بوادر النصر تلوح بالأفق:مضر جلال خيربك

بوادر النصر تلوح بالأفق...

مضر جلال خيربك

بعض الأطراف ترى بأن المساعي القائمة لإيجاد حل عاجل للأزمة في سوريا قد عادت إلى نقطة البداية، فبرأيهم أن اجتماع اليوم في جنيف سيكتفي باستعراض وعرض مستجدات الأحداث والمواقف المتباينة ولا سيما بعد خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، وما تضمنه من اقتراحات جدية تساهم بحل الأزمة في البلاد، وبإيجاد صيغة مشتركة للخروج من دوامة الخلافات القائمة بين واشنطن وموسكو تحديداً بسبب التباعد الحاصل بينهما على خلفية ما نتج وينتج عن مجلس الأمن وقراراته حول سوريا.

وترى هذه الأطراف بأن النقاش في هذا الاجتماع الثلاثي سيتطرق لجانب آخر من خطاب الرئيس الأسد والذي أقصى فيه الخارج تماماً عن الشأن السوري.

بينما اجتماع بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي بيرنز والمبعوث الأممي الإبراهيمي، لم يأتِ من فراغ، وإنما هو ميل نحو خلق اتفاق وفق عناوين عريضة قد تسهل وضع مشروع حقيقي لحل الأزمة السورية التي لم تعد تداعياتها مقتصرة على سوريا، وإنما بدأت بالانتقال التدريجي لدول الجوار.

كما إن تداعيات الأزمة السورية طالت العلاقات الروسية – الأمريكية والاتحاد الأوروبي، ما قد يعطي الأمل خلال اجتماع اليوم، لإيجاد مخرج للأزمة يبعد جميع الأطراف عن الانزلاق بمعركة طويلة الأمد، قد تتحول مستقبلاً إلى حرب عالمية ثالثة.

فمنطقة الشرق الأوسط بدأت نيرانها بالاشتعال عند بدء الأزمة السورية، هذه المنطقة وحدها تنال الجزء الأكبر من صدمات وتداعيات كل أزمة تشتعل بأي بقعة من أراضيها، وهي بحاجة ماسة لمن يمنع عنها هذه الفوضى المستمرة التي تسبب بها الغرب وأتباعه.

فتصريحات الإبراهيمي الأخيرة فيما يخص خطاب الرئيس السوري بشار الأسد، قد أججت أكثر، نيران الخلافات القائمة بين جميع أطراف الأزمة السورية، فالمؤيدين للرئيس الأسد يرون بتصريحات الإبراهيمي خيانة جديدة وحركة فتنوية لإقحام الشعب السوري بحرب أهلية رهيبة، ويرفضونها جملة وتفصيلاً، ويتمسكون بمقررات مؤتمر جنيف.

بينما المعارضة رأت بتصريحاته دعماً معنوياً جديداً لمواقفها المخالفة لكل ما يطرحه النظام السوري من حلول داخلية بعيداً عن الإملاءات والشروط الخارجية.

نحن الآن بانتظار ما يصدر عن اجتماع جنيف الثلاثي، فجميع نتائجه ستبقى رهينة التوافق أو الخلاف الروسي – الأمريكي – الأوروبي، إلا أن الأمر الأكيد هو أن سوريا الوطن لن تقبل بأي مقررات أو مقترحات تمس بالسيادة الوطنية أو تنال من وحدة الشعب السوري.

فالحلف الغربي لا أمان له مطلقاً ولا تجوز الثقة به أبداً، فهو إن تراجع عن موقفه الرامي لإسقاط الدولة السورية، فهذا يعني أن خطته قد منيت بالفشل، وما قبوله لاجتماع اليوم إلا دليل آخر على هزيمته النكراء في سوريا بسبب مقاومتها العظيمة، ولصمود شعبها، وبسالة جيشها العربي العقائدي، وحنكة قيادتها وبعد النظر التي تتمتع به، بالإضافة لوجود حلفاء مثل روسيا والصين وإيران.

كما إن من أهم الأسباب الدافعة لهذا الاجتماع، تجنب موسكو وواشنطن الانخراط مجدداً بحرب باردة طويلة الأمد كالتي كانت سابقاً بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.

وبما أن التدخل العسكري الغربي في سوريا بات مستحيلاً لأسباب مختلفة، وكون مجلس الأمن الدولي غير قادر على اتخاذ مثل هذا القرار العدائي ضد سوريا، فإن الاجتماع الثلاثي اليوم قد يؤدي إلى تفاهم بين صناع القرار، لوقف العنف الدموي الدائر في سوريا منذ ما يقارب العامين، ثم إيجاد خطة جديدة لحل الأزمة السورية سياسياً.

بجميع الأحوال بوادر النصر السوري على دول التآمر قد لاحت في الأفق، ولو استطاعت تلك الدول احتلال سوريا وإسقاطها وطنياً لسارعت إلى ذلك غير عابئة باجتماع جنيف أو غيره من الاجتماعات، ما يعني بالضرورة أن الرئيس بشار الأسد قد وجه صفعة شديدة للمجتمع الدولي المتآمر، وأن الجيش العربي السوري قد انتصر على الأرض ومعنوياً أيضاً، وأن الشعب السوري قد نجح بالحفاظ على وحدته الوطنية بالرغم من كل الجهود الدولية والإقليمية والعربية الهادفة لتقسيمه وتفتيته طائفياً.

» موعدنا مع النصر قريب... مضر جلال خيربك
» الاعراب ...مضر جلال خيربك
» لبيك يا اسد....مضر جلال خيربك
» رمز الشموخ والكبرياء...مضر جلال خيربك
» كفاكم يا سادة... مضر جلال خيربك