السيد حسن نصرالله للخاطفين: عملكم مدان وهو أمر يسيء لكم ولكل ما تدعون انكم تعملون لأجله
2012-05-25 06:12:32
إستهل الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله كلمته في مهرجان "عيد المقاومة والتحرير"، الذي أقيم في بنت جبيل تحت عنوان "إنتصار وطن فجر أمة"، بالتوضيح بأنه "نشهد خاتمة طيبة لحادثة أليمة حيث تم التأكد قبل قليل أن المخطوفين باتوا في الاراضي التركية ويتحضرون للانطلاق نحو مطار بيروت الدولي. والواجب الاخلاقي يقضي أن نتوجه بالشكر لله أولا، والى كل من أوصل للامور الى الخواتيم الطيبة".
وأوضح في هذا الإطار أنه "كنا على تواصل مع القيادة السورية، وبتوجيه من الرئيس السوري بشار الاسد تم تأمين طائرة لارسال النساء، كما باشرت الدولة بتحمل المسؤولية على صعيد رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئاسة المجلس النيابي".
وتوجه بالشكر الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي بذل جهودا خاصة لاطلاق سراحهم"، مشيرا الى أنه "نختلف بالسياسية، ولكن كل أمر جيد يجب أن يمدح ويشكر، كما نشكر الجهود المبذولة أيضا على المستوى الاقليمي والاتصالات التي حصلت. وشكر خاص للقيادة التركية وكل من كان له دور في هذه القضية".
ولفت السيد نصرالله الى أن "هذا النوع من الاحداث يحتاج الى صبر ودقة، وأتوجه بالشكر الى الناس الذين ضبطوا إنفعالاتهم وإستجابوا الى دعوات التروي. وأود أن أشير الى حادثة الاعتداء الأخرى على الزوار في العراق والتي أدت الى مقتل ثلاثة أشخاص، وجرح سبعة آخرين، وقد علمت أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سوف يضع طارة خاصة للزوار للعودة الى بيروت، ونشكره على هذه اللفتة".
وتابع السيد "هذه الأحداث يجب أن نتوقف عندها فقط لأن هذه الحادثة يمكن أن تتكرر ولكن كي ننظم أمورنا لا معنى للنزول الى الشارع وقطع الطرقات وهذا حرام. حرام شرعا الاعتداء على الرعايا السوريين، فما علاقتهم بالحادث ولا يجوز أن يتصرف أحد خارج الموازين".
وتوجه الى القطاع الخاص ومسؤولي حملات الحج لافتا الى أنه "لا داعي الى حملات تذهب عبر البر، لان المرحلة الحالية حساسة ونتمنى أن لا يضع أحد الزوار والناس في مواجهة أخطار وتداعيات من هذا النوع"، داعيا الى أن يذهبوا الى الحج عبر مطار بيروت"
وتوجه السيد نصرالله الى الخاطفين موضحا أنه "عملكم مدان لكن ألفت الى شيء وهو أن خطف الابرياء والاعتداء على الناس أمر يسيء لكم ويسيء الى ما تدعون أنكم تعملون لاجله. وإذا كان الغرض تغيير موقفنا السياسي فهذا لن يقدم ولا يؤخر وموقفنا ينطلق من رؤية. نحن في سورية مع الحوار مع الاصلاح مع الوحدة الوطنية وإنتهاء أي شكل من أشكال المواجهة المسلحة ومع الحل السياسي أما إذا كان المقصود من خطف اللبنانيين هو التأثير على موقفنا السياسي فهذا أمر غير مجدي ولا داعي له، ونحن في موقفنا نضحي من أجل ما هو أهم. والفرضية الثانية، من أجل إطلاق سراح مخطوفين سوريين مقابل لبنانيين هذا لم يجد ولن يجد وكانت هناك تجربة منذ أسبوعين".
