سلفيو مصر استفزتهم السياحة الايرانية ولم تستفزهم السياحة الاسرائيلية - حسين الديراني
قامت مجموعة من سلفيي مصر المتحمسين المتشددين بمهاجمة مقر أقامة القائم بأعمال السفارة الايرانية في القاهرة بهدف الحاق الاذى به وبعائلته, وكذلك مطالبتهم بقطع العلاقات مع ايران خوفا من المد الشيعي في مصر, مطالبين بطرد السفير الايراني ووقف العلاقات بين البلدين والتي كانت شبه مقطوعه طيلة زمن حكم السادات ومبارك.
وقد صرح القائم بالاعمال السيد مجتبى اماني بعد الهجوم على مقر اقامته: ان فزاعة التشيع تأتي ضمن مخطط صهيوني لضرب وحدة الامة الاسلامية وتحويل الصراع العربي الاسرائيلي او الاسلامي الصهيوني الى صراع داخل الامة الاسلامية بين السنة والشيعة.
وقبلها عقد مؤتمر جماهيري لأجل التنبيه من خطر المد الشيعي في مصر بحضور مجموعة من أئمة السلفيين, وهذه التظاهرة كانت أحدى الانجازات والتوصيات التي خرج بها هذا المؤتمر.
سلفيو مصر والعالم الاسلامي يروق لهم ان يروا العلم الصهيوني يرفرف فوق السفارة الصهيونية في القاهرة لان نجمة داوود تزين العلم, ولا يستفزهم ذلك لأنهم بنو عم وذو ارحام, بل يستفزهم العلم الايراني لأن في وسطه رمز " لا اله الا الله " وهم لهم ثأر مع من يقول حقا " لا اله الا الله".
سلفيو مصر يرحبون بالسياح من كل الجنسيات وخصوصا الصهاينة لأنهم يدعمون الاقتصاد المصري بأموال السحت والعربدة والمخدرات, يزينون الشواطئ المصرية بالحور العين لألقاء النظرة عليهم قبل اللقاء بهم حين تفجير انفسهم في مسجد او حسينية او شارع او مدرسة او سوق يمتلكه مسلمون من الشيعة, بل يستفزهم السياح الايرانيين اللذين لا صلة لهم ولا هوى بأثار الاهرامات ولا بزيارة الكابيراهات ولا الشالهات, بل لهم صلة بأثار النبي المصطفى صلى الله عليه واله, لهم صلة وهوى باهل بيت النبوة, لهم صلة بالحسين عليه السلام واخته العقيلة زينب.
سلفيو مصر يتباركوا في النظر في وجه السفير الصهيوني لأنه يذكرهم بالاجداد الطيبين المسالمين اللذين لم يرتكبوا جرما سوى جرم بسيط لا يستحق السخط " اغتصاب فلسطين كل فلسطين ", بل يستفزهم وجه السفير الايراني الذي ينوب عن دولة وثورة اسلامية أغلقت السفارة الصهيونية في طهران حين انتصرت بقيادة الامام الخميني "قدس سره" وحولتها الى سفارة لدولة فلسطين.
قبل ايام خرج علينا داعية من دعاة السلفية المصريين " الشيخ محمد حسان " قائلا : للحكومة المصرية الحق ان تبني علاقات سياحية وتجارية وثقافية واقتصادية مع جميع دول العالم بما فيهم دولة اسرائيل, باستثناء دولة وحيدة في العالم وهي ايران واذا اصرت الحكومة المصرية على بناء هذه العلاقات فسوف نبذل دمائنا في سبيل وقف هذه العلاقات التي تضر بسنة مصر.
هذه هي ثقافة السلفيون المدمرة وهذا ما تنتجه المساجد في السعودية, والمساجد التي تمولها السعودية وقطر, مساجد تنتج أئمة يدعون الى التكفير والتنفير والتفخيخ والتجريح, أئمة يدعون الى الفتنة المذهبية وتشتيت الامة.
فاذا كان الخوف من مد الفكر الشيعي, فالفكر والعقيدة كالهواء يتنفسه كل الناس, والذي يخاف الفكر الاخريعبر عن مدى ضحالة وضعف فكره ومعتقده, ثم هل سأل هؤلاء السلفيون اخوانهم في حركة حماس التي مدتهم الجمهورية الاسلامية في ايران بكل وسائل الدعم المادي والعسكري لسنوات عديدة وما زالت هل طلبت من احدهم ان يتشيع لتدعمه ؟ فليسألوا خالد مشعل واسماعيل هنية.
هذه الفئة المدمرة التي تستوحي فكرها من مؤسس الدولة السعودية محمد بن عبد الوهاب كانت وما زالت تجلب الخراب والدمار الى جميع البلدان الاسلامية اينما حلت, فكل يوما تسفك الدماء في العراق وسوريا والبحرين وشرق الحجاز والباكستان وافغانستان واليمن ولبنان بسبب فتاوى أئمة الضلال والتكفير اللذين تخرجوا من تحت منابر هذه المدرسة الهدامة.
الكاتب : حسين الديراني