على حزب الله ان يحذر -روزانا رمال

روزانا رمّال
تسارعت وتيرة استهداف حزب الله امنيا في هذه المرحلة من عمر الازمة السورية , ربط ما يتعرض له حزب الله بالازمة السورية هو امرا مسلما به و بديهيا لان روزنامة الشرق الاوسط برمتها باتت مرتبطة بما يجري من تحولات على الساحة السورية
لا شك و ان لحزب الله وضعية خاصة بين كل الفرقاء او الاطراف و الدول التي غرقت في صراع الازمة السورية من رأسها حتى اخمص قدميها فهو الطرف الوحيد الغارق بالازمة السورية و المستهدفة كوادره و مؤوسساته و بناه التحتية و شبكة اتصالاته و قاعدته الشعبية داخل لبنان و خارجه من اسرائيل جهارا نهارا و هذا منذ عقود لذلك فان لهذا الحزب و مختلف مكوناته بوجود ازمة او بدون ازمة عدوا ثابتا و موجودا طالما بقي هناك قدسُ محتلة ..
ربما تطبع حزب الله مع فكرة ترقب العدو له و تعامل معها بالمثل و من الصعب معرفة ما يكمن له حزب الله لاسرائيل و لا حتى معرفة قدراته على تنفيذ ما يخطط له او تحقيق سقف توقعاته لا اليوم ولا غدا و لا مستقبلا و كان ذلك من اسس نجاحه في مختلف "اجنحته" العسكرية و الاستخبارية و حتى السياسية المتماشية مع ما يرجح لصالحه في ميزان القوي اقليميا .
لكن مع ذلك و مع معرفة الاسرائيلين بان لحزب الله عين تترقب و توثق ما ترصده و تتحين الفرصة لتنفيذ او فرض معادلات جديدة , فان لا الاسرائيليين و لا حزب الله التزموا يوما بحصر الصراع مع هذا الحزب بمرحلة او باخرى او بحرب او بمعركة بل ان الصراع بينهما من الثوابت التي لا يمكن التهاون فيها او تحييد البوصلة عنها لذلك كل الوسائل المنطقية او المتوفرة او الممكنة وفق معيار كل طرف هي "مباحة " لخدمة الهدف الاعلى و هو القضاء على الاخر نهائيا .
لذلك و عملا بهذا المبدا اي بمبدأ كل الوسائل مباحة و الفرص و الحقوق مستباحة ستكون اي ساحة صراع جغرافي قريبة من اسرائيل هي ساحة لاستخدامها في خدمة اختراق او ملاحقة او تعقب او جمع معلومات عن كل ما هو مقرب من حزب الله لا بل هي ساحة مشرعة لاستخدام عملاء مزدوجين يعملون لها تحت غطاء خوضهم الازمة في تلك الساحة فلا تترك بهذا دلائل ولا شواهد قد تساهم في ادانتها دوليا لذلك تسغى اسرائيل الى اطالة عمر الازمات التي لها في مصلحة استراتيجية و وجودية في حالة الازمة السورية و متفرعاتها .
ليس استهداف القيادي في حزب الله حسان اللقيس هو احد دلائل اختراق الاسرائيليين او نجاحهم في الوصول الى اشخاص يفترض انهم يتمتعون بسرية تامة في تحركاتهم من عناصر الحزب فقد سبق و استهدف قادة بارزين في الحزب غيره انما اهمية الاستهداف و توقيته تكمن في اضافة متهمين اضافيين غير اسرائيل كاحتمالات بظل الازمة السورية و تهديدات التكفيريين للحزب و و بهذه الطريقة تستطيع اسرائيل القيام بعدة عمليات مستغلة امكانية اتهام غيرها بسبب تصاعد اعداء حزب الله بعد دخوله معارك سوريا فلا تدان دوليا ولا تتحمل تبعات داخليا رغم ان السيد نصرالله اعلن في ذكرى تابين اللقيس اتهام الحزب لاسرائيل بدلائل ..
