دام برس :
منذ أسطورة عشتار آلهة الخصب والجمال، مروراً بزنوبيا ملكة تدمر ، كانت المرأة في سورية عبر العصور والحضارات جزءاً مباشراً أو غير مباشر في صناعة الحضارة السورية وفي تقدمها على المستوى الروحي والحضاري بل وحتى في صناعة الوجود البشري وتقدم الإنسانية.
إن قضية المرأة لا يمكن أن تبحث بصورة مجردة وبمعزل عن قضايا المجتمع ككل ، لأنها جزء منه ، وبالتالي فإن النهوض بالمرأة لا يمكن أن يتم إلا في إطار مشروع تنموي وطني متكامل يضمن المساواة والعدالة الاجتماعية مما يؤمن التوظيف الأمثل للموارد البشرية .
إن عملية التنمية عملية تحول إرادية شاملة تقوم في جوهرها على المواطن ، باعتباره صانع التنمية وغايتها ، ويندرج ضمن مفهوم مشاركة المرأة في التنمية مسائل عديدة منها مساهمتها في قوة العمل ، مساهمتها السياسية ، تعليم المرأة ، القواعد والقوانين الناظمة للحياة الاجتماعية الوعي الاجتماعي ثم الأسرة وقضاياها.
إن مشاركة المرأة في الحياة العامة كجزء فاعل في العملية التنموية يجب ألا يكون بوجود رمزي أو ضمن هوامش محددة على اعتبار أنها نصف المجتمع , وإنما لضرورة زرع عملية التغيير في أذهان الناس ووعيهم بهدف الوصول إلى دور كامل في المجتمع ، فالتعليم والعمل هما مقياس التطور الحقيقي للمرأة , وإنه لا يمكن تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع إذا كان دور المرأة معطلاً. ومنذ انطلاق الحركة التصحيحية بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد تمّ إعطاء قضية المرأة اهتماماً كبيراً، واعتبرت بمثابة القضية الجوهرية والحيوية وتم وضعها في مقدمة الأولويات بين قضايا المجتمع وعوامل تقدمه، وقد دافع القائد الخالد عن إنسانية المرأة وحريتها ومساواتها ، وعمل على إزالة العقبات أمام تحررها وتقدمها, كما ركز الرئيس بشار الأسد على أهمية دور المرأة في بناء المجتمع.
وإذا ما أمعنا النظر بواقع المرأة في الحياة السياسية نجد خطوات هامة أنجزت وخطوات أهم ما زالت بالانتظار, فمنذ أن أصبحت المرأة متساوية مع الرجل في حقها بالانتخاب والترشح وممارسة العمل السياسي بشكل عام حصلت تغيرات جوهرية على واقع المرأة السياسي ,إذ يوجد اليوم العديد من النساء في المجالس البرلمانية العربية وكذلك في المناصب التنفيذية العليا "الوزارات" , وهذه الظاهرة في ارتفاع متزايد , ما يدل على قدرة المرأة على المشاركة والفعالية في كثير من الأحيان, لما تتضمنه هذه المشاركة من انعكاسات إيجابية على المرأة والمجتمع, حيث إنه لا يمكن أن يكون هناك تنمية سياسية متكاملة دون مشاركة فاعلة من هذا القطاع المهم. لا تزال قضية المرأة تلقى كل الدعم والتأييد على مختلف الصعد، وأكبر دليل على ذلك وجود المرأة في مواقع القرار والمسؤولية العليا.. إن مسيرة التصحيح ستبقى مستمرة كذلك مسيرة التطوير والتحديث التي يقودها الرئيس بشار الأسد.
واليوم في ظل الأزمة الحالية التي يمر بها الوطن يبرز دور المرأة الفاعل في الحل الاجتماعي الذي طرحه السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير في دار الأوبرا بدمشق، حيث يمثل الحل الاجتماعي وسيلة لتحصين الوطن والعودة إلى روح الوحدة الوطنية، المرأة السورية هي محور هذا الحل لأنها الأم ولأخت والزوجة، ولها الدور الرئيسي في استيعاب التغيرات الحاصلة على ساحة الوطن، علينا أن لا نتجاهل دورها لأنها العامل المحفز لعودة أبناء الوطن إلى رشدهم، المرأة السورية وعبر التاريخ كانت الرافعة الأساسية للتنمية من أجل النهوض بواقع امتنا والحفاظ على سيادة وطننا، وليكن شعارنا في المرحلة القادمة وعبر المجتمع المدني يد تنبي ويد تربي.