أول تحد أمام خطاب نصرالله غداً هو قدرة المناصرين على السيطرة على بنادقهم ومسدساتهمالأمس لك وغدا عليك، لكن كله تحت سقف الحوار. فبعد الظهور المباشر للرئيس سعد الحريري من بيروت، في الذكرى العاشرة لاغتيال والده، يطل الأمين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله عصر غد، في إحدى أهم المناسبات الحزبية التكريمية للشهداء.
وأول تحد أمام خطاب السيد هو قدرة المناصرين على السيطرة على بنادقهم ومسدساتهم، والاكتفاء بإطلاق البالونات الاحتفالية، والالتزام بدعوة سيدهم إلى الامتناع عن إطلاق النار. أما من احتفلوا بالأر. بي. جي. يوم أمس فإنهم تحت مراقبة وزير العدل الذي سيأتي بهم طلقة طلقة، وهو الذي ما تعود حماية المروعين.
سياسيا ليس من المتوقع أن يطلق نصرالله النار طالما أن الحوار قائم، فهو يدرك أن عنوان خطاب سعد الحريري هو التمسك بحبل التلاقي، أما بقية العناوين الهجومية على الحزب التي أطلقها زعيم “تيار المستقبل” فهي لزوم الجمهور واستدراج التصفيق.
لكن هذا الجمهور صفق لشيء وغابت عنه أشياء. فلم يمتلك الحريري القدرة على مكاشفة الرأي العام في حقيقة الأموال التي كانت تقدم كرشوة لمسؤولين سوريين. والمستغرب أن يكون المرتشي أكثر جرأة في تصحيح الأرقام. إذ أوضح اللواء الركن رستم غزالي أن عبد اللطيف الشماع أورد مبالغ مغلوطة أمام المحكمة الدولية، وأنه كان يتقاضى ثلاثمئة ألف دولار شهريا وليس خمسين ألفا.
والأكثر غرابة أن دول العالم تدفع مبالغ طائلة لتجنيد العملاء وتطويعهم، بينما كان مسؤولو هذا البلد عملاء للسوري ويدفعون له. عمالتنا نشتريها لكسب السلطة والارتزاق منها، ولتحويل ثروة المليارين قبل الحكم إلى ستة عشر مليارا وسبعمئة مليون دولار بعد الحكم بضربة سرايا.
فهل يأتي زمن أو حكم يحاسب الراشي والمرتشي؟ فإذا كان ثمن أصغر الضباط وأوضعهم ثلاثمئة ألف دولار شهريا. فأي ثمن دفع إلى نائب الرئيس عبد الحليم خدام؟ وأي مبالغ إستحصل عليها غازي كنعان وطمرها تحت مفتاح مدينتنا؟ أموالنا الموزعة رشى على الموبقات السورية تستحق محكمة تدقيق لتفنيد زمن رفيق الحريري الذي كان قائما على دفع البلاء إلى البقاء.
وإلى زمن الشهداء، حيث تعود “الجديد” إلى ليلة الثاني عشر من شباط فبراير عام 2008، وتدخل شقة الشهيد عماد مغنية في دمشق والمباني المحيطة التي منها خطط ونفذ الموساد عملية الاغتيال. ورواية “الجديد” تناقض ما نشرته صحيفة ال”واشنطن بوست” مؤخرا. تصوير للمرة الأولى في أمكنة ظلت سرية كساكنها، رمز الصمت والرجل اللغز.
*قناة الجديد