جنيف: طرفان وساعي بريد:محمد أحمد

جنيف: طرفان وساعي بريد

محمد أحمد

10-1-2013

يجب أن لا يغيب عن بالنا ونحن نتفاعل مع أخبار ونشاطات وتصريحات الأخضر الإبراهيمي انه ابن المنظمة الأممية التي طبيعة تكوينها الحالي لا تسمح لها بالتمتع بأي نوع من الاستقلالية في القرار، وبالتالي موظفيها المعينيين من قبل القوى العالمية المهيمنة يجب ان تتوفر لديهم مهارات عديدة تتمحور بمجملها حول دبلوماسية ساعي البريد وموظفي طاولة التفاوض، والتي منها:

- التمتع بمساحة كبيرة من التماهي مع جماعات الضغط العالمية .

- التمتع بمرونة كافية للإقدام على التقلبات الدراماتيكية عندما يتطلب الأمر ذلك وتبعا لكيفية انحياز موازين القوى.

- التمتع بدرجة عالية من عدم الاحساس بالمسؤولية الأخلاقية او الشعور بالذنب تجاه ما يمكن ان يترتب على أقواله من تبعات.

- عدم الشعور بالمسؤولية الأخلاقية مبررة ضمنيا عند الموظف الأممي كونه ليس صاحب قرار وإن توهم البعض فالذنب عائد لهم .

بناء عليه:

1- تصريحات الإبراهيمي هي تعبير عن محاولة ضغط امريكية أخرى للتأثير على الموقف الروسي عشية انطلاق جولة جديدة من مباحثات جنيف الثنائية بين بوغدانوف وبيرينز بحضور الإبراهيمي.

2- يبقى من يحدد أسس التسوية الدولية بالإطار العام الموقفين الروسي والأمريكي.

3- بظل حالة التوازن النسبي للقوى دوليا وإقليميا بشكل مرحلي، يمكن ان يتمخض عن اجتماع جنيف التالي:

- سوف يجري الحديث عن المرحلة الانتقالية وسيضغط الأمريكي باتجاه كسب المزيد من النقاط لصالحه ولن يكون من بينها على الأرجح مسألة تنحي الرئيس كما هو مصرح به للإعلام، وسيبقى الروسي متمسكا بالقانون الدولي الذي ينص على الحفاظ على سيادة الدول وبالتالي حق الشعب السوري بتقرير مصيره واختيار من سيحكمه.

- سيعلم الأمريكي ان حجم ما يملكه الروسي من تفوق بالقوى يسمح له بلجم الطلب الأمريكي عموما مع مراعاة براغماتية الامريكي بما يوازي قوته.

- سيتأكد الامريكي مرة أخرى ان روسيا وحلفها الدولي وحليفتها سورية على استعداد لتحمل تبعات الايام القليلة القادمة من الضغوطات قبل تنصيب أوباما لولايته الجديدة والذي سيتبعه لقاء رسم القرارات الحاسمة دوليا مع بوتين.

حتى ذلك الحين سيبدو للبعض ان الإبراهيمي يمثل خيارا، وبعد ذلك ستصبح رسائله أكثر وضوحا وشفافية، أكثر مهنية.

الإبراهيمي كان منسقا تقنيا ينفذ أوامر مطلوبة، وسيبقى كذلك منسقا لا مقررا، ان لم يغيب..

» سيناريو الهدنة.. محمد أحمد
» من يحمي سورية الوطن ؟ .. محمد أحمد
» بروبغندا المليار ونصف :محمد أحمد
» بين التابع و المتبوع ... بقلم : محمد أحمد
» هل تنتحر دمشق بالكيميائي ؟ محمد أحمد