السفير القطري عند حزب الله .... روزانا رمال

روزانا رمّال
عندما يعلن عن زيارة السفير القطري في لبنان لقيادات من حزب الله في ظل تعقيدات الازمة السورية و المتغيرات الإقليمية و الدولية التي لقطر فيها دور اساسي, فان هذه الزيارة بالتاكيد ليست زيارة عادية ..و هي ليست زيارة تعارف بين السفير القطري الجديد في لبنان و بين مختلف اللبنانيين كما قيل لا شكلا و لا توقيتا ولا اشارات .
الاعلان بحد ذاته عن لقاء بين ديبلوماسي قطري و نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بحد ذاته مفارقة و يعتبر حدثا هاما يجب التوقف عنده و يحمل اشارات و رسائل متعددة الاتجاهات فبالتاكيد ان ما قبل الزيارة ليس بعدها و بالتاكيد الزيارة فيها ..
تعاطي حزب الله مع الزيارة ايضا هو مفارقة اخرى فبالتاكيد هذه الزيارة اتت بعد تواصل بين القطريين و حزب الله كما كشف امين عام حزب الله في لقاء صحافي مؤخرا ، و بالتاكيد ايضا ان الاجواء توحي ان احد الجانبين قرر اعادة العلاقات الثنائية و بما ان القطيعة جاءت على خلفية التباين بالمواقف تجاه سوريا وحزب الله لم يغير حرفا بمواقفه فالذي تغير هو قطر ، وبما أن السفير القطري عند حزب الله هذا يعني ان قطر تحمل شيئا ما او دورا ما او مبادرة ما معها صفحة جديدة من العلاقات مع الحزب ترمم فيها ما تصدع و تستعيد ربما العلاقات المميزة التي سادت قبيل الازمة السورية ...فما المانع ان يكون سفيرا قطريا جديدا لمرحلة جديدة ؟
مرحلة ما بعد إعزاز غير ما قبلها
في السياسة كل شيء ممكن و كما فوجئ كثر من امكانية احياء العلاقات مجددا بين حليف سوريا " حزب الله " و قطر سيفاجئ كثر ايضا ان احياء العلاقات مع حزب الله يتعلق بسوريا و بازمتها فما المانع ان تكون قطر ترسل اشارات و رسائل عبر حزب الله للقيادة السورية ؟ و ما المانع ايضا من اعتبار ان حزب الله موافق على لعب هذا الدور طالما اعلن عن الزيارة بهذه الطريقة و كان اللقاء على مستوى نائب الامين العام للحزب حيث لا تحمل الزيارة اي التباس ؟
يبقى السؤال الابرز هل كلفت قطر بكسر الجليد مع "الحليف" من ضمن دور اقليمي " سياسي" جديدا اعطي لها ما يعني تلقائيا احياء دورها السياسي بالمنطقة على حساب السعودية مرة اخرة أو إحتياطا لفشل المهمة السعودية القائمة على فرضية تعديل الموازين العسكرية في سوريا ولبنان وما يعنيه ذلك من تصعيد عدائي يجعل التواصل بينها وبين الخصوم مستحيلا ؟
هل يعني ذلك ان هناك ايضا من يسعى الى تحجيم الدور السعودي اقليميا أم هو الإحتياط للتحجيم الناجم عن الفشل السعودي والتسليم بتصاعد وزن حلف المقاومة الممتد من إيران الصاعدة على سوريا الثابتة وحزب الله المتنامي القوة والحضور إقليميا أكبر من لبنان ؟
بنهاية المطاف لا يمكن تجاهل الاتي : حزب الله هو قوة مقاتلة في سوريا بغض النظر عن السبب و الهدف و المضمون او قيمة الانجاز و بغض النظر اذا ما كان ذلك شرعيا بالنسبة للبعض او غير شرعي و بغض النظر ايضا اذا ما اسماه البعض تدخلا بشؤون دولة اخرى .
و لا يمكن تجاهل ايضا ان قطر لاعب رئيسي على صعيد تطورات الميدان السوري هي و حلفائها من اتراك و غربيين دورا و موقفا و لطالما اعلن وزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم عن ذلك جهارة تمويلا و تسليحا و دعما لا متناهي فكل شيء واضح و ليس الامر موضع تكهنات على الاطلاق .
اذا يلتقي طرفان رئيسيان شديدا القدرة و التاثير في الازمة السورية في زيارة اقل ما يقال فيها ودية لا شك انها بداية افق جديد و بالنظر الى توقيتها فهي تاتي على مقربة من التحضير لمؤتمر جنيف " السوري " ما يعني ان التواصل ما بين القيادة السورية و قطر "مباشرة " غير مستبعد بتاتا بعد هذا التمهيد و يشير الى امكانية التماس تجاوب قطري او ترجمة قطرية لنواياها " الايجابية " او الانفتاحية " على طاولة جنيف و من ورائها تركيا نظرا للارتباط بين الدولتين لجهة دعم الاخوان المسلمين و توحيد الاهداف في سوريا ...
ربما يكون حزب الله "بوابة عبور الى دمشق "..و ربما اشياء اخرى ..
كل ذلك سيكون على مسامع السعوديين ..
فهل نحن امام اولى ردات الفعل على " العناد و الرفض " السعودي للواقع الجديد و رفض بذل الجهد السياسي لا بل و عرقلة تحضيرات المؤتمر كما اتهمها الروس في غير مرة ؟
اذاً قطر مجددا ..لماذا ؟ لان حجم قطر و دورها و تاريخها السياسي الحديث الذي لا يوجد فيه محطات او سقف يصعب النزول عنه يسمح لها الغوص في غمار لعب ادوار عدة في تنفيذ مخططات و تحالفات متعددة فتحافظ من خلال ذلك على دور سياسي اقليمي من جهة و يستخدمها محركوها ورقة في ازعاج السعودية أو إفهامها ما يجب أن تفهم عند كل فرصة و مناسبة ما يجعلها الدولة الاكثر قدرة على التغيير و لو كان تغييرا جذريا في طاقم الحكم فيها تماما كما حصل معها بوقت سابق من هذه السنة بعد تغيير الفريق الحكومي القطري برمته اضافة الى شيخ الامارة .

» على حزب الله ان يحذر -روزانا رمال
» حزب الله و الاسد : زواج كاثوليكي - خاص – روزانا رمال
» طائرة استطلاع فوق الضفة ! سوريا , ايران ام حزب الله ؟بقلم : روزانا رمال
» نهاية الامبراطورية - روزانا رمال
» تهديدات بوتين - روزانا رمال