لا حياة لمن تنادي - مضر جلال خيربك

لا حياة لمن تنادي...

مضر جلال خيربك

من المؤسف أن نرى الحكومة السورية لا تضع ضمن أولوياتها إيجاد فرص عمل للمواطنين السوريين الشرفاء الوطنيين الذين وقفوا سداً منيعاً بوجه هذه المؤامرة الرهيبة التي تستهدف بلدنا على كافة الأصعدة.

ومن المؤسف أن تترك الحكومة أصحاب الحقوق الذين ظلمتهم الحكومة السورية التي كانت قبل بدء الأزمة، والتي تزعمها فريق أعطى للخونة بعض الحجج، بقصد أو بغير قصد، ليخرجوا بذريعة المطالبة بالحريات والحقوق المهضومة تنفيذاً لمخطط تآمري رجعي.

وما يبعث على الغضب أن تبقى الأمور على ما كانت عليه قبل الأزمة، من ناحية الظلم الذي يقع على بعض المواطنين الشرفاء ممن يستميتون، بمعنى الكلمة، دفاعاً عن الوطن والقائد بشار الأسد.

فكم من مواطن شريف كان على رأس عمله ولسبب مبهم قررت إحدى الحكومات السورية السابقة، تسريحه من عمله بسبب خلاف شخصي مع أحد أعضائها!!...

وكم من مواطن شريف يمتلك الخبرة والتأهيل اللازم ليشغر وظيفة ما في الدولة، لكنه يُحرم من ذلك وتعطى الفرصة لمن لا يستحقها!!...

وكم من مواطن أثبتت الأزمة أنه أشرف ممن نصرتهم الحكومة سابقاً عليه، وانتخت لهم، انتقاماً من صاحب الحق المبين!!...

وكم... وكم... وكم... صدقاً لا يتسع المجال أبداً لتعداد هذه الـ (كم)، وطبعاً دائماً الحكومة على حق، وأصحاب الحقوق على خطأ، لأنها هي الجهة الرسمية وهو مواطن عادي!!...

لماذا يجب على المواطن السوري التعرض للإذلال بوظيفة هنا أو عمل هناك، ولماذا لا يجد أذناً صاغية في حكومة بلاده، ولماذا لا ينتصر له أحد خصوصاً وأنه صاحب حق لا لِبسَ فيه!!...

لقد أكد السيد الرئيس بشار الأسد: أنْ لولا صمود الشعب لما صمدت سوريا، فلماذا لا يُعاد الحق للمواطن الصامد أيها المعنيون بذلك!!...

كم من موظف ما يزال على رأس عمله وهو من المندسِّين، ناهيك عن مئات الموظفين في الدولة الذين يأخذون إجازات ويغادرون لدول مجاورة وتحديداً إلى لبنان والأردن، ويقبضون رواتبهم الشهرية وهم خارج القطر!!...

من هذه الناحية كان على الحكومة الأخذ بعين الاعتبار أحقية الشرفاء المخلصين، وتسريح من غادر الوطن، من وظائفهم، وإفساح المجال للصامدين في الداخل من أبناء الشعب السوري، لينالوا الوظيفة عوضاً عن الجبان أو الخائن الذي فضل الهروب عوضاً عن البقاء ومساندة سوريا وجيشها وقائدها.

وظائف الدولة هي الأبقى، وهي التي تحفظ كرامة المواطن وتقدِّر خبرته وكفاءته وثقافته وعلمه ووطنيته وإخلاصه، بالرغم من كل المصاعب التي تضمها في حناياها، وكان من الأجدر بالمعنيين الالتفات لهذه الناحية بدل الانشغال بافتتاح معرض هنا، أو إطلاق فعالية هناك لا طائل منها، وتكلِّف الدولة مبالغ كبيرة المواطن الصامد أحق بها!!...

وأيضاً لماذا لا يُسمح للمواطن المخلص أن يؤسس عملاً له مدعوم من قبل الدولة يساهم من خلاله بكشف المؤامرة على سوريا، ويكون جزء واضحاً في عملية الدفاع عن أبناء جلدته!!...

لكن لا حياة لمن تنادي في هذا الوطن، ولن يأخذ صاحب الحق حقه إلا بجهده الخاص، لأنه إن صمت فستغض الحكومة الطرف عن ظلامته، أما إن تكلم أو شاغب فسيلتفت المعنيون له، فهل هذا هو المنطق الأسلم لحل المشكلة يا دولتنا العزيزة!!...

» الاعراب ...مضر جلال خيربك
» لبيك يا اسد....مضر جلال خيربك
» رمز الشموخ والكبرياء...مضر جلال خيربك
» فجر الثامن من آذار... مضر جلال خيربك
» باب الحارة!!!!! بقلم : مضر جلال خيربك