وأوضح في هذا السياق أن "السلطة السورية ليست في هذا الوارد ونتمنى ألا تتكرر هذه التجربة لأن لا طائل منها لا سياسيا ولا أمنيا ولا تبادليا، ونتمنى أن لا يستعمل أحد العنف ضد اللبنانيين، لأن العنف قد يجر الى العنف. فالمسؤولية هي مسؤولية الدولة والحكومة يجب أن تتحمل مسؤولياتها وكلنا يساند مسعى الحكومة أساسا"، لافتا الى أن "بعض الناس رأى أنها بداية جيدة بل هو خط قديم ومن هنا أدخل الى الجنوب الى لبنان الى المواجهة مع إسرائيل، لأذكّر بأن "الامام المغيب موسى الصدر عندما أتى الى لبنان ومنذ بدأ تصديه للشأن العام قال "نريد الجيش على الحدود ونريد تسليح شباب الجنوب ولكن الدولة لم تستجب السلطة السياسية كانت في عالم آخر لم تتبن إستراتيجية الدفاع عن الجنوب واهل الجنوب بل تبنت نظرية الحياد. وهذا ما إضطر من الامام موسى الصدر أن يشكل أفواج المقاومة اللبنانية في ذلك الحين وأن يدعوا الناس الى شراء السلاح من أجل الدفاع عن أنفسهم".
وأشار الى أنه "عندما نتحدث عن المقاومة الشعبية يجب أن نسجل أن الشعب اللبناني إضطر أن يشتري السلاح وأن يقوم بهذا الواجب الوطني في ظل غياب السلطة الوطنية. إذا الدولة لم تحم البلد والعرض والناس ولم تتحمل مسؤولية تحرير ما تم إحتلاله. الناس لا يتخلون عن واجباتهم القومية والدينية والوطنية. الشرفاء لا يتخلون عن كراماتهم وعن أملاكهم ولذلك إنطلفت المقاومة في لبنان بشكلها الشعبي وعبرت عن نفسها وكان للأخوة الفلسطينيين دور أساسي في هذه المقاومة من خلال الاحتضان الشعبي والفصائل المقاومة".
وإستطرد "وبناء عليه وفي ما يتعلق بكل المرحلة الماضية كنا ندعو أن تتحمل الدولة المسؤولية ونحن نقف الى جانبها، وإذا أرادتنا امامها نحن جاهزون، ومن هنا أدخل الى المناسبة نحن أمام عيد وطني حقيقي وأدعو الى تكريس هذا اليوم عيدا وطنيا لكل الناس. هذا العيد هو عيد الجميع ولا نرضى أن يحوله أحد الى عيد لطائفة وهذا إنتصار وطني حقيقي ومنذ البداية قلنا إن هذا إنتصار كل لبنان وهذا عيد وطني للجميع".
ولفت الى أن "المقاومة إنجاز وقضية المقاومة: قرارها، إرادتها، حقها، سلاحها، جهوزيتها، ورجالها... أما في الإنجاز الكبير الذي نتكلم عنه فالكل يعلم أن كان هناك مشروعا أميركيا للمنطقة المقاومة، التي إنطلقت سريعا في لبنان أسقطت المشروع الاميركي الاسرائيلي على مستوى المنطقة وأدخلت المنطقة الى مرحلة جديدة وبدا واضحا أن لبنان بدأ يخرج من العصر الاسرائيلي".
وتابع "هذه الارض التي تقفون عليها كانت أرضا محتلة، هذه الارض عادت الى أهلها، فالاسرائيلي لم يدخل الى لبنان ليخرج منه بل كان لديه مطامع، والوثائق تؤكد هذه الاطماع، وكانت عين إسرائيل على جنوب لبنان. هذه اطماع اسرائيلية ثابتة وقد أعطت لنفسها فرصة سنة وكانت تراهن من خلال توظيف الاحداث القائمة بالجنوب منذ العام 1982، على أن أهل الجنوب سيكونوا متعاونين وهادئين، ولكن مسارعة اللبنانيين الى مقاومة الاحتلال كانت الضربة النوعية من خلال إستشهاد أحمد قصير، حيث أعطى وجه أرييل شارون إنطباعا بأن لبنان لن يكون أرضا آمنة". وإستطرد "أرض اللبنانيين عادت اليهم وبقيت مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وجزء من بلدة الغجر. هذه الارض عادت الينا بكرامة من دون شروط. هذه الارض عادت الى أصحابها الى سلطة الدولة وسيادة الدولة. الارض عادت الى السيادة الكاملة والحكومة اللبنانية هي التي تقرر من ترسل من الجيش ولا أحد يحق له أن يناقش ويعترض وتستطيع أن تكون في أي شبر من الاراضي في لبنان وهذا يعني عودة السيادة".