رمز الشموخ والكبرياء...مضر جلال خيربك

رمز الشموخ والكبرياء...

مضر جلال خيربك

من تورط بالأزمة السورية من القادة الدوليين والإقليميين، باتوا مستميتون لكسر كبرياء وشموخ القائد الرمز الرئيس بشار حافظ الأسد.

فالعالم برمته يقف على أعتاب رؤية انتصار تاريخي هو الوحيد من نوعه بتاريخ المنطقة، للرئيس بشار الأسد على أصحاب القرار العالمي، فمجلس الأمن الدولي اجتمع وأقر خلال ساعات الحرب على أفغانستان فاحتلتها الولايات المتحدة، وفشل خلال عامين باتخاذ نفس القرار ضد سوريا.

هذا المجلس الفاقد للمصداقية كما هو حال الأمم المتحدة، أصبح حالياً يناور ويحتال على الوضع فيما يخص الأزمة السورية، وذلك بمحاولة يائسة للحفاظ على كرامة أسياد القرار الدولي، الذين هُدر ماء وجههم أمام شموخ وصمود وكبرياء وعنفوان الرئيس الأسد.

والأمر الآن عبارة عن ثأر دولي شخصي من القائد الأسد لكسر كبريائه وشموخه، فهو من يقود سوريا في بحر متلاطم الأمواج من الفتن والمؤامرات، إلى شواطئ النصر الكبير والأمن والأمان والاستقرار للوطن.

وكما هو معروف، لم يتبقى واحد من زعامات الامبريالية والرجعية العربية والغربية إلا وأكد منذ بدء الأزمة، على أن القائد الأسد سيسقط خلال أسابيع، ثم خلال أشهر، ثم اختلفت النغمة إلى: لا بد أن يسقط الأسد، ثم يجب أن يسقط الأسد.

كما إن الغرب وأذنابه عندما تُطرح فكرة التدخل العسكري في سوريا، يسارعون لاستبعادها والتأكيد على عدم وجود إمكانية لاستهدافها وضربها عسكرياً، ليس لكونهم لا يمتلكون قدرة مالية، أو إمدادات لحملة عسكرية كما حصل في العراق وليبيا.

لكن الحقيقة هي أن الرئيس بشار الأسد قد أضاف تقنيات جديدة للسياسة التي كان ينتهجها القائد الخالد حافظ الأسد والذي كان قاسي الردود والملامح بالتزامن مع تمتعه بهدوء كبير يُفقد الخصم صوابه، والقائد المناضل بشار الأسد بملامحه وتقاطيعه الهادئة والمريحة، يمتلك قدرة استيعاب خصمه عندما يخرج عن صوابه، مع احتفاظه بجميع صفات أبيه من القسوة والقوة والتسامح.

يعلم أقطاب المؤامرة والرجعية أن الرئيس الأسد بيده أوراق كثيرة وعديدة، تدفعهم للابتعاد عنه في حال اقترابهم منه أكثر مما هو يريد، الأمر الذي يُعتبر عامل قوة عظيم يخوله التحكم بمجريات اللعبة السياسية والأمنية في المنطقة.

جميع الدول وحتى المتآمرة منها، تعلم بأنْ لا دولة عربية بتاريخ منطقة العرب، استطاعت الصمود والوقوف بوجه الدول الغربية ومخططاتها وأطماعها الاستعمارية، كما صمدت وسوريا وشعبها وجيشها وقائدها.

هذا الصمود غير المسبوق، مرده لتاريخ سوريا الموغل في القِدم، ولمقاومة شعبها، وعقيدة وبسالة جيشها، وحكمة وذكاء وثبات وشجاعة قائدها الأسد الذي استمد قوته من تأييد غالبية الشعب له منذ عام 2000 وحتى الآن.

العالم برمته ومن جهاته الأربع بات يعرف اسم الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يشغل حيزاً كبيراً بعقول شعوب العالم، حتى وإن كان منهم من لا يهتم لأمر سوريا وقائدها، إلا أنه سيتساءل عن سبب اجتماع العالم على هذا الرئيس، ولماذا يريدون إسقاطه، ما يعني أن الأسد قد تحول لأكثر شخصية انتشاراً بفكر الشعوب، وهذا الأمر بحد ذاته صفة من صفات الأقوياء الذين يؤثرون بالمجتمع العربي والدولي.

عجز ثلاثي أحبط المعسكر التآمري الأميركي – التركي – العربي، الأول يتلخص بفشل هذا الحلف بتحريض وتأليب ما يكفي من الشعب السوري ضد قيادته وتحديداً القائد الأسد، بالرغم من تجنيدهم الإعلام العربي والغربي لهذا الغرض، وبرغم كميات الأموال المهولة والسلاح التي وُزعت في سوريا على المجموعات المسلحة.

والعجز الثاني هو فشلهم باتخاذ قرار ضربة عسكرية لسوريا، وذلك لقدرتها الدفاعية العظيمة، ولوجود حلفاء مثل روسيا والصين.

والعجز الثالث يتمحور حول عدم قدرة الحلف الرجعي، بفرض عقوبات تتكفل بانهيار اقتصادي كامل في سوريا التي أثبتت قدرة اقتصادية هائلة برغم كل الضغوطات والحصار والعقوبات، فهي ما تزال تعطي الرواتب لموظفيها، وما تزال تقدم الدعم للمواد المعيشية الأساسية الغذائية وكذلك المحروقات.

هذه الأمور مجتمعة زادت من مناعة سوريا وقدرتها على الاستمرار بحربها ضد الإرهاب، ومجابهة حرب دولية مسعورة لا مثيل لها بتاريخ المنطقة.

خطاب السيد الرئيس بشار الأسد اليوم، أوضح مدى القوة والثبات التي تتمتع بها سوريا وشعبها وجيشها وقائدها، وأوصل رسائل مختلفة لأطراف متعددة، أنْ لا جدوى مما تفعلوه، فسوريا ستستمر بعملية القضاء على الإرهابيين ومعاقلهم ومن يدعمهم، وأن سوريا عزيزة وشامخة ولا يملي عليها أي طرف شروطه أو مصالحه، وهذا أيضاً بحد ذاته من عوامل القوة والثبات السوري على مر التاريخ.

الرئيس الأسد شاغل العالم، بات يتحكم بأوراق المنطقة، وما خطابه اليوم إلا تأكيد على النصر المؤزر، وإشارة إلى أن مرونة سوريا حيال العرب لم تكن من باب الضعف، بل هي محاولة سحبهم لجادة الصواب والعروبة.

سوريا الوطن انتصرت، والقائد الأسد منتصر وباق رغماً عن الاستعمار وأذنابه، وسيبقى قائدنا العظيم بشار الأسد سيد المقاومة الأوحد، وعنوان الصمود والعزة، وتاريخ الكبرياء والعنفوان، وشامخ كشموخ جبل الشيخ وقاسيون، ووطنيته ستصبح ميراثاً للإنسانية جمعاء.

» لبيك يا اسد....مضر جلال خيربك
» الاعراب ...مضر جلال خيربك
» نظام الفوترة... (3) :مضر جلال خيربك
» عيد شهيد!!... بقلم : مضر جلال خيربك
» فجر الثامن من آذار... مضر جلال خيربك