أرجعت الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة - ممثّل السلطة الأمريكية السيد جيفري فيلتمان – خائباً بعروضه السخيّة لإيران وهي : - الإعتراف ببرنامجها النووي - إزالة العقوبات الإقتصادية تدريجيّا - إعادة أموالها المجمّدة في الخزانة الأمريكيّة منذ زمن الشاه رضا بهلوي - توليتها الخليج العربي بصفة شرطي كل هذه الإغدافات مقابل التخلّي عن الرئيس الأسد وسوريا، وقد يسأل البعض عن سبب "كرم" الإدارة الأمريكية على إيران بهذه البساطة مع تيقّن الأميركي إن إيران تستعدي الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين، والعقيدة المترسخّة عند الإيراني بعدوانيّة اليهود للإسلام والبشريّة. يأتي الجواب البديهي على عروض الأمريكي بالتتالي : - كسب ثقة الحلفاء العرب - الحفاظ على عروشهم التي تأمّن لهم خيرات العالم العربي بدون مقابل - حماية الكيان الصهيوني من دولة تشكّل رأس حربة لإزلة كيانه وإعادة اليهود إلى بلادهم مرغمين - حفظ ماء وجههم كدولة عظمى إن وصف صحيفة يديعوت أحرنوت الرئيس الأمريكي بـ "المنتوف الريش" لهو أبلغ وصفاً للرئيس أوباما، وقد يدخل التاريخ من هذه البوابة الواسعة، كيف لا وقد ورّط نفسه وإدارته بمستنقع ظنّه عربيّ مستسلم فإذا به يجد قلعة حصينة لم تزعزعها فِتَن سنتين واجهت فيهما العالم مجتمعا. وعندما يزور سلطان عمان قابوس بن سعيد إيران بصفة "مبعوث" وباستقباله الخجول علمنا إن أميركا أضعف من أن تشنّ حرباً وسوريا أقوى من أن تخاف حرباً. والثأر الأوربي التدريجي الممنهج من أميركا كان واضحاً، بِدءاً بإدراج حزب الله على لائحة الإرهاب وانتهاءاً بتوريط الرئيس أوباما بتصريح "حرب" على سوريا ومن ورائها روسيا وإيران. وقد يقول البعض إن الرئيس هولاند ما زال مع الرئيس أوباما وهو أوروبي، فمخرجه من هذه الأزمة سهل حسب ما تعلمناه من الفرنسيين على مدى ثلاثة قرون خلت، فبعد خروج السيد كاميرون بحجّة مجلس العموم وخروج الأمريكي بحجّة الكونغرس سيخرج الفرنسي بحجّة عدم موافقة السيدة قرينته على الأمر، ولست ممازحاً هنا، فما رأيناه من الفرنسيين أهون من سؤال "العيلة" عن قرار حرب عالمية ثالثة. إن وقوف الجمهورية الإسلاميّة في إيران مع سوريا سيدرّس في مناهج تاريخ العالم الحديث كاستراتيجيا "علاقات" تماماً كما رأينا الرئيس الراحل حافظ الأسد يسطّر تعاوناً بعيد الرؤى مع الجمهوريّة الإسلامية الإيرانيّة في زمنٍ حاصرها العالم أجمع، فوقفت ووقف معها المعسكر الجديد المناهض للسيطرة الإستكبارية من الأميركي على العالم، وعليه ردّت إيران التحيّة لسوريا الأسد بأجمل منها. |