بين أميركا وايران: الولي الفقيه رسمياً

بين أميركا وايران:
الولي الفقيه رسمياً

تشرين الثاني 10, 2014
رسائل أميركية أربع بين أوباما والمرشد الإيراني السيد علي خامنئي أوضح ردّ على ادّعاءات تحاول النيل من موقف الرئيس الإيراني حسن روحاني واعتباره موقفاً اكثر انفتاحاً وقرباً للاميركيين في محاولة حقيقية للتصويب على الإدارة او الحكومة الايرانية، واعتبار انّ هناك اختلافاً بين مواقف روحاني او خامنئي، وبمعنى آخر اعتبار انّ انفتاح روحاني على الولايات المتحدة الاميركية جاء رغماً عن الولي الفقيه حسب تعبير المنتقدين، وبالتالي فإنّ ايران الجديدة اتجهت نحو الحوار خوفاً من ان يغزو شارعها التململ وينهض للمطالبة بالتغيير.

اربع رسائل من أوباما الى خامنئي تقول للأميركيين والعالم هذه ايران التي نتحاور معها اليوم رسمياً، ومع أعلى سلطة دينية – سياسية، ولا يمكن لنا بعد اليوم إلا الشروع في ذلك.

معروف انّ الحوار بين ايران والولايات المتحدة عبر الاتحاد الاوروبي بدأ، ومعروف ايضاً انّ المحادثات التي بدأت في مسقط متفق سلفاً على سيرها للتفاهم بصورة متسارعة لإعلان الاتفاق النهائي المصيري في 24 تشرن الثاني الحالي.

ليست الجولة الراهنة من المفاوضات النووية وحدها المصيرية بالنسبة إلى إيران، إنما رسائل أوباما إلى خامنئي مصيرية ايضاً بالنسبة لاميركا، نظراً إلى دلالاتها العميقة وأخصها مخاطبة الولي الفقيه رسمياً، وهو السلطة الدينية العليا التي تحمي وتصون مبادئ الثورة الايرانية على الحكم المنحلّ الحليف السابق للولايات المتحدة الاميركية، وهي السلطة التي تدعم حركات المقاومة في الشرق الاوسط وتوصي كلّ المسلمين بها وبالقدس.

الكلام مباشر والرسائل مباشرة ومحفوظة من دون الرجوع إلى أيّ حليف في المنطقة، لا السعودية ولا «اسرائيل» ولا تركيا، وبمعنى أصحّ تخطي هؤلاء الحلفاء والتوجه نحو إيران، اي نحو استراتيجية جديدة ورؤى جديدة.

الأكيد انّ موقع إيران اليوم لا يشبه موقعها سابقاً، والأكيد أيضاً انّ قدرتها على التفاوض اليوم أقوى بكثير من السابق، فهي اليوم أكثر قوة نتيجة تشعّب الملفات التي يمكن ان تشكل فيها نقطة تحوّل في سياسات الدول المجاورة لها، وإدراك الاميركيين انه في ظلّ فتح الملفات وإغراق المنطقة فيها إعطاء ايران صلاحية أكبر ونفوذ أكثر وسلطة أقدر للتدخل في حلّ وربط النزاعات.

الملفات اليوم أكثر والحلفاء التقليديون للولايات المتحدة في المنطقة لا يبدو انهم قادرون على تشكيل جسر عبور الى المرحلة المقبلة، خصوصاً بعد ما أخذت المصالح المتضاربة في ما بينهم تتغذى والطمع والمؤامرات المتبادلة تتكشف ويكاد المشهد لولا هامش المصادفة يقول انّ الولايات المتحدة كبرت خلافاتهم وغذتها لكي تتجه نحو الإيراني القوي والمتماسك الى الطاولة عن قصد نتيجة عجزهم عن ادارة الملفات والنجاح فيها.

اول الاستحقاقات بعد الرسائل الاجتماع المقرّر حول النووي الايراني حيث من المتوقع ان تكون الجولة حاسمة ومعها يمكن القول انّ التفاوض بين ايران واميركا على باقي الملفات قد وضع على سكة فيها من الجدية ما يكفي من دون تجاهل لقاء مسقط الأساسي والصورة الجامعة المفاجئة بين ظريف كيري- اشتون كمؤشر.

بين الاميركيين و الايرانيين الكثير لكن الأهمّ الاعتراف الاميركي ضمناً انّ إدارة ملفات المنطقة من دون ايران يشبه ضرباً من الخيال او الجنون، والاعتراف بأن إيران الثورة الاسلامية هي الأصيل من دون أيّ وكيل او حليف لن يزيد الامور إلا تعقيداً، خصوصاً بعدما تبيّن للاميركي انه باستبعاد ايران عن ايّ طاولة للحلول في الشرق الاوسط حجة اضافية لتقويتها، وإثبات تحرّرها من عقد الوصاية والوكالات وتأكيد أساسي على فشل كلّ طاولة سابقة لم تضمّ إيران اليها كما قالت التجربة حتى الساعة.

بين ايران خامنئي واميركا الكثير…

«توب نيوز»

» الشيطان يتوب على يد الولي الفقيه
» سلاح الموت في سوريا يفضح أميركا.. كيف يُنتهك القانون الدولي من أميركا وتوابعها؟
» مطار دمشق مفتوح للحريري وغيره - مجتبى الفقيه
» إيران ترد جميل سوريا - مجتبى الفقيه
» أم العبد على مذبح جهاد المناكحة - مجتبى الفقيه