سعودية وعشقي سوريا مراقبة عامة
عدد المساهمات : 29420 تاريخ التسجيل : 17/05/2012
| موضوع: علم الجغرافيا المناخية والحدث الشامي ...بقلم : محمد احمد الروسان الثلاثاء سبتمبر 25, 2012 1:51 am | |
|
| علم الجغرافيا المناخية والحدث الشامي .. بقلم: محمد احمد الروسان | دام برس
إذا كان علم فن إدارة الأزمات, من العلوم التطبيقية حديثة النشأة والتطبيق, فانّ علم ما يسمى بالإنذار المبكر, من ذات العلوم الاستقرائية والبحثية حديثة النشأة, والاشتباك معها بتفاعل أيضاً, انّه علم الفن وفن العلم, ضمن الاستقرائيات لأي تداعيات أي حدث كان, وهو ليس أداة تجرح كما في علم الاستخبار. انّه علم يركز بعمق على بؤرة الحدث أي حدث كان, إن بفعل البشر وان بفعل الطبيعة, ويسعى إلى التعرف والتمحيص في مكونات تلك البؤرة, وعمل أدائها السلوكي ومفاعيله وتفاعلاته, ثم التقاط موجات وإشارات البث المنبعثة, من نقطة المركز, ومحاولات معرفة وقراءة وفك شيفرات هذه الموجات والإشارات, ليصار إلى الوصول لمعرفة وسبر غور طبيعة وشكل السيناريو القادم, أو SCENARIO BUILDING EXERCISES , حيث تعد الأخيرة مجرد احتمال, وان كان الأخير في السياسة ليس يقيناً, لكن جل المسألة في علم الإنذار المبكر, يتيح ويسمح وضع الاستعدادات والترتيبات اللازمة, لعمليات احتواء المخاطر وتعزيز الفرص. وتعد أجهزة الاستخبار والمخابرات المختلفة, من أكثر المؤسسات في المجتمعات المكونة للشق الديمغرافي للدول, استخداما لهذا النوع من العلم والمعرفة, وان كان أول من استخدم هذا المعرفة وعلى الفطرة في التاريخ البشري, (معرفة الاستخبار والرصد والإنذار المبكر), هو أحد ابني آدم عندما قام برصد تحركات شقيقه لقتله. انّ لمفاعيل وتفاعلات الحدث الاحتجاجي السياسي السوري, إن لجهة العرضي منه, وان لجهة الرأسي منه, تداعيات عديدة عابرة ليس فقط لدول الجوار الإقليمي, بل للقارات التي تشكل المعمورة ككل، وبالتالي على الوضع الدولي ومدى استقراره. وبالرغم من عمق سلّة الاحتجاجات السياسية السورية, ومرور وقتا طويلاً على اندلاع شراراتها, فانّ النسق السياسي السوري ما زال متماسك, إن لجهة التماسك المؤسساتي الدولاتي للجيش العربي السوري, وقوى المخابرات والأمن الداخلي, وان لجهة تماسك الكتلة البشرية في دمشق – العاصمة السياسية, وفي حلب – عاصمة المال السوري رغم ما يجري فيها من أحداث عسكرية متبادلة, وهذا وفّر له القدرة الأكثر والأكبر والأقدر والأفعل, لجهة الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة, ولجهة ضبط التفاعلات الداخلية وآثارها أيضأ. باعتقادي وظني وتقديري, أنّ الأثر الأممي(العدوى كنتيجة) للحدث السوري, سيقود في نهاية المطاف, إلى إعادة تشكل وتشكيل جل المشهد الدولي من جديد, والى عالم متعدد الأقطاب والنهج, في حين وبعد أن أخذت عدوى الحدث السوري, طابع إقليمي وعابر للحدود السياسية المصطنعة, ولحدود جغرافيا الطبيعة والتاريخ أيضاً, في تماثل محطاته وتساوقه, لجهة الماضي وعبر حاضرها, ومستقبلها, ونستولوجياها, فانّ الأمر كلّه بحاجة إلى عمليات استقرائية شاملة وناجعة وناجزة, توفر لصانع القرار السياسي والأمني, في ساحات دول الجوار الإقليمي – السوري, لجهة الضعيفة منها ولجهة القويّة على حد سواء, توفير قاعدة بيانات ومعلومات في غاية الدقة والضرورة, من أجل أن تحسن التصرف والتعامل, مع جلّ المشهد. للحدث السوري عقابيل إقليمية عديدة, عرضية ورأسية وضغوط متعددة, والتساؤلات التي تفرض نفسها بقوّة, عندّ إعمال العقل في الحدث السوري:- ما هي مدايات ومساحات, قدرة ساحات دول الجوار الإقليمي السوري, من تركيا وبغداد, إلى عمّان وبيروت, في احتجاز وصد ضغوط هذه العقابيل الإقليمية, لذات ميكانيزمات الحدث السوري؟ ما أثر تلك العقابيل على إيران ذاتها, الدولة الإقليمية الجارة والتي تدخل في حالة صراع لا تنافس مع تركيا؟ والى أي مدى تستطيع الدولة العبرية - الكيان الصهيوني – احتجاز وصد, ضغوط ما يجري في الشام عن نفسها؟!. لا شك أنّ القوام الجيو – سياسي السوري, يمارس ويتفاعل بقوّة على مجمل, مكونات الخارطة الجيو – سياسية الشرق الأوسطية, وكما تشير معطيات التاريخ والجغرافيا, إلى أنّ تأثير العامل السوري, كعامل إقليمي حيوي في هذه المنطقة, تتطابق آليات عمله وتأثيره, مع مفهوم العامل الجغرافي الحتمي, والذي تحدث عنه جميع خبراء علم الجيويولتيك, وعلم الجغرافيا الإستراتيجية, وعلم الجغرافيا الإقليمية, وحتّى علم الجغرافيا المناخية, حيث تؤكد معطيات العلم الأخير, بأنّ الطبيعة المناخية لدول الجوار الإقليمي السوري, لن تستطيع مطلقاً الإفلات من تأثيرات العامل المناخي الدمشقي. وبناءً وتأسيساً, على معطيات وثوابت الجغرافيا السياسية- الإقليمية ومحركاتها, فانّ استمرار ما يجري في سوريا, من احتجاجات سياسية بالمعنى العرضي والرأسي, سوف تكون مخرجاته بالمزيد تلو المزيد من عمليات التعبئة السلبية الفاعلة, إن لجهة لبنان – والكل شاهد ما جرى من اقتتال هنا وهناك - , وان لجهة الأردن وتكفي مشكلة اللاجئين السوريين وهي مسألة رئيسية ستكون إحدى مفردات خطاب الملك في دورة الأمم المتحدة, وان لجهة العراق المحتل, وان لجهة أنقرا نفسها, أضف إلى ذلك الشمال الفلسطيني المحتل – الدولة العبرية حتّى اللحظة. إنّ الجغرافيا السورية, لها ديكتاتوريتها الخاصة, التي وهبها الله لها لجهة موقعها, دون أدنى تدخلات للأنسقة السياسية التي حكمتها, أو حتّى الحضارات التي تكالبت عليها, لذلك أبت وتأبى جغرافيا سوريا, بأنّها عصية على التجاوز والتخطي, أيّاً كان طراز الطائرات, أو السيّارات التي أقلّت وتقل, غول وأرودوغان وأوغلو احمد داوود, من تركيا إلى السعودية وبالعكس. في المشهد الدولي وكما قلنا في البداية, لعقابيل الحدث السوري أثار واثارات, تقود إلى عالم متعدد الأقطاب, كون تلك العقابيل تتخطّى حدود الشرق الأوسط والشرق الأدنى, ولأنّ روسيا والصين تدركان ذلك جيداً, قادهم ذلك إلى عمليات عرقلة وإعاقة, لاندفاعات زخم الاستهداف الأمريكي – الأوروبي – بعض العربي المرتهن, لجهة سوريا ونسقها السياسي, وهذا ما لم تدركه أنقرا, بالرغم من وجود الاستراتيجيين الثلاثة في الحكم, غول, وأرودوغان, وأوغلوا احمد, في حين سعت وتسعى العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي, إلى لملمة حلفائها وقدراتها, لجهة القيام باستغلال وتوظيف وتوليف فعاليات ومفاعيل, الحدث الاحتجاجي السوري لأضعاف النسق السياسي السوري ومورده البشري، ليصار في النهاية للاحتفاظ بخصم إقليمي ضعيف, وأحسب أنّ خط علاقات واشنطن – تركيا, إزاء الحدث السوري تماماً هو كزواج مؤاتي MARRIGAGE OF CONVENIENCE
.: المحامي محمد احمد الروسان* *عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*
www.roussanlegal.0pi.com mohd_ahamd2003@yahoo.com
|
| |
|