بين خطاب السيد نصرالله «ونديم قطيش».. ولاية الفقيه وتجارة إعلاميّةالخبر برس (خـــــاص)
«إذا مش الإثنين… الخميس» عبارة يعرفها الكثير من اللبنانيّين، هي دعاية للعبة الحظّ المشهورة «اللوتو اللبنانيّ» تهدف إلى تحفيز البعض على أن يشاركوا بسحب اللوتو إمّا الإثنين أو الخميس.
هذه الجملة لم تعد محصورة فقط بألعاب الحظ فبرناج «D N A» الذي يقدّمه «نديم قطيش» على شاشة تلفزيون المستقبل، أعاد برمجة وقت عرضه ليصبح السبت بدل الإثنين، ذلك لأنّ خطاب سماحة أمين عام حزب الله السيّد حسن نصرالله عن «العدوان السعوديّ على اليمن» لم يحتمل التأجيل بحسب مقدّم البرنامج.
أطلّ «قطيش» كعادته أمام خلفيّة البرنامج المشهورة لكتب أكلها غبار الطيّ بين رفوف مكتبته، وبدأ يحلّل خطاب سماحة الأمين العام عن التدخّل الإيرانيّ بالشأن اللبنانيّ والشؤون العربيّة؛ قطيش كما الكثير من «أدوات» وسائل الإعلام الخليجيّة، قال إنّ خطاب سماحة الأمين العام السيّد نصرالله كان غير متوازن وشديد الانفعاليّة، لكنّ الشدّة المقصودة هي الوصف الدقيق «للتنابل العرب» ما اعتبره البعض إهانة لأمراء النفط الخليجيّ.
لنديم قطيش حريّة الانتقاد، وهذا ما يميّز لبنان عن باقي الدول العربيّة بالمساحة الواسعة من حريّة التعبير والرأي، ولكن ليس من حقّه خلط الأوراق بين الشأنين العقائديّ والسياسيّ. ولأنّنا في موقع الخبر برس نفكّر بإنشاء جمعيّة توعية وإرشاد إعلاميّة لمن مسحت دول النفط ذاكرتهم المهنيّة، أردنا الردّ ووضع النقاط على الحروف:
أوّلًا: من السهل أن يقوم أيّ مقدّم ومعدّ برامج تلفزيونيّة، أو من يعمل بصناعة الميديا باجتزاء مقاطع ولصقها بما يخدم المادة التي يقدّمها؛ كما فعل قطيش ضمن حلقته الأخيرة، فنصّ خطاب الأمين العام موجود وحلقة قطيش أيضًا موجودة، «إيران وتنابل العرب، سوريا وتدخل حزب الله، اليمن والتدخّل الإيرانيّ»، علّق قطيش على كلمة السيّد نصرالله بعدم إملاء الجمهوريّة الإسلاميّة على حزب الله أيّ شروط، وأنّه على استعداد لأن يحلف بأنّ إيران لم تتدخّل في شؤون حزب الله الداخليّة؛ فردّ قطيش بمقطع إخباريّ من إحدى القنوات لنائب أمين حزب الله وهو يقول «إنّنا تحت إمرة الوليّ الفقيه قدّمنا تجربة تحرير الجنوب» هنا وجد قطيش مادة يستطيع أن يحاجج بها خطاب الأمين العام، ولكن كما يقول المثل اللبنانيّ «جيت تكحلها…عميتها» فإمرة الوليّ الفقيه هي شأن دينيّ، وما قصده نائب الأمين العام هو ليس خيار السلم والحرب وإنّما الشأن العقائديّ، قطيش علّق أيضًا ضمن التهريج عن تدخّل إيران في الشأن اليمنيّ وفي بعض الدول العربيّة بما يهدّد دول النفط الخليجيّة أمام تمدّد النفوذ الإيرانيّ. وسخر قطيش من كلمة السيد نصرالله عن دور إيران في المنطقة العربية، قائلًا إنّها تنافس سويسرا بصناعة الساعات، بينما كان يقصد قوّة إيران العسكريّة.
من خلال رد قطيش الساخر والانفعاليّ كان يتمنى أن تنافس إيران دول الخليج بتقديم أكبر طبق من «الكبسة والمندي»، وعن صحوة العرب سأل قطيش السيّد إذا كان منزعجًا من كونهم تنابل وقد صحوا من نومهم العميق.
نحن نوضح لك «أيّها الصحافيّ المخضرم»، لأنّنا كما أسلفنا نفكّر بفتح جمعيّة للتوعية: السيّد لا ينزعج، كأي عربيّ شريف، من أيّ صحوة عربيّة، لكن هل تعتبر «صحوة العرب الأخيرة المزعومة» لأمراء الزهايمر والعناية الخاصّة صحوة عربيّة؟ وهل تكون هذه الصحوة بضرب دول عربيّة وشعبها واستهداف المدنيّين فيها؟ عزيزنا «نديم» نتفهّم دفاعك عن أمراء النفط لأسباب عدّة، بل لك كما ذكرنا، كلّ حريّة الانتقاد، لكنّك تدمّر جيلًا لا يعرف من التاريخ إلا النزر القليل، لأنّ العدد الأكبر من مشاهديك من الأطفال الذين لا تتعدّى أعمارهم أصابع كفيك، وأنت هكذا تعطيهم معلومات تجعل نتائجهم الدراسيّة في مادة التاريخ «صفر» .
من باب النصيحة: لك منّا بعض الاقتراحات أوّلها استبدال خلفيّة برنامجك من الكتب الأجنبيّة إلى صور زعماء الزهايمر، ثانيها إعادة تسمية برنامجك من D N A إلى متابعة إطلالة السيد نصرالله ورصد حزب الله، كون جميع موادك التي تقدّمها تختصّ بهذا المجال.
ختامًا لسنا في الخبر برس «أولياء أمور الشيعة»، ولا نملك الوكالة الحصريّة لهذا المذهب، ولكن ردًا على المقال الأخير «حرّروا الشيعة حتى لا يكونوا جاليات إيرانيّة» نذكّرك إن خانتك الذاكرة، أنّ الشيعة الذين تنتقدهم اليوم، وتدعو إلى تحريرهم، هم من سبق لهم أن حرروا الوطن بدمائهم، وليسوا بحاجة لتحرير إلا إذا كانت الغاية من تحريرهم على شاكلة «عاصفة الحزم» .
(كلمة الخبر برس)