الانتخابات الأميركية والأزمة السورية ...بقلم :حميدي العبدالله

^{[sup]الانتخابات الأميركية والأزمة السورية}

حميدي العبدالله

^{يتوقع كثيرون أن تكون للانتخابات الأميركية وما سيسفر عن هذه الانتخابات من نتائج، انعكاسات على الأزمة القائمة في سورية. البعض يعتقد أنه إذا فاز أوباما سيكون أكثر استعداداً للمضي في تسوية سياسية للأزمة السورية جرى تأجيلها لكي لا تؤثر على حملة أوباما في الانتخابات، والبعض الآخر يعتقد أن فوز رومني الذي سيعود معه فريق المحافظين الجدد، لأنه من أصل (24) مستشاراً في حملة رومني هناك (17) مستشاراً من بقايا كبار المسؤولين في حكومة بوش الابن، ستقود إلى اتخاذ قرار بتدخل عسكري أميركي ودولي مباشر في سورية.}

^{لكن فعلاً هل ستتأثر الأزمة السورية بنتائج الانتخابات الأميركية؟}

^{الأمر الأكيد والثابت أن ذلك لن يحصل على الإطلاق بفعل الأسباب الآتية:}

^{أولاً، المناظرات الثلاث التي بثت في سياق الحملة الانتخابية عكست موقفاً متشابهاً لكل من أوباما ورومني حول الأزمة السورية، المرشحان متفقان على دعم المعارضة وعدم التدخل العسكري الأميركي عبر قوات الأميركية، والمرشحان متفقان على تسليح المعارضة. ولكن الفرق بين أوباما ورومني، أن أوباما يدعو للتسليح بشكل غير معلن كي لا تتحمل الولايات المتحدة مسؤولية الهزيمة وأيضاً الجرائم التي تقترف في سورية، في حين يدعو رومني إلى الإعلان عن ذلك، وبالتالي سواء عاد أوباما أو نجح رومني فلن يتغير شيء في السياسة الأميركية إزاء سورية.}

^{ثانياً، خيار الغزو والمغامرات العسكرية جرب ونفذ في عهد المحافظين الجدد، والهزائم التي مني بها هذا الخيار نمت عندما كان بوش لا يزال في البيت الأبيض، وتراجع السياسة الرسمية الأميركية عن هذا الخيار وقرار الانسحاب من العراق وحتى أفغانستان، وضع بعهد بوش والمحافظين الجدد، وبالتالي لن يكون ممكناً تمرير مغامرات جديدة، وحشد الرأي العام والنخبة الحاكمة حولها من جديد.}

^{ثالثاً، المؤسسة العسكرية والأمنية والشركات الكبرى هي صانعة القرار النهائي في الولايات المتحدة، وهذه الأطراف لم تعد تحبذ مغامرات فاشلة وباتت على قناعة بأن الولايات المتحدة ليس لها القدرة على القيام بذلك، في ظل استمرار الأزمة الاقتصادية التي تضرب الاقتصادات الغربية.}

^{رابعاً، لا يمكن تكرار أعمال الغزو العسكري في أي مكان آخر، ولاسيما في سورية إذا لم تكون هناك ظروف وشروط تضمن تحقيق نتائج مغايرة لما تحقق في العراق وأفغانستان ، وبات واضحاً أن قدرات سورية الذاتية، وتحالفاتها الإقليمية، والوضع الدولي، يجعل أي مغامرة عسكرية في سورية أكثر وبالاً بنتائجها من المغامرتين السابقتين في العراق وأفغانستان.}

^{في ضوء هذه العوامل مجتمعة فإن السياسة الأميركية إزاء الأزمة في سورية لن يطرأ عليها أي تعديل، سواء عاد أوباما أو فاز رومني، ولاسيما لجهة الرهان على التورط العسكري الأميركي المباشر.}
[/sup]

» هل باتت تسوية الأزمة السورية خياراً نهائياً؟ (2) حميدي العبدالله
» المرأة السورية والأزمة .. تربي بيد وتبني بيد .. بقلم : مي حميدوش
» آخر المعطيات الميدانية و تبعات أحداث القصير والأزمة السورية .. بقلم الياس فرحات
» سورية و الانتخابات الأميركية
» اتفاق ما بعد الانتخابات الأميركية