وداعا أزمة ... باي باي ... ناتو
سمير عدنان المطرود
هكذا هي الحال إذن ..؟! موت يتناثر على جوانب الكلمات والحروف التي ينطق بها سكان الغرف المظلمة اللذين يحركون , وهم يرتشفون كأسا آخر من دماء الشعب السوري ؛ مجموعات القتل التي أخذت أكثر من شكل وأكثر من عنوان .. !
أطلقوا على بعض تلك العصابات المرتزقة اسم " ثوار" .. وعلى البعض الآخر اسم مجاهدين .. وعلى فئة ثالثة اسم " الجيش الحر " ؛ لكن الواقع يشير إلى أهم تسمية لهذه المجموعات ..والتي رفضت أن تشارك بالولوغ في الدم السوري تحت أي مسمىً كان إلا اسمها الحقيقي الذي لبسته عباءة للعنف وعمامة للتكفير ..وبرزت إلى الساحة السورية تحت عنوان " القاعدة وأخواتها ..أو القاعدة وبناتها " لأن هؤلاء جميعا , وكما يقول المثل الشامي " دبس من ذات البرميل .! "
فما الذي يحصل على الأرض ولماذا كل " قرقعة الطناجر " هذه التي يسمعها العالم أجمع ويبني عليها حسابات هي أقرب للأوهام منها إلى الأحلام ..!؟لطالما كانت أرض الواقع هي بامتياز بيد الشعب العربي السوري وأبنائه حماة الأرض والعرض .. والذين يبدأ معهم كل سوري يومه باسمهم " حماة الديار عليكم سلام " ..! لأنهم ركيزة أساسية من ثلاث مرتكزات يعرفها السوريون جيدا ويعرفّونها بأنها هي " منظومة الكرامة والعز والشرف " لأنها "منظومة المقاومة "
والأهم أن السوريين جميعا باتوا على يقين أن كل العالم أجمعَ على اختيار جغرافيتهم من أجل أهداف خفية , غير تلك التي تتداولها الميّديا العالمية حول الأزمة السورية , على أنها حراك شعبي , ينطوي تحت عباءة ما يسمى " الربيع العربي " الذي ما فيه من الربيع إلا سقاية الأرض العربية على امتداد مساحة الوطن العربي ؛ بمزيد من الدم الطاهر ..! وما فيه أيضا من العروبة إلا ما ينطبق وينسجم مع جملة من الأوهام التي عششّت في عقول ورؤوس " الصهاينة الأعراب " من تلك الأنظمة الملكية ( ملكيات , ومشيخات وإمارات ) الرجعية المتخلفة المرتبطة بالفكر الصهيوني بحكم صلات القربى التي أكّدتها حوادث ومفاصل التاريخ ..!
ولذلك حين تجد هذه العقول من يُسخّرها , ونقصد أؤلئك اللذين يقبعون في الغرف المظلمة , تحت مسميات كثيرة , منها المنظمات الدولية , ومنها وكالات استخبارية , ومنها سياسيون يعتبرون أن ثمة ثأرا شخصيا بينهم وبين الشعب السوري , لأنه ألقى بهم في لحظة عابرة خارج حدود التاريخ والجغرافيا والاقتصاد ..!
وحين أدرك الغرب أن ما يحصل على الأرض السورية لم يرتقِ لطموحاتهم التي حطّمها بواسل الجيش العربي السوري وهو يطارد ويسحق أُجراءهم ؛ ألقوا بشركائهم في مهب الريح السياسية , يجّترون أمجادا وهمية كانوا سيعيشونها فيما لو نجح مشروعهم .!
فبدأت تظهر مؤشرات نكوص هذا المشروع الغربي الصهيوني , وبدأت رحلة الارتداد من قبل الفكر الاستعماري الذي فشل في معركة استرداد أمجاده الماضية ؛ التي كم حلم يوما بإطالة عمرها ..!على حساب كمية الدم الكبيرة التي نزفها السوريون .. والتي أسقطت هذه الأوهام من كل الرؤوس التي حلمت بها ذات يوم ..حين يعيد الدم السوري تشكيل الجغرافية السياسية للعالم أجمع .فالروسي الذي اعتبر أن أمن سوريا هو من أمنه القومي , والصيني الذي يرى من حدود سوريا أول بوابة حقيقية له يعبر منها إلى استقراره ..وإيران التي ترى في سوريا صمام استمرارها ..وأمريكا اللاتينية التي ترى في سوريا بوابة انتصاراتها القادمة على رعاة البقر في العالم .. إضافة للهند تلك القارة شبه المنسيّة التي ستدخل من خلال سوريا ذاكرة التاريخ .. وجنوب أفريقيا التي ترى في سوريا قلعتها التي تحمي فيها أفكار مناضلها الثوري نيلسون مانديلا .. !
فالوليمة على سوريا ما زالت مستمرة ,والدعوات تنطلق كل يوم لتلك المجموعات والتنظيمات الإرهابية أن تأتي لسوريا .. فقد بات العالم يعرف أن لا مكان فوق ظهر هذا الكوكب قادر على اجتثاث الإرهاب وأؤلئك الإرهابيين , إلا الأرض السورية ..! وكما يشير تييري ميسان "إنهم يدفعون بهم أمام فوهات الجيش العربي السوري كي يتصيّدهم " نعم هذه هي الصورة الحقيقية ؛ جيش عقائدي يقف بالمرصاد لهم .!
وهكذا هي الحال إذن ..؟! موت يتناثر على جوانب الكلمات والحروف التي ينطق بها سكان الغرف المظلمة اللذين يحرّكون دُمى الأوهام ....! والآن بعد أن استمات الناتو للحصول على الفوز ولو بنقطة , نراهم تعبوا وقررّوا أن يذهبوا وحدهم تاركين صبيانهم ( القطري , السعودي ,والتركي ) يعتّصرون خيبتهم , وهم يترقبون ارتدادات الزلزال السوري الذي سيرميهم خارج مسارات التاريخ .!