باب الحارة!!!!! بقلم : مضر جلال خيربك

باب الحارة!!...

بقلم: مضر جلال خيربك

هو مسلسل إرهابي استمر لخمس سنوات متواصلة، ضمن حلقة من مشروع صهيوني إمبريالي خليجي، وضعت فكرته على أسس عدوانية استعمارية هدفت لاحتلال سوريا وتدميرها وإلحاقها بركب التطبيع مع الصهاينة الأشرار...

لم يكن محض صدفة، بل أعدت له أعتى أجهزة الاستخبارات الغربية والإسرائيلية، وبمعونة ضفادع الخليج الذين لا يتوانون لحظة عن خدمة سيدهم الأعظم ومهندس تفاصيل حياتهم: إبليس الرجيم...

رصدوا له الأموال الطائلة، وسخروا له كل الإمكانيات اللازمة وبمساعدة بعض الخونة الذين لفظتهم سوريا سابقاً، وتتقيأ بعضهم الآخر الآن...

فالمتابع والفاهم والواعي لأهداف الرجعية، يراها متجلية كعين الشمس في باب الحارة، فعَلَم الانتداب الخبيث زُرع في حائط مكتب: أبو جودت، وكيفما تحرك وتحركت الكاميرا معه نراه واضحاً في الشاشة ومن مختلف الزوايا، وذلك لزرعه في عقول المشاهدين السوريين وحتى العرب منهم، لكي يعتادوا عليه ولا يرفضونه أو يستهجنونه، ويصبح مقبولاً ضمنياً لديهم عند إعطاء إشارة البدء لثورة البهائم والتي رفع مجرموها علم الانتداب منذ يومها المشؤوم الأول على أراضي سوريا الأسد المقاومة، ناهيك عن رفعهم علم الكيان العبري عدة مرات في مدينة حمص: حي باب السباع...

وإن اعتقل أبو جودت أحد ثوار الحارة!!... نرى جميع سكانها ينهضون خلفه في محاولة لتحريره من يد الظلم والعدوان كما صورها المؤلف والمخرج للمشاهدين، والمقصود هنا بأبي جودت هي: الدولة السورية وجهاتها المختصة...

ونهوض سكانها لنصرة المعتقل إشارة للمتمردين لاحقاً بأن يهبوا لنجدة شياطينهم عندما تعتقلهم الدولة بإجرامهم أو تحاصرهم، فنرى الثوار في حلقاته يتصرفون وكأنهم أنبياء يسيرون بين الناس ولا يعتدون على المواطنين، وقد أظهروا أن السلطة هي العدو الأول والأوحد للشعب السوري عبر التاريخ!!...

كما أعطى هذا المسلسل الشيطاني في ضمنه: الإشارات للفئة الباغية التي نفذت ثورة الإرهاب، والمتمثلة بأن يرتدي ثوارها (الملايات) النسائية السوداء عند تنقلهم بين الحارات، وأن يغيروا أصواتهم إلى النسائية قدر الإمكان في حال مواجهتهم لأحد عناصر الجندرمة أي (الجهات المختصة)، وإن لزم الأمر يجب على سكان الحارة تأمين المخبأ والملجأ والمأوى لثوارهم المجرمين عند ملاحقتهم، وإدخالهم للبيوت وحتى إن لم يكن فيها إلا: الحرائر!!...

كما على السكان جمع الأموال والذهب وتقديمها لأبي شهاب (عكيد الحارة) لكي يشتري بها السلاح لمقاومة (الجندرمة) في دمشق، وتطور الأمر لاحقاً وأصبح أبا شهاب يستلم الأموال والذهبيات المجموعة ويرسلها أو يأخذها بجلالة شاربيه إلى حلب!!...

هذه أيضاً إشارة للخونة بأن غول الإرهاب في سوريا سيتنقل بين جميع المحافظات وأهمها دمشق وحلب، الأمر الذي حصل فعلاً وبدون أي التباس، فما شاهدناه فيه قد طُبَّقَ حرفياً في مدننا ومحافظاتنا، وبدل لقب (العكيد) أطلق على زعماء التمرد لقب (الأمير) والمعنى واحد، فكلاهما يعني قيادة الحارة أو المنطقة، وجميع أمراء ثورة بهائم الحرائر معروفين بأبي محمد الشامي أو الحمصي أو الحلبي أو الحموي.... ثم يتغير الاسم حسب الحاجة (أبو عبد الله، أبو القعقاع، أبو قتادة، أبو عيسى....) في إشارة واضحة لأبي شهاب الحارة!!...

