اسباب نجاح الابراهيمي مولدات الموجه الخضراء ...بقلم : محمد أحمد



	أسباب نجاح الإبراهيمي مولدات الموجة الخضراء محمد أحمد كلف الاخضر الإبراهيمي مبعوثا امميا وعربيا إلى سورية لترأس مجموعة اتصال سياسية في الاول من شهر ايلول/سبتمبر الحالي. مهمة الإبراهيمي تأتي بعد أشهر طويلة من الجهود والتدخلات الدولية في الازمة السورية، بدأت مع بعثة المراقبين العرب في 22 من شهر كانون الاول/ديسمبر من عام 2011، وانتهت بانتهاء مهمة المبعوث الاممي والعربي السابق كوفي عنان بنهاية شهر آب 2012. كافة الجهود والتدخلات السابقة لم تحدث اختراقات هامة على طريق الحل الذي يرتضيه السوريون تلبية لتطلعاتهم، والسبب يعود إلى عقدة أساسية دارت الصراعات حولها أصلا، وهي مسالة تنحي الرئيس بشار الأسد، التي على خلفيتها يتحدد ملامح الحل، حيث باتت الغالبية من السوريين والقوى الاقليمية والدولية المساندة تدرك تماما ان التنحي هدفه الاخير ضرب مفهوم الدولة لا غير. المطالبون بالتنحي من العرب والقوى الدولية وقواهم على الأرض حاولوا عبر بعثة المراقبين العرب ومن ثم بعثة المراقبين الدوليين تحقيق الأمر، لكنهم طالما جوبهوا بواقع لا يساعدهم على ذلك. يأتي الإبراهيمي اليوم وهو الخبير الدولي العارف بحيثيات المنطقة وقواها أكثر من سلفه عنان، والازمة بنظر معظم الفاعلين قد قطعت اشواطاً طويلة أُختبرت فيها جمبع عوامل العنف لإحداث تغيير قسري لكن دون جدوى، لحسن الحظ، وهو لسان حال غالبية السوريين. عمر الازمة الممتد على ثمانية عشر شهراً، وحجم القوى في الداخل السوري، والقوى الاقليمية والدولية الناهضة الداعمة بقوة للحل عبر الحوار السياسي، إضافة إلى عجز القوى الإقليمية والدولية وشبه استنفاذ أدواتها ومبرراتها بالتدخل العسكري، تعطي للإبراهيمي فرصة كبيرة للنجاح في حل يستند بالأساس على خطة سلفه عنان بنقاطها الست ووثيقة جنيف لمجموعة الاتصال. اكثر من سبب وسبب يدعم نجاح الإبراهيمي ولنبدأ من متغيرات الداخل السوري: 1- الجيش السوري ما يزال القوة الاكثر فاعلية على الارض وفي مختلف المناطق وهو القادر على فرض شروط التحرك الميداني والقادر على الحسم العسكري في أي مواجهة، وهو أي الجيش يمتثل لإرادة القيادة السياسية حيث يعلن الرئيس بشار الاسد أنه منفتح على الحوار والحل السياسي والإلتزام ببنود خطة عنان و وثيقة جنيف واي تحرك داعم للإبراهيمي بما يحفظ استقلال ووحدة سورية والحفاظ على السيادة. 2- القوى الشعبية غير المنخرطة بالعمل العسكري والسياسي المباشر تشكل كتلة كبيرة وهي تدعم حلا سياسيا وحوارا بين جميع أطراف النزاع بما يفضي إلى خروج آمن من الأزمة. 3- الاحزاب والقوى والتيارات المعارضة وعلى تنوع مشاربها الفكرية والسياسية وعلى اختلاف مواقفها من طبيعة النظام القائم، تقف ضد التدخل الخارجي العسكري وتدعو إلى الحوار وحل سياسي يلبي طموحات السوريين، وتدعم الإبراهيمي طالما ملتزم بخطة عنان ووثيقة جنيف وما يمكن الاتفاق حوله لاحقا، وهي قوى لها وجود على الارض وتلعب دورا نشطا، وجميعها تعمل اليوم على خطوة واحدة وهي عقد مؤتمر شامل للمعارضة الوطنية وعلى الأرض السورية تلقى الترحيب من القيادة السورية. 4- القوى والأحزاب والتيارات والشخصيات التي تدعو للتدخل العسكري لتغيير النظام بالقوة تفقد ما كان لها من حجم، وان كان محدودا بالاساس، وهي باتت اليوم مرفوضة شعبيا عند الغالبية العظمى، وبدأت تتكشف أنها أدوات للخارج يستخدمها لإحداث تغيير لصالحها وليس لصالح احداث نظام ديمقراطي تعددي. 5- لم تستطع القوى التي تدعو إلى إحداث تغيير بالقوة العسكرية والتدخل الخارجي طمأنة الغالبية الشعبية بأنها ستحافظ على سورية دولة علمانية منفتحة على الجميع. 6- فشلت القوى التي اعتمدت الحل العسكري والتدخل الخارجي بإستمالة الأقليات العرقية والطائفية والمناطقية في البلاد بحجة رفع الغبن والتظلم عنها إثر الممارسات الخاطئة، حيث أنها أدركت اللعبة وتحولت إلى مناهض ورافض لفكر وعمل هذه القوى. 