بالتفاصيل: جندي سوري هارب من سجن التوبة في دوما يروي قصتهسائر درغام أحد جنود الجيش السوري من مواليد عام 1992 يعمل لصالح ادارة الاشاره في الجيش العربي السوري تعرضت كتيبته لهجوم كبير من قبل مسلحي “لواء الإسلام” بتاريخ 10-12-2012 حيث استطاع المسلحون السيطرة على الكتيبة وأسر عدد من الجنود والضباط بعد نفاذ ذخيرتهم لتبدأ حكاية عامين من الأسر على يد مسلحي الغوطة الشرقية .
تبدأ حكاية سائر عندما سيطر المسلحون على كتيبته في مستودعات الإشارة بالغوطة الشرقية حيث أقدم المسلحون على تكبيله مع 24 زميل له في العمل وأقدموا على ضربهم وإسماعهم الشتائم والاتهام لهم بأنهم يقتلون المتظاهرين وقال لهم متزعم المجموعة بأن مصيرهم الموت لأنهم وقفوا مع “النظام” على حد تعبيره وتم نقلهم إلى مزرعة التوبة في منطقة العبّ فتم تعذيب سائر مع رفاقه بشتى أنواع العذاب فمن الكهرباء إلى الضرب وربطهم وهم واقفون ليقضوا شهرين ونيف بهذه الحالة يأكلون ويشربون وينامون وهم واقفون على أقدامهم .
بعد ذلك وصلت معلومات للمسلحين بأن الجيش استطاع تحديد مكان المزرعة حيث أقدموا على نقل سائر ورفاقه إلى مزرعة البطة ومن ثم تم نقلهم إلى بناء البحوث العلمية الزراعية حيث كان البناء مقر للمسلحين وتم وضعهم في الطابق الأرضي تحت حراسة مشددة من المسلحين مع استمرار التعذيب والضرب المستمر ليتم نقلهم بعد ذلك إلى سجن الغوطة الأكبر وهو “سجن_التوبة” .
يقول سائر لـ “دمشق الآن” أنه وأثناء مكوثه في سجن التوبة كان متواجداً في غرفة من أحد غرف السجن الضخم وتواجد معه في الغرفة 26 أسيراً بقي طوال العامين في هذه الغرفة لم يتعرف على أحد إلا هؤلاء حيث كانت تقدم لهم وجبة واحدة فقط في ساعات الظهيرة وكان يسمح لهم أن يخرجوا مرة واحدة إلى الحمامات لقضاء حوائجهم أما حمامات النظافة فكانت ممنوعة عليهم وكان المسلحون يرشونهم بالماء ويقولون لهم هذا حمامكم في الغوطة .
في سجن التوبة كان يخصص لهم ثلاث ساعات يومياً يأتي إليهم شيخ ويجمعهم ويقوم بتدريسهم الشريعة الإسلامية وتحفيظ القرآن الكريم حيث كان يعاقب بالجلد من لا يستطيع الحفظ وكان الشيخ يقوم بالتسميع لهم بشكل أسبوعي واستمرت تلك الحالة حتى منتصف العام 2013 حيث بدأ المسلحون باجبار سائر ورفاقه على حفر الانفاق حيث كان يبدأ العمل من السادسة صباحاً حتى ساعات المغرب وكان المسلحون يختارون بعض الشبان لسحب جثث قتلاهم من المعارك وهنا تبدأ قصة هروب سائر .
الثانية إلا ربع يدخل مسلح ويؤشر بيده إلى سائر ويقول له تعال لديك مهمة سحب بعض “الشهداء” حيث صعد سائر برفقة 4 مسلحين إلى موقع المعركة وتم ربط سائر بحبلين في رجليه وسيخ حديد موصول إلى مولدة كهربائية حيث يتم تشغيلها وفي حال محاولة الشاب الفرار يتم وصل الكهرباء إليها .
تحرك سائر الى المكان الذي تم الإشارة له واستطاع فك الحبلين وهو يزحف نحو الجثث وقام بربط الجثة الأولى وسحبها فالثانية والثالثة وفي هذا الوقت كان يحاول قطع سيخ الحديد بالحجارة ونجح بالفعل وربط الجثة الرابعة وأثناء انشغال المسلحين بسحبها هرب عشرات الامتار وتحصن في غرفة مهجورة وحاول المسلحون قتله لكنهم لم يصيبوه برصاصاتهم .
بقي سائر بين الجيش والمسلحين حتى ساعات الليل وحاول الاقتراب من الجيش وهو يصرخ بصوت عالي ( أنا عسكري مخطوف ) حيث اقترب من عناصر الجيش وحققوا معه ليقوموا بنقله إلى قطعته العسكرية ولتنتهي حكاية عامين من الأسر على يد المسلحين تلقى فيها شتى أنواع العذاب والشوق الى الأهل والأحبة .
حين سماع والدة سائر بأن ولدها استطاع الهرب تعرضت إلى وعكة صحية بقيت فيها أياماً في المشفى لا تصدق أن ولدها قد عاد إليها وعندما التقت “دمشق الآن” سائر سألناه هل كنت تعرف ما يحصل في سورية خلال العامين السابقين فقال أنه لم يسمع نشرة أخبار واحدة ولم يكن يسمع إلا أصوات المكبرات بشكل يومي تنادي بأسماء قتلى المسلحين وفي حديثنا لسائر بدأنا نخبره ما حصل من تطورات وكيف خرجت الرقة عن السيطرة وشرحنا له ظهور تنظيم داعش وتفاجئ من التدخل الغربي – الامريكي في سوريا وكثيراً من القصص والأخبار التي فوجئ فيها الأسير الهارب من التوبة .
سؤال أخير طرحناه على سائر هل توقