ماذا على ايدي القرضاوي ليقبلها اسماعيل هنية ؟ حسين الديراني
حل الشيخ القرضاوي ضيفا على قطاع غزة وتم أستقباله بحفاوة بالغة من قبل الرئيس اسماعيل هنية واعضاء حكومته الغزاوية, وكان المشهد الابرز في الاستقبال الذي نقل عبر شاشات الفضائيات تقيبل اسماعيل هنية يد الشيخ القرضاوي تقبيلا بكل حرارة وشغف.
فهل تستحق ايدي القرضاوي كي تقبل هكذا وهل تلك الايادي مدت قطاع غزة والمقاومين بالسلاح والصواريخ التي صنعت النصر وهزمت العدو الصهيوني ؟ أم ان الايادي التي يجب تقبيلها هي تلك الايادي التي كانت تمتد من ايران وسوريا وحزب الله لرفد المقاومة في فلسطين بكل وسائل القوة وتمكينها من النصر والثبات.
وهل يحمل بيده بندقية يقدمها للشعب الفلسطيني كي يستمر بمقاومته للاحتلال ؟ بندقية بديلة عن تلك التي كان النظام السوري يدفع الثمن من أجل أيصالها الى ايدي المقاومين.
الجواب كلا ومحال, بل أتى حاملا بيده أكياس من الذهب والفضة لدفع ثمن الصفقة المهينة التي سوق لها اميره القطري في واشنطن واراد فرضها على الشعب الفلسطيني, صفقة تعطي الارض الفلسطينية لاسرائيل الصهيونية من دون مقابل.
من يدعو في صلاة الجمعة جهارا الادراة الامريكية ويتوسل بها كي تقصف وتدمر النظام في سوريا لوجه الله, وقالها حرفيا " اقصفوا سوريا ودمروا النظام, أعملوها لله وأردف ,من قال لكم ان الجماعات المسلحة الاسلامية سوف تستهدف اسرائيل, هذه دعاية مغرضة كي لا تقدموا الدعم للثوار " فمن يدعو الاجنبي لاحتلال بلد عربي مسلم تسقط عنه الهوية الاسلامية ويصبح عدوا للامة ولا يحق له ان يتكلم عن العزة والكرامة التي صنعها المقاومون وليس المنبطحون.
أن ايادي القرضاوي اصبحت ملطخة بدماء الشعب السوري والليبي والعراقي واللبناني تستحق التكبيل حتى لا نقول القطع وليس التقبيل, والاجدر بالعدو الصهيوني تقبيل اياديه لما قدمه لهم من دعما وخدمات لم يكن يحلم بها ولم تكن واردة في حساباته.
أما المشهد الاكثر غرابة هو قيام اسماعيل هنية بتقليم اظافر القرضاوي امام الشاشات الفضائية !!!!
فهل كان ذلك احتفالابتقديم زوجة له تطبيقا لفتوى نكاح الجهاد ومكافئة على جهوده بأرسال المسلحين الى سوريا ؟ ام كي ينظف الدماء واللحوم التي علقت على أظافره من أكل ونهش لحوم الشعب السوري ؟ فهذا ما كان عالقا على ايدي وأظافر القرضاوي.
فمن يستبدل دمشق عاصمة المقاومة والممانعة وطهران عاصمة الاسلام والقوة والمناعة والتحدي ويستبدلهم بالدوحة عاصمة الخيانة والذل والهوان فلن يصيبه الا الهزيمة والخضوع والانحناء أمام "إمام" التكفير والتنفير الشيخ القرضاوي.
فكيف يتحدث القرضاوي في قطاع غزة عن المقاومة والصمود واميره يريدتسليم الاراضي الفلسطينية للعدو الصهيوني على طبق من ذهب, فالشعب الفلسطيني رغم الفتنة العمياء ما زال فيه شعب حي ابي يرى بعين البصيرة ولم تعمي بصيرته كل الاموال التي حملها معه القرضاوي, لقد خرج الالاف من شعب غزة متظاهرين ضد العدوان الصهيوني على سوريا وضد عدوان المستوطنون على المسجد الاقصى ورفعوا الاعلام السورية وصور الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وتم قمعهم من قبل القوات الامنية التابعة لحكومة اسماعيل هنية, وهناك تململ وخلاف دائر في اواسط حماس في غزة على ما تمارسه السلطة ضد المقاومين وعلى سلوكها السياسي المنحرف عن خط المقاومة.
نحن بأنتظار الشعب الفلسطيني في غزة للقيام بأنتفاضة تمحي وتغسل العار الذي جلبه لهم ثنائي قيادة حماس, خالد مشعل واسماعيل هنية كي يعيدوا البوصلة الى مسارها الطبيعي اي المقاومة التي لن تكون من دون دعم ايران وسوريا وحزب الله.
العدو الصهيوني منشغل الان في تحليل خطاب السيد حسن نصر الله كلمة بكلمة, لقد دب سماحته الرعب في قلوبهم في خطابه الاستراتيجي والذي سلب النوم من عيون العدو وارقه, بات قادة العدو يتبادلون التهم فيما بينهم بسبب عدم دراسة العدوان على سوريا ونتائجه على الكيان وانقلب السحر على الساحر, فلقد كان من نتائج العدوان ولادة مقاومة مباركة جديدة في الجولان السوري المحتل, ولم ينشغل ابدا بقبلات هنية التي طبعها على ايدي القرضاوي بل صفقوا له تصفيقا حارا .
الكاتب : حسين الديراني