من يحمي سورية الوطن ؟ .. محمد أحمد

من يحمي سورية الوطن ؟ .. محمد أحمد

من يسير على خطا يوسف العظمة ؟

اليوم تتكامل وتتكاتف قوتان لكسر مفهوم الدولة الوطنية في سورية، قوى الخارج التي كيفما كان مصدرها فهي تصب بمصلحة الكيان الصهيوني الكتيبة المتقدمة للإحتكارات العالمية، ومركب قوى في الداخل تمثلها ثلاثة اطراف بارزة وهي أولا النابعة من مرضى التطرف الطائفي والمناطقي والديني والإثني والعرقي، وثانيا ممثلي شريحة الفساد الكبير في الدولة والمجتمع، وثالثا المأخوذين وبدون وعي بالقراءات العولمية المتطرفة لمفاهيم "أسرة بلا ضوابط"، فـ"مدرسة بلا أسوار"، وبالتالي "دولة بلا حدود"، وهم على كل حال يمثلون مرض اللامنتمي .

إذا كانت المؤسسة العسكرية في سورية تشكل بالإضافة إلى موارد البلاد الاقتصادية، ومواردها البشرية وما تحمله من وعي جمعي عام، ومستوى التقدم العلمي والتقني، احدى المكونات الأساسية الأربعة التي يتركز عليها مفهوم الدولة الوطنية، فإنه في ظروف الصراع المفتوح على كل الجبهات المؤسسة العسكرية باتت تمثل المكون الرئيسي لبقاء الدولة السورية كإطار وطني جامع بحدودها الجغرافية المعروفة، وقيامتها اللاحقة وفق مضمون دولة أكثر عدلا بين أبنائها، وأكثر انفتاحا وانتاجا وحضورا وتأثيرا في الأسرة الدولية .

اليوم كل من يسعى لضرب مفهوم الدولة الوطنية في سورية يحاول النيل من المؤسسة العسكرية عبر شيطنتها وتشويهها والتشكيك بقدراتها ومحاولة إظهارها بإحادية اللون ومحدودية التوجه الضيق.

المؤسسة العسكرية تمثل الأسرة السورية بتنوعها وبالتالي هي المؤسسة الأكثر حضورا للحالة الوطنية رغم وجود بعض الإنحرافات.

المؤسسة العسكرية في سورية هي من أقل المؤسسات التي تعشعش فيها الفساد، رغم وجود حالات الفساد .

المؤسسة العسكرية في سورية هي الأقل إختراقا من الخارج مقارنة بغيرها من المؤسسات المدنية وغير المدنية في سورية، فواقع الصراع الدائر يكشف ما كان مخفيا أو غير مفهوم لدى السوريين.

المؤسسة العسكرية في سورية هي الأكثر تقدمية وانتماءا للمستقبل، فهي بطبيعتها تتجاوز مفاهيم ما قبل الدولة، وتضبط النزوع المتطرف لمحاولات الغاء الحدود الوطنية بلا مشروع .

المؤسسة العسكرية هي الأكثر تأهيلا وقدرة على ضرب مراكز الفساد الكبير في سورية، وبالتالي الأكثر توفرا على إعادة إنتاج العلاقات بين الدولة والمواطن والمجتمع بصورة أكثر عدلا، وكذلك مع الخارج.

الرهان اليوم على كسر مفهوم الدولة الوطنية في سورية رهان على كسر مؤسستها العسكرية، وجيران سورية شواهد على ضرب مفهوم الدولة عندما تكسر المؤسسة العسكرية الوطنية الجامعة، لبنان، والأردن، والعراق، وحتى تركيا، وحتى الكيان الصهيوني وخاصة بعد الدعوات المتطرفة لإعلانها دولة دينية.

هل هذه حالة حالمة ؟ .. أم واقعية مؤمنة بالمستقبل ؟

عندما تحضرنا حالة الضابط الذي استشهد دفاعا عن سورية قبل أيام وهو لا يملك حتى بيتا ولا موردا حتى في قريته، ومثله الكثيرين من أبناء هذه المؤسسة، يحق لنا التوقف والإمعان وإعادة النظر والقول انها ايمان و واقعية، وان يوسف العظمة وزير الحربية عندما خرج لمواجهة الغزو الفرنسي عام 1920 لم يكن طوباويا فأسس لثقافة وطنية جامعة مقاومة منها نهل السوريون واستلهموا كيفية الدفاع عن بلادهم، وعلى وقع ذلك تم صياغة غالبية مؤسسات المجتمع ومنها الاحزاب الوطنية بتنوعها فكانت الدولة الوطنية ...

اليوم بات الجميع على ادراك ان برامج المؤسسات السورية وآليات عملها سيطرأ عليها التغيير، وان ذلك يتطلب إعادة هيكلة لكافة مؤسسات المجتمع السوري، وان المؤسسة الوحيدة التي يمكن أن تكون النموذج الوطني المحتذى هي المؤسسة العسكرية، وبما ان سورية تشهد حراكا سياسيا عاما نستطيع القول أن احزاب وتيارات وقوى الحراك السياسي لن تشهد ولادة حقيقية إلا على أساس ومقومات المؤسسة العسكرية، تصمد وتحمي سورية فتزدهر الحالة الوطنية، وبغير ذلك يكون التقهقر الذي لا يرضى به السوريين .

» المعارضة والسلطة في سورية -1- بقلم: محمد أحمد
» سورية تجاوزت الإنكسار .. كيف تتعافى ؟محمد أحمد
» سيناريو الهدنة.. محمد أحمد
» بروبغندا المليار ونصف :محمد أحمد
» هل تنتحر دمشق بالكيميائي ؟ محمد أحمد