طفل سوري يروي معاناته: هذا ما واجهته في سجون «داعش»تدريب الأطفال على حمل السلاح و إشراكهم في الأعمال العسكرية وقطع رقاب المواطنين والتمثيل بجثثهم إلى الدورات الشرعية االبعيدة عن الأعراف والأديان تنتهك الميليشيات المسلحة براءة الطفولة وحقوقها الإنسانية .
و في حوار خاص بها نقلت وكالة سانا السوري حديث مراسلها مع أحد الأطفال السورين و أسمه “محمد” و هو أحد الناجين من تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي من أطفال مدينة عين العرب بريف حلب الشمالي الذين تم اختطافهم في 29-05-2014 يروي قصة نجاته ويضع تساؤلاً حول مصير رفاقه المختطفين حتى الآن برسم جهات تطلق على نفسها منظمات حقوق الأطفال و الإنسان.
و يقول محمد: بعد انتهائنا من أداء امتحانات شهادة التعليم الأساسي توجهنا عند الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى مدينة عين العرب ووصلنا إلى المنطقة الواقعة قبل جسر قوزاق الذي يصل مدينة عين العرب بمنبج عند استراحة الجزيرة في الساعة الثانية عشرة ليلا وقرر القائمون على القافلة أن يبيت الطلاب في الحافلات حتى صباح اليوم التالي لإكمال المسير نظراً للإشتباكات الدائرة حينها بين وحدات حماية الشعب الكردية يا بي كي وعناصر تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي.
ويضيف الطفل: عند الساعة الواحدة والنصف ليلاً هاجمتنا مجموعة من عناصر التنظيم الإرهابي بعربات دفع رباعي مزودة برشاشات وفصلت الإناث عن الذكور و أرسلت الإناث إلى مدينة حلب في الحافلات نفسها واقتادت الذكور وعددهم 148 إلى مسجد الفتح بمدينة منبج.
ويتابع محمد : وفي اليوم التالي تم اقتيادنا إلى مدرسة أخرى في المدينة نفسها حيث تعرضنا لأشكال التعذيب المختلفة من قبل أبو شهيد الشامي وأبو أنس من عناصر التنظيم الذين يقودهم أبو هاشم الجزراوي ولهجته سعودية فتم تقييد أيدينا ثم تعليقنا في السقف بحبال وجلدنا وأجبرونا على مشاهدة أفلام اقتحام التنظيم الإرهابي لبعض المناطق وقطع الرؤوس والتعذيب و إعدام الأسرى وقد شاهدنا في ساحة المدينة بعض الشباب المصلوبين ومقطوعي الرؤوس و تم إطلاق ألقاب شبيهة بألقابهم علينا و اخضاعنا لدورات شرعية مكثفة بهدف زرع أفكارهم ومعتقداتهم في عقولنا.
ثم يكمل محمد قصته : شاهدنا عدداً كبيراً من المخطوفين لدى التنظيم الإرهابي من الأكراد وجميعهم من الطلبة والمدرسين و أبناء بعض الوجوه الاجتماعية المعروفة في المنطقة بهدف الضغط على ذويهم ومبادلتهم بأسرى التنظيم لدى وحدات حماية الشعب وخاصة الأمراء وبعض النسوة التابعين لهم علماً أنه يتم السماح للشبان بمغادرة مدينة عين العرب لكن لا يسمح لهم بالدخول إليها عن طريق حواجز التنظيم الإرهابي بهدف تفريغها من المدافعين عنها.
وبعد أسبوع من الإعتقال خضع محمد ورفاقه للتحقيق الذي تم بموجبه على حد قوله اتهام نحو 30 طفلاً بتهمة الإنتساب إلى وحدات حماية الشعب الكردية وتحويلهم إلى سجن منبج جانب البريد وقبل بدء شهر رمضان أعيدوا إلى المدرسة بجانب باقي المخطوفين وعزلوا في غرفتين 8 و9 خصصت الغرفة رقم 9 للمشاغبين ومخالفي الأوامر حيث يتعرضون للجلد والتعذيب أكثر من الآخرين.
وبعد شهر من الإعتقال يقول محمد أنه تم الإفراج عن 15 مخطوفاً من الأطفال لعدم تحملهم ظروف الاعتقال الصعبة نتيجة أعمارهم الصغيرة التي لا تزيد على 13 عاماً بينما بقي من تتراوح أعمارهم بين 14 و 16 قيد الإعتقال ثم قام 13 طفلاً بالهروب قبل عيد الفطر من خلال القفز فوق سور المدرسة وعند الخامسة صباحا تم اعتقال ثلاثة منهم في جرابلس و إعادتهم إلى المدرسة وتشديد الرقابة عليهم وتعذيبهم تعذيبا مضاعفا عن بقية الأطفال وتكررت بعدها محاولات بعض الأطفال الهرب ليصل عدد الذين هربوا إلى 18 طفلا.
ويشير محمد إلى فشل عدة مفاوضات بين وحدات حماية الشعب وعناصر التنظيم الإرهابي من أجل مبادلة الأسرى بالأطفال لعدم التزام العناصر الإرهابية بالاتفاق موضحا أنه لا يزال نحو 102 طفل موجودين لدى عناصر تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي حتى تاريخه حيث وصلنا أنه تم إرسالهم إلى العراق لتدريبهم للقيام بعمليات انتحارية.
وينهي محمد قصته غافلا بعض التفاصيل خوفا على حياته وحياة أسرته من إرهاب ترك بصمته السوداء في ذاكرته بينما تبقى قصص عشرات الأطفال مجهولة بانتظار من يرفع الصوت عاليا ويوقظ المجتمع الدولي من غفوته.