دام برس:
لقد شكل اتفاق الطائف ضمانة لتوازن القوى الإقليمية في المنطقة وخاصة العلاقات السورية اللبنانية بالرغم من كل ما جرى في تلك الفترة إلا أن مقولة أمن لبنان من أمن سورية وأن لبنان لن يكون لا ممراً ولا مقراً لكل ما يمس أمن سورية , كانت العنوان العريض للعلاقات السورية اللبنانية.
مع بدء الأزمة السورية التي مولتها دويلات النفط والغاز كانت القوى المعادية لنهج المقاومة تتابع ما يجري على الساحة السورية الداخلية وتقوم بتقديم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي للعصابات الإرهابية المسلحة من أجل استمرار الأزمة السورية ونقل مفاعيلها إلى الأراضي اللبنانية من أجل تحقيق حلم التقسيم في المنطقة فأمراء الحرب الأهلية في لبنان عادوا اليوم لتنفيذ مخططهم والذي لن يستفيد منه سوى حليفهم الصهيوني.
اليوم ومع انتهاج سياسة النأي بالنفس تحولت الحدود اللبنانية السورية إلى ساحة حرب بين عصابات تيار المستقبل والرابع عشر من آذار وعصابات الجيش الحر وبين القوة الشرعية متمثلة بالجيش العربي السوري والجيش اللبناني , ومن الجدير بالذكرأن صمت مؤسسة رئاسة الجمهورية في لبنان يزيد الوضع تأزماً.
من غير المقبول أن يأتي الصحافيون وأن يأتي الخبراء الغربيون وأن يأتي بعض المسلحين من جنسيات مختلفة تعبر الحدود وبعضهم يضبط ويعتقل وبعضهم يعترفون بأنهم قتلوا وذبحوا أبناء الشعب السوري ثم نراهم بعد فترة قصيرة يخلى سبيلهم وربما لا يتورع بعض المسؤولين اللبنانيين عن رفع الصوت في توفير الحصانة لهؤلاء ويعتبرونهم معارضين مثل هذه الحقائق المقلوبة والتزوير المتعمد ليس نأي بالنفس.
وأن تتحول الحدود بين لبنان وسوريا إلى مرتع للعصابات الإرهابية المسلحة وتقام معسكرات التدريب للمرتزقة وأن يعالج الجرحى من إرهابيين ومرتزقة في مشافي لبنانية ليعودوا إلى القتال في سورية مرة أخرى فذلك ليس نأي بالنفس.
كل القوانين الدولية تمنحنا حق الرد على مصادر الإرهاب وإلى الآن ما زالت سورية تمارس سياسة ضبط النفس تجاه الدول المجاورة والتي تورط بعضها بالسر والعلن في سفك الدم السوري.
لو أرادت الجمهورية العربية السورية أن تستخدم حق الرد لاختلفت المعادلة ولكن القيادة السورية الحكيمة تعلم بأن النصر آت وبأن الشعوب لا يجب ان تتحمل مواقف حكوماتها الخاطئة ولكن أن يتبجح البعض ويطالب بتبريرات تجاه حقوقنا كسوريين في الدفاع عن أنفسنا فذلك لا يأتي ضمن سياسة النأي بالنفس.
فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية و دولة رئيس الحكومة اللبنانية المستقيل يريدون النأي بالنفس ولكن ترجمة مواقفهم على أرض الواقع تقول عكس معنى النأي بالنفس فسورية حريصة على أن تكون هنالك مراجعة دائمة ومنصفة لهذه الأمور لأنها حريصةعلى امن لبنان لأن في ذلك مصلحة لسورية ولكن أيضا حريصة على حقها وترفض انتسمي الأشياء بغير أسمائها.