خمس سنوات متواصلة وثعابين الخليج وعلى رأسها السعودية تمول باب حارة الإرهابيين، ما أسفر عن تأثر جزء لا يستهان به من الشارع السوري، حتى إن الصحافة الإسرائيلية ومن ضمن المخطط، وخلال عرض الجزء الثاني منه، نشرت صورة (معتز) عكيد حارتهم المقبل، مدعية أنه من أكثر الشخصيات تأثيراً على الشباب العربي!!...

هذه الحركة مؤشراً كبيراً على أن زعامات الخليج وإسرائيل اتفقوا على أن تتبنى تل أبيب وإعلامها جزء من مهمة (الحارة) وذلك بالدعاية له ولأبطاله المزعومين كم ذكرتُ آنفاً، من أجل شد المواطنين السوريين خصوصاً، للمسلسل وتوجهاته، وجعل أفراده قدوة لهم عند الحاجة، وهذا ما تم فعلاً...

باب الحارة: هو باب القتل والذبح، باب أخرج منه الشيطان رأسه داعياً لإحداث مذبحة في سوريا، لضرب استقرارها وأمنها وأمانها، وإشاعة التفرقة بين أبنائها الذين ما تعودوا قط التعدي على بعضهم البعض، فكان لا بد لعناوين الرجعية في المنطقة من ابتداع أسلوب ما، لبثِّ الطائفية والمذهبية والعرقية بين أبناء الشعب السوري الواحد، فكان أن خلقوا لنا قنبلة فتنوية تحت عنوان: باب الحارة!!...

كل تفاصيل ثورة الأشلاء مردها إلى هذا المسلسل الإجرامي، وكل ما حدث في سوريا كانت نواته فكرة المسلسل، وكل الجرائم التي حصلت في مدننا مطابقة لكل تفصيل مر في حارتهم الملعونة، ابتداء من اغتيال الزعيم على يد أحد الغرباء، وصولاً للشخصيات التي كانت مرجعية خير في الحارة، وهي حقيقة مرسلة من قبل الأجنبي لأعمال الفتنة والقتل وإشعال نار الفرقة بين السكان، وهذا أيضاً طُبِّق في سوريا خلال ثورة المعاتيه!!...

إن القوى العدوانية العالمية لن تهدأ حتى تنال من سوريا الأسد صخرة المقاومة العربية، وقوة الردع الوحيدة الباقية بقيادة رمز العرب الرفيق المناضل بشار حافظ الأسد سيد المقاومة والمقاومين الذي لا تأخذه في الله والوطن لومة لائم، وسيادته لن يتوقف حتى يقضي على كل إرهابييِّ باب الحارة المنتشرين في العديد من المناطق السورية التي يطهرها من رجسهم الآن جيشنا العربي السوري الباسل...

سوريا الأسد عصية على (عكيد الحارة) وأذنابه الأوباش، وهي قادرة على حماية نفسها وشعبها، وقادرة على تحطيم أحلامهم الإرهابية، وتدمير مشروعهم الصهيوني في المنطقة...

وعاشت سوريا قلعة الصمود والتصدي، وعاش جيشنا البطل، وعاش قائدنا الرئيس بشار الأسد المفدى عنوان عزة وكرامة العرب، ومعنى الصمود والمقاومة، ودليل التائهين إلى جادة الصواب والحق والوطنية والقومية العربية...

تباً وسحقاً ودعساً وموتاً للحارة وبابها وعكيدها وأتباعه الأرذال الإرهابيين...

» كلمة حق ...بقلم : مضر جلال خيربك
» عيد شهيد!!... بقلم : مضر جلال خيربك
» ساحة الاسديين ..بقلم : مضر جلال خيربك
» الصراع العالمي...بقلم : مضر جلال خيربك
» العدو البريطاني ...بقلم : مضر جلال خيربك