الأصفر الشاحب الإبراهيمي... مضر جلال خيربك

الأصفر الشاحب الإبراهيمي...

مضر جلال خيربك

لم يصل الأخضر الإبراهيمي لأي منطقة عربية أو إسلامية كمبعوث دولي، وأدخل معه الخير إليها، فهو المبعوث الأنسب والمفضل لدى واشنطن بالمنطقة الإسلامية، لأسباب ودوافع قد يكتنفها الغموض لسنوات طويلة.

الإبراهيمي كان مبعوثاً أممياً إلى أفغانستان لتنسيق حكومتها برئاسة كرزاي، كما لعب دور الوسيط الموثوق بين الحلف الغربي وقوات التحالف الدولي في أفغانستان، وبين كرزاي ومجموعته.

وأدى الإبراهيمي نفس الدور المسرحي الوسيط بين قوات الاحتلال الدولية، وبين العديد من الجهات العراقية العميلة لواشنطن وحلفائها، كما دخل اليمن هذا الأخضر لمدة قصيرة ثم غادر صنعاء على وجه السرعة.

جميع تلك الدول التي زارها الإبراهيمي، خرج منها مخلفاً فيها عملاء وخونة وجواسيس وأقطاب تخريب وقتل ودمار، ولذلك ليس من المستغرب الآن أن يقدم مثل هذه التصريحات المسيئة لسوريا وشعبها وقيادتها، سيما وأنه يؤدي مهمة مناطة به وهي إطالة عمر الأزمة السورية، وزيادة تعقيداتها.

لم يستبشر خيراً أي شخص في سوريا، عندما وصلها هذا المتلون، الذي بدأ اجتماعاته مع المسؤولين السوريين وهو منتفخ الأوداج ويضحك بشكل عصبي وهستيري، ومنذ تسلمه الملف السوري وهو يدلي بتصريحات وتهويلات غريبة.

تصريحاته في الشأن السوري هدفت وتهدف لزيادة حجم الأزمة في البلاد، فهذا الأصفر الشاحب أكد بأحد تصريحاته المعتوهة أن ما يجري في سوريا عبارة عن حرب أهلية ستحرق البلاد والعباد، في حين أن الواجب الأخلاقي الذي تمليه عليه مهمته، أن يطمئن الشعب السوري بأن الأزمة في طريقها إلى الحل.

والإبراهيمي هو السبب الرئيسي والمباشر بانتشار تقارير وبصورة فجائية وواسعة في زواريب السياسة والإعلام الغربي عبر تقارير ومقالات وتحقيقات عن الجماعات الجهادية الموجودة بصفوف المجموعات المسلحة في سوريا، ما يعني أنه هو أول من روج لهذه التنظيمات وشحذ الهمم لدعمها.

فبعد ظهور الأصفر الشاحب الإبراهيمي تم الترويج سريعاً لهذه الجماعات الأصولية المتشددة، وبشكل مكثف وعاجل، بحيث تم ربطها مع المجموعات ذاتها في باكستان وأفغانستان والعراق، وهي ذات الدول التي توجه الإبراهيمي إليها وأنشأ فيها مجموعات استخباراتية وتجسسية غربية.

ظاهرة الجماعات هذه ترتبط ارتباطاً وثيقاً بظهور الإبراهيمي على مسرح الأحداث بتلك الدول وفي سوريا أيضاً، موصولة بتاريخه المشين من العمالة وخبراته التجسسية في البلاد العربية والإسلامية التي شهدت وتشهد صراعات دموية عنيفة.

الأصفر الإبراهيمي هو الابن البار المخلص لمنظومة الجنرالات في الغرب، التي تتحالف مع كل جهة ترغب بالعمل المشبوه لإسقاط الأوطان، ومنظومته هذه هي التي تسرب المقاتلين والسلاح إلى سوريا، كما فعلت في ليبيا بإشراف الإسرائيلي برنارد ليفي.

منظومة الإبراهيمي الرهيبة أشعلت الاضطرابات في تونس ومصر واليمن وأسقطت حكوماتها، وأوصلت المتشددين الأصوليين لسدة الحكم فيها، ويتجلى نَفَسها العدائي من خلال الإبراهيمي وتصريحاته بكل دولة زارها فغادرها فسقطت أنظمتها، باستثناء سوريا التي استطاعت تعريته أمام الرأي العام العربي والعالمي، وأدخلته بدوامة الصراع النفسي.

الإبراهيمي هو من أقنع قيادة الأردن بضرورة دعم المخطط والمؤامرة الغربية ضد سوريا، وهو من اقترح على عبد الله الثاني التبرع باستقبال اللاجئين السوريين وإنشاء مخيم لهم على الأراضي الأردنية، واستقبال قوات عسكرية دولية وعربية لضرب سوريا عسكرياً إن سنحت لهم الفرصة بذلك.

هذا التأثير الإبراهيمي على الأردن مرده لسببين: الأول عبر التهديدات التي تلقتها عمان من الغرب وتل أبيب على لسان الإبراهيمي، بإشعال الأوضاع الأمنية في الأردن إن لم توافق عمان على الانخراط في المؤامرة ضد الشقيقة الجارة سوريا، والثاني كون الإبراهيمي والد زوجة الأمير حسين شقيق الملك عبد الله الثاني!!...

الأخضر الإبراهيمي تاريخ من الكذب والخيانة والعمالة والتآمر على العرب والمسلمين، فهو لا يجلب معه إلا الويلات والثبور لكل دولة يزورها، لكنه لم ينجح حتى الآن بتنفيذ مهمته بإسقاط سوريا الوطن وتقسيم شعبها على أسس طائفية.

وما تصريحاته الأخيرة إلا دليل قاطع على عمالته للقوى الرجعية والامبريالية العالمية، كما إنها دليل واضح على التأنيب الشديد له من قبل دول الاستعمار، وذلك لكونه قد فشل فشلاً ذريعاً بإتمام المخطط الصهيوني الموضوع قيد التنفيذ لاحتلال سوريا.

» لبيك يا اسد....مضر جلال خيربك
» الاعراب ...مضر جلال خيربك
» لا حياة لمن تنادي - مضر جلال خيربك
» باب الحارة!!!!! بقلم : مضر جلال خيربك
» فجر الثامن من آذار... مضر جلال خيربك