لصمود الشعب الفلسطيني في غزة ولفصائل المقاومة في مجابهة العدوان الصهيوني بعد خطاب الرئيس بشار الأسد بمناسبة القسم الدستوري وخطاب السيد حسن نصرالله بمناسبة يوم القدس .
أولا : القاعدة المركزية للموقفين هي حقيقة وحدة الصراع في المنطقة بين محور المقاومة ومنظومة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية ومركزية قضية فلسطين بحيث لا يمكن الفصل بين ما يواجه سورية والمقاومة اللبنانية وما يستهدف البلدين ومسار الصراع العربي الصهيوني وبالتالي ما يستهدف الشعب العربي الفلسطيني في المرحلة التي يجتازها المخطط الصهيوني لفرض ما يسمى يهودية الدولة وما ينطوي عليه المخطط الاستعماري لتدمير الدول الوطنية والشعوب والجيوش والمجتمعات في الشرق العربي فالتفتيت الطائفي والعرقي الذي ينشره الإرهاب التكفيري مدعوما من الغرب الاستعماري والحكومات الرجعية العربية والحكومة التركية هو الإطار العملي لمشروع فرض الهيمنة الصهيونية على المنطقة .
إسرائيل هي مركز منظومة الهيمنة الاستعمارية على المنطقة مما يجعل التناقض معها تناقضا رئيسيا تتفرع عنه جميع التناقضات الثانوية وترتبط به عضويا جميع الخطط الاستعمارية التي تستهدف بلدان المنطقة وشعوبها ولا سيما محور المقاومة الذي دمر هيبة الردع الإسرائيلية وأسقط أسطورة العدو الذي لا يقهر ولأن وظيفة الحرب على سورية هي ضربها كمركز لمحور المقاومة وصرفها عن التناقض الرئيسي مع الكيان الصهيوني عبر إشغالها بحرب التدمير والإبادة المستمرة لاستنزافها بعد نجاحها في الصمود والثبات على هويتها القومية والوطنية ومبادئها التي تقع في قلبها قضية فلسطين وبهذا المعنى فإن سورية والمقاومة اللبنانية المتحالفتين في السراء والضراء معنيتان مباشرة بالتلاحم مع الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة الفلسطينية في وجه العدوان الصهيوني على غزة وفي مجابهة القمع والتهويد والتنكيل في الضفة الغربية المحتلة والأرض المحتلة عام 48. ومن هذا الموقع فإن ما اعلنه كل من الرئيس الأسد والسيد نصرالله هو الموقف المبدئي الذي يتناسب مع طبيعة الصراع العربي - الصهيوني ويلبي اولوية التصدي للتناقض الرئيسي الذي يحكم الوضع في المنطقة .
ثانيا : مما لاشك فيه أن مواقف قيادة حماس من الوضع في سورية وما ظهر خلال السنوات الثلاث الماضية من فصول تورط مجموعات من الحركة أو محسوبة عليها في القتال إلى جانب جماعات الإرهاب القاعدية والأخوانية خلفت جروحا كبيرة في صفوف الشعبين السوري واللبناني وأضعفت حرارة التضامن مع الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية التي توجد منها فصائل ادركت طبيعة المخطط المعادي وتميزت بمواقف تمثلت في رفض بعض الفصائل للتورط في المؤامرة على سورية تحت أي ذريعة كانت، بينما بادرت فصائل اخرى إلى المشاركة الشريفة في التصدي لتلك المؤامرة بكل الإمكانات وبالتالي فإن النأي عن فلسطين وعن غزة بمقدار ما يمثل خدمة للعدو وتجاوزا لحقيقة التناقض الرئيسي هو أخذ لشعب فلسطين برمته وللمقاومة الفلسطينية بسائر فصائلها بجريرة انحراف بعض المجموعات المحسوبة على حماس او بجريرة موقف قيادة حماس السياسية المتعلق بالوضع السوري وهنا خلاف سياسي مع هذه القيادة لا ينبغي تغييبه، كما لا يمكن تعميمه وتجاهل الدور المشرف لكتائب القسام في مجابهة العدوان والانخراط المباشر لجمهور حماس الغزاوي بملحمة الصمود الكبير في وجه العدوان الصهيوني والمجازر إلى جانب سائر الكتل الشعبية الفلسطينية المقاومة .
إن صمود غزة وقتالها ضد العدو الصهيوني يستنزفان إسرائيل ويساهمان في إضعافها وإلحاق الهزائم بغطرستها العدوانية وهو امر ينعكس مزيدا من القوة لمحور المقاومة والأمثولة الأخلاقية والمبدئية التي يقدمها زعيمان عربيان بمكانة قائد المقاومة اللبنانية ورئيس الدولة الوطنية السورية المقاومة ترفعا عن جميع الإشكالات دون إهمالها هو ما يعبر عن مضمون الوفاء لدماء الشهداء دفاعا عن سورية لأنه يصب في سبيل تحقيق الغاية ذاتها التي قدموا أرواحهم من أجلها وهي إلحاق الهزيمة بالحلف الاستعماري الصهيوني وادواته التي تمثل فيها فصائل الإرهاب والتكفير قوة العدوان خلف الخطوط التي تغذيها الحكومات الرجعية بالمال والسلاح لحماية إسرائيل وإضعاف محور المقاومة.
ثالثا : يتوج الرئيس الأسد والسيد نصرالله بموقفهما الداعم للشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية نجاح محور المقاومة في إفشال المخطط المعادي بعدما برهنت الوقائع ان الحرب العدوانية على سورية وتصعيد الإرهاب التكفيري لم يفلحا في صرف محور المقاومة عن التناقض الرئيسي وما ظهر من قدرات متطورة بأيدي المقاومة الفلسطينية في غزة هو الدليل على ان سورية وحزب الله لم يكفا عن توفير جميع القدرات للمقاومين في سبيل التصدي للمحتل الصهيوني.
لقد توهم الصهاينة انهم استطاعوا تبديد الجهود والإمكانات المكرسة لقضية فلسطين وتخيلوا ان محور المقاومة مصاب بالشلل نتيجة الاستنزاف الذي ولده العدوان على سورية ولطالما تغنى خبراء أميركيون وإسرائيليون بذلك واعتبروا الحرب على سورية فرصة ثمينة لاسترجاع هيبة الردع الإسرائيلية في المنطقة .
إن الوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية هو التعبير السياسي الواجب عن وحدة المعركة ضد الصهيونية والنجاح في إلحاق الهزيمة بالعدوان على غزة سينعكس على توازن القوى لمصلحة المقاومة الفلسطينية ومعها سورية والمقاومة اللبنانية وهو تحول سيكون له بالغ الأثر على معادلات الدفاع عن سورية ولبنان في وجه الخطر الصهيوني والإرهاب التكفيري معا والرابط العضوي بين الخطرين ليس خافيا بل تشهد به جميع الوقائع والمعطيات العملية في سورية ولبنان .
إن عائلات الشهداء في سورية ولبنان الوفية لدماء أبنائها تعرف جيدا ان موقف سورية وحزب الله من العدوان على غزة يصب في خدمة الأهداف التي بذل الأبناء أرواحهم العزيزة والغالية لأجلها وانتصار غزة سيقرب ساعة الانتصار على العدوان التكفيري لأنه يعني إلحاق الهزيمة بمركز حلف العدوان وبالقوة المدبرة للمخطط برمته، فكل ضربة لإسرائيل هي قوة لسورية والمقاومة وكل الضربات المسددة لسورية والمقاومة إنما تهدف لخدمة إسرائيل.

الديار[/rtl]

» الأسد ونصرالله - كتب ناصر قنديل
» الخائبون و خطاب الأسد – غالب قنديل
» الهزيمة الأميركية أمام الأسد - غالب قنديل
» القائد المقاوم بشار الأسد – غالب قنديل
» الأسد : نداء المقاومة الشعبية – غالب قنديل