سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: تداعيات السلوك الامريكي في استهداف روسيا الفدرالية ..بقلم : محمد احمد الروسان الخميس يونيو 14, 2012 1:20 am | |
|
| تداعيات السلوك الأمريكي في استهداف روسيا الفدرالية ..بقلم : محمد احمد الروسان | دام برس
الفدرالية الروسية تتعامل بشكل حذر للغاية مع موضوع الملف النووي الإيراني, حيث تدرك موسكو بأنّ صعود قوّة إيران سوف يدعم جهود روسيا الفدرالية في ملفات منطقة آسيا الوسطى, منطقة القوقاز بشكل خاص, منطقة الخليج... مما يردع تمدد نطاق خطر التهديد الأمريكي... بمقابل هذه الأدراكات مجتمعةً, تعتقد موسكو أنّ التمادي وبثبات إلى آخر الطريق في دعم القدرات النووية الإيرانية قد يؤدي إلى تحول الأوروبيين باتجاه المساندة القوية لواشنطن حيث يؤدي ذلك إلى تحالف أمريكي - أوروبي ليس ضد إيران وحسب وإنما ضد الفدرالية الروسية, وعليه قد تفقد موسكو فرصة بناء الروابط مع بلدان غرب أوروبا وهي الروابط التي يراهن عليها الروس باعتبارها أفضل الوسائل الناجحة لجهة إبعاد دول الاتحاد الأوروبي عن هيمنة الولايات المتحدة عليها . المتابع لمسار موضوع الملف النووي الإيراني حالياً يرى أنّ هناك تطورات دراماتيكية,خاصةَ بعد تصريحات الرئيس أوباما الأخيرة , والتي تزامنت مع تصريحات لوزيرة خارجيته هيلاري كلنتون , حيث أفادت من خلالها بما هو غير معلن، بأنّ واشنطون تدرك جيداً أنّ المفاوضات مع إيران سيكون مصيرها الفشل , وبأن أمريكا قد أعدّت العدّة لجهة المضي قدماً في مخطط عدم السماح لإيران بامتلاك القدرات النووية عبر وسائل سياسية – دبلوماسية براغماتية , تشي المعلومات الأستخبارية بأنّها ستكون بمضامين عسكرية تطبق في حالة الفشل في إنهاء الطموحات النووية الإيرانية العسكرية ... من الزاوية الأمريكية - الأسرائلية. يعتقد الكثير من خبراء السياسة الدولية وخاصةً المختصين في حقيقة تطور مسار العلاقات الأمريكية – الروسية , أنّ موسكو تسعى لوضع خارطة طريق خاصة بها لمجمل تطورات الأوضاع الدولية المختلفة وفي ثنايا علاقات موسكو مع واشنطون من جهة الملف النووي الإيراني بما يضمن مصالح الروس إقليميا ودولياً . من جهة أخرى يعتقد فريق آخر من الخبراء والباحثين في مجمل العلاقات الروسية بما فيها الأمنية , أنّه من أهداف العاصمة الأمريكية واشنطون دي سي إشعال الخلافات الروسية - الروسية , ثم نقل عدوى هذه الخلافات داخل الدوما الروسي \ البرلمان وفي مؤسسات الحزب الحاكم ولجانه وصولاً إلى توتير الرأي العام الروسي بعبارة أخرى العمل على فوضى خلاّقة من نمط أمريكي آخر .... فمقابل طلب موسكو وإصرارها في ابتعاد واشنطون عن دعم أوكرانيا ودعم جورجيا وبالتالي توقف أمريكا عن العمل على ضمهما إلى الناتو , وعدم نشر الدرع الصاروخي الأمريكي في إطار المجال الحيوي الروسي – الأمن القومي.... هناك طلب أمريكي في ضرورة ابتعاد موسكو عن دعم إيران ودعم النسق السياسي السوري. وهناك معلومات استخبارية تؤكد التالي:- فمن زيادة الحشود العسكرية وعمليات التعبئة الحربية في منطقة القوقاز الشمالي المواجهة للحدود الجورجية – الروسية , إضافة إلى تعزيز قدرات القوات الروسية المتمركزة في إقليمي أوسيتا الجنوبية وأبخازيا .... إلى تصعيد التحركات العسكرية في المناطق القريبة من أمريكا وحلفاءها الغربيين الرئيسيين ,منها تصعيد عمليات تحليق الطائرات الحربية الروسية في أجواء القطب الشمالي , وإنزال بعض عناصر القوات الخاصة الروسية في مناطق القطب الشمالي , ثم إرسال الغواصات الإستراتيجية الروسية إلى المناطق القريبة من سواحل أمريكا الغربية . .... فالتحركات التي قام بها لاعب الشطرنج السياسي الروسي الحكيم بوتي , لم تؤدي فقط إلى إجهاض أحد أهم أهداف واشنطون في الداخل الروسي، لا بل أدّت وبكفاءة عالية إلى رفع مخاوف الواشنطون نحو احتمالات أن يؤدي التمادي الأمريكي بثبات في استهداف روسيا إلى نجاح الأخيرة في تحقيق إبعاد ألمانيا عن واشنطون , ثم تعزيز الروابط الاقتصادية الروسية – الألمانية بما يفسح المجال لأبعاد ألمانيا عن بقية دول الاتحاد الأوروبي , وعليه فانّ بقية دول الاتحاد الأوروبي لن تستطيع فك الارتباط مع الاقتصاد الألماني النافذ في أوروبا , لذلك سيكون أمام هذه الدول الأوروبية السير باتجاه واحد وهو : السير بخطى ثابتة وراء قاطرة الدبلوماسية الألمانية الداعمة لدبلوماسية موسكو وهذا يعني طلاق بين دبلوماسية الاتحاد الأوروبي ودبلوماسية واشنطون . وتتخوف واشنطون أيضا من سياسات تماديها في استهداف روسيا , أن يؤدي ذلك إلى تكثيف الدعم الروسي للقدرات النووية الإيرانية , وضم إيران وبشكل نهائي إلى عضوية منظمة تعاون شنغهاي كمنظمة إقليمية مؤثرة في منطقة دول آسيا الوسطى , وهو الأمر الذي سيقضي على تفعيل أي عقوبات دولية ضد طهران , كذلك إلى الإفشال النهائي لسيناريو الضربة العسكرية لإيران سواءً كان أمريكياً أو إسرائيليا \ كأسوأ الاحتمالات . سياسة الفدرالية الروسية المتبعة حيال موضوع الملف النووي الإيراني بشكل خاص تشي إلى عمل متوازن , فهي من جهة تعتمد السلوك المعلن لجهة التعاون مع المجتمع الدولي من أجل عدم السماح لطهران بامتلاك القدرات العسكرية النووية .... وفي ذات الوقت والظروف تعتمد السلوك غير المعلن لجهة مساعدة إستراتيجية كسب الوقت التي تطبقها طهران حالياً وبنجاح تام .... فموسكو تقوم بتوزيع أدوار قادتها الحكماء فهي لاعب دولي يفرض نفسه بقوّة , فمنهم من يتقن الصيد \ فهو صيّاد ماهر وآخر يقوم بدور لاعب الشطرنج الماهر والذي يجيد المناورة بين الاستراتيجي والتكتيكي عن طريق تحريك القطع هنا وهناك فيما وراء الخطوط المختلفة على مساحات شطرنج المسرح الدولي ! .
المحامي محمد احمد الروسان
عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
www.roussanlegal.0pi.com mohd_ahamd2003@yahoo.com
|
| |
|