اخطر ما بالامر انه و بظل الازمة السورية تعرض حزب الله اكثر من مرة لمحاولات استهداف لم يتم التوسيع في دائرة الحديث عن طبيعة المستهدفين فيها و طبيعتها من بينها استهداف سيارة كانت تنقل ضباط للحزب في البقاع اللبناني على طريق كسارة زحلة في الاشهر القليلة الماضية لم تسفر عن ضحايا حينها وصولا الى حادثة اللبوة او صبوبا – بعلبك - و انفجار سيارة مفخخة مليئة بالمتفجرات .
اما حادثة اللبوة صبوبا بغض النظر عن تمكن حزب الله من كشفها لكن ما يستحق التدقيق و التساؤل هو التالي :
كان من المقرر ان تستهدف السيارة مجموعة من عناصر الحزب تنوي تبديل المناوبات فيما بينها و ربما كانت هذه العناصر متوجهة لهدف معين . و من المعروف ان هذه الامور ليست على اعين و مسمع و معرفة من المحيط المجاور حتى ما يؤكد على ان هذه المجموعات تم تعقبها و مراقبتها جيدا لاقتناص فرصة جريئة كركن سيارة مفخخة على طريق العبور المعني بالحادث .
فهل يمكن ان تكون الجماعات المسلحة التكفيرية وصلت لهذه الدرجة من الدقة و الجرأة و هي المسؤولة عن كل هذه الدقة و انها اصبحت تتمتع بجهاز استخبارات هو الاخطر و الاكثر قدرة على التنفيذ و اكثر قدرة من اجهزة اسرائيل حتى ؟ هل التكفيريين هم من تعقّب الشهيد اللقيس ؟ هل التكفيريين هم من استطاعوا تسجيل استهدافين امنيين بارزين لصالحهم و بنفس الشهر ؟
لا شك ان من يتجرأ على تسريع وتيرة الاستهدافات او الرسائل هو من يود تحقيق اكبر قدر ممكن من الانجازات التي تفيد اجندته او رؤيته للصراع بينه و بين حزب الله و من الواضح ان هذا التسارع يشير الى ان هذا الطرف في سباق مع الزمن لكي تشكل استهدافاته هذه سلسة من الضغوط اولا و انجازات مجانية تجير لحساب اطراف اقليمية .
من يتعقب عناصر حزب الله يعرف جيدا ماذا يفعل و من يستطيع التوصل لانجاز يسجل كرسالة اقلها القدرة على معرفة اماكن معينة يتواجد عناصره فيها لا يمكن ان تقوم فيها مجموعات "تنفيذية " غير استخبارية التي لطالما استقدمت دعما ماديا و استخباريا في اي بقعة او مساحة جهاد حول العالم من افغانستان الى باكستان الى سوريا و العراق و من يدعم تمويلا فهو يدعم تسليحا و استخباريا كتحصيل حاصل خصوصا و ان في هذه الحالات كالحالة المتعلقة بحزب الله كطرف يعتمد على السرية التامة فانها تحتاج لاقمار اصطناعية تراقب و تسجل و توثق مرة و اثنين و ثلاثة لكي تتوفق بالعملية او الاستهداف
اذا : اسرائيل اليوم تعمل بحرية اكبر و براحة اكثر طالما الازمة السورية مفتوحة و تستثمر جيدا استغلال الوقت لتحقيق اكبر قدر ممكن من الاستهدافات المجهولة الفاعل او اعتدءات تجير تلقائيا لحساب المعارضة السورية كرد على تدخل حزب الله عسكريا في سوريا فيضيع الجاني الحقيقي
على حزب الله ان يحذر من عمليات اكثر مع الاقتراب من التسويات السياسية في جنيف و غيرها ..و تسارع العمليات ليس سوى دليل على انكشاف امني خطير و هو جزء من الانكشاف الاكبر في لبنان بشكل عام الذي تتغلغل فيه كل اجهزة استخبارات العالم و يدل ايضا على ان المتورطين في سباق سريع مع الزمن ..

» السفير القطري عند حزب الله .... روزانا رمال
» حزب الله و الاسد : زواج كاثوليكي - خاص – روزانا رمال
» طائرة استطلاع فوق الضفة ! سوريا , ايران ام حزب الله ؟بقلم : روزانا رمال
» نهاية الامبراطورية - روزانا رمال
» تهديدات بوتين - روزانا رمال