سمفونية الحوار والإصلاح بقلم : سعد الله الخليل

سمفونية الحوار والإصلاح بقلم : سعد الله الخليل
تمضي الأزمة السورية وتتسارع الأحداث ... عمليات نوعية باتجاه تطهير المناطق المتوترة وإعادة سلطة الدولة عليها، وإرهاب دموي يضرب بحقدة الشمال السوري، واكبه تصعيد ميداني على الحدود السورية التركية، وموجة تنديد واستنكار على الصعيد السياسي.على الأرض يعيش المواطن السوري حالة غير مسبوقة من الترقب، حيث باتت الساحة الميدانية الشغل الشاغل له يتلقف أي جديد... يلاحق شريط الأخبار العاجل على القنوات الفضائية، وصفحات التواصل الاجتماعي رغم أن الأزمة ليست وليدة اللحظة.أدرك المواطن السوري بأن الأزمة السورية باتت تستهدفه في الأشهر الماضية أكثر من القيادة، فبعد أن فشلت الحرب الاقتصادية بكسر إرادة الحياة لدى الشعب السوري عبر لقمة عيشه، تحولت مواجهة أصحاب مشروع الحرب على سورية للفتك به بشكل مباشر.

مع تغلغل أدوات القتل في الشارع السوري شعر المواطن بخطورة ما يواجهه، وبات هاجس الحفاظ على حياته وحياة أبنائه من هستيريا الموت المجاني المتنقل يؤرق رب كل أسرة سورية.ومع انتقال مواكب الموت السيارة في المدن والبلدات السورية، ترسخت القناعة لديه بأنه لم يعد المطلوب إسقاط الدولة، بقدر استمرار نزيف الدم البشري وما يرافقه من فتك بالحجر والشجر.

في السياسة اجتماعات ولجان ومؤتمرات ومندوبون ومبعوثون، يعلو صوت الجعجعة، فيما لا طحين على أرض الواقع يترجم راحة بال مواطن وضع مجلس الأمن والجامعة العربية ومؤتمرات جنيف وأخواتها وراء ظهره، بانتظار خبر يشفي غليله عن مدينة أمنة هنا، واستعادة السيطرة والهدوء وعودة مهجري شارع هناك.

من قال أن المواطن السوري مغرم بمتابعة ما يجري ضمن القاعات المغلقة في واشنطن والقاهرة وغيرها من عواصم العالم... ؟!،وإن كانت مرتبطة بواقع سياسي سوري بحت، وهل تصريحات زعماء وسفراء العالم من شرقه إلى غربه تكفل نوم طفل سوري منعه أزيز الرصاص أن يغمض جفنه ...؟! .

اليوم لم يعد الإصلاح أولوية لشارع يمتلك من الوعي ما يكفي ليدرك بأن الاستقرار الأمني، وانفتاح مكونات الحياة السياسية على بعضها، وتقبل اختلافها كنقطة قوة، أهم شروط الإصلاح في البلدان المتعافية، وما تشهده سورية من ضرب لمكونات الدولة بهدف تعميق الخلاف السياسي، وشلالات الدم النازف لا يمت للإصلاح بأي صلة، وبأن أصحاب هذا المشروع أنفسهم لم يعد الإصلاح ضمن أولوياتهم، وحتى خطاباتهم خلت من أي ذكر لمفرداته.

وصل المواطن السوري العادي لقناعة راسخة بعد مؤتمري المعارضة، بأن فرص عقد حوار وطني يجمع كل أطراف البيت السوري باتت شبه معدومة، في ظل تعنت معارضة الخارج وجزء من أطرافٍ معارضة بالداخل السوري، وإصرارها على الذهاب بالمواجهة حتى النهاية، وما شهده مؤتمرا المعارضة من تبادل للاتهامات بالتفرد بالقرار المعارض والولاء للقيادة، خير دليل على بعد طاولة الحوار عن منال السوريين.

رغم ما تقوم به المؤسسات الرسمية من جهود لتأمين متطلبات المواطن، والحد من الآثار السلبية للأزمة السورية على حياة الشعب، ورغم مئات القرارات والمراسيم التي ترسم خطوط مستقبل زاهر للبلاد، لم يلمس المواطن أثرها لغياب الاستقرار الأمني الذي يبقى نقطة الانطلاق لأي عملية تطوير سوري، فالقرار في ظل الأزمة ليس أكثر من خبر إعلامي وصورة للحفظ بأرشيف الدوائر المختصة.

على مدى الأيام الماضية شهد مجلس الشعب نقاشات موسعة للعديد من القضايا خلال انطلاق جلسات الدورة العادية الثانية للمجلس، فهل تابع الشارع السوري تلك النقاشات...؟ ! ، أو على الأقل هل شعر بجدوى تلك الاجتماعات ...؟ ! بالطبع لا فأحداث حلب وغيرها من المناطق يبقى لها النصيب الأكبر من متابعة واهتمام الجمهور السوري وما عداها تفاصيل.

» سورية عين على الحوار وعين على الزناد متابعة سعد الله الخليل
» أوباما... تعا ولا تجي بقلم :سعد الله الخليل
» المعارضة بالتشظي ...بقلم : سعد الله الخليل
» كلام في الوطن بقلم سعد الله الخليل
» الأردن شرارة تشعل سهلاً بقلم : سعد الله الخليل