7- متغير آخر يعد سببا محتملا لنجاح مهمة الإبراهيمي يتمثل في خوف مسيحيي الشرق من التغيير المحتمل وفق اجندة دعاة التسلح والتدخل الخارجي، حيث اثبتت تجارب معظم الدول المجاورة انهم يتعرضون لضغوطات مباشرة وغير مباشرة تدفعهم إلى الهجرة أو التهميش وربما التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية منتقصي الحقوق والواجبات، ولعل البابا الحاضر في لبنان الآن أشار بقوة إلى هذا الامر وضرورة تركيز الجهود على ما يبدد الخوف المسيحي بضرورة الاعتدال الإسلامي وانتهاج الحوار والحلول السياسية للمشكلات. الظروف الدولية الداعمة لمهمة الإبراهيمي أما فيما يتعلق بالأسباب الداعمة لنجاح الإبراهيمي على المستوى الخارجي فهي عديدة ايضاً ومتقاطعة ومتكاملة مع المتغيرات والاسباب الداخلية ولعل أهمها: 1- مواقف روسيا والصين بما يمثلهما من حضور عالمي فاعل داعمتين لمهمة الإبراهيمي، ويضاف لهما الموقف الإيراني الذي يعمل بنشاط فاعل ليس لدعم الإبراهيمي فقط ، بل والعمل على تهيئة الاجواء الإقليمية لإحداث توافقات داعمة لمهمته، دون ان ننسى الدور الهام الذي يلعبه العراق كدولة جوار داعمة لهكذا حل وهي التي تربطها بسورية أكثر من رابط، اجتماعي وسياسي واقتصادي. 2- عجز المعارضة التي استند عليها الغرب بإحداث التغيير الذي طمحت إليه، وبالتالي فقدان الثقة بها، ما أفقدها الكثير ليس آخرها الغياب الإعلامي لمجلس اسطنبول والتشرذمات التي يعاني منها الآن. 3- حالة الخوف والرعب التي بدأت تنتقل إلى المجتمع التركي نتيجة انتقال ما يحدث في سورية، وبالتالي تشكل جماعات الضغط التركية لثني أردوغان وحكومته عن سياساته المعادية لسورية عبر حلفاءه في الداخل والخارج السوري وخاصة الإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات المتطرفة. 4- سبب خارجي آخر يدفع لنجاح مهمة الإبراهيمي وهو التخوف من تسليح المعارضة والجماعات المتطرفة، كونها تعطي ما يبرر التحرك لحلفاء سورية الإقليميين لرد فعل مجابه ظهرت بوادره الاولية مع أزمة المخطوفين اللبنانيين والإيرانيين في سورية وكذلك المخطوفين الأتراك في لبنان، ولعل حزب الله أكثر القوى الإقليمية مرشحة للإنخراط في أزمة محتملة إن حدثت. 5- ما يجري في مصر وتونس وليبيا من سيطرة الإسلاميين على مقاليد الحكم وفق وصفة (الربيع العربي) لا تترك أثرا ايجابيا للمضي قدما في هكذا نماذج، على الأقل لدى المجتمعات الغربية التي لاشك أنها بدأت تدرك ان حكوماتها متورطة في إحداث هكذا ربيع مزعوم، ولعل كلمات البابا في مطار بيروت التي ادان فيها توريد الاسلحة إلى سورية وطالب بإرسال فكر سلام إلى هذا البلد، تعبير عن موقف أوربي شعبي رافض لهكذا نماذج، وبالتالي داعم حكما لمهمة الإبراهيمي وفق الحوار والحل السياسي. سجل اسمك.. سجل لمنظمتك هي مهمة للإبراهيمي ضمن مشروع كبير وهو احداث تغيير في سورية، يتطلع إليه السوريون بما يلبي طموحاتهم بنظام ديمقراطي تعددي، ان نجح الإبراهيمي وهذا محتمل وفق الاسباب الداعمة اعلاه فسيكون صاحب الإمتياز الذي ساهم في احداث التغيير بأسرع ما يمكن، وإن فشل الإبراهيمي لعدم مقدرته على قراءة صحيحة لأسباب نجاحه، فإن الامور لن تتوقف وسيجد السوريون وسيط آخر لتسهيل الوصول لحل ناضج، أو سيمضون لحلهم دون وسيط وهو أمر ممكن. هي اسباب للنجاح إن استثمرها هذا الثمانيني بشكل صحيح، فربما سيسجل له وسيط سلام حقيقي يحقق للمنظمة الاممية شيئا من حياديتها واستقلاليتها المفترضة، وان له من اسمه نصيب لمعرفته تلمس الدرب الاخضر.

» بين التابع و المتبوع ... بقلم : محمد أحمد
» المعارضة والسلطة في سورية -1- بقلم: محمد أحمد
» لن تضبط الحدود في زمن التغيير ... بقلم : محمد أحمد
» الجدل في حضرة الشعب والأسد ... بقلم: محمد أحمد
» من يحمي سورية الوطن ؟ .. محمد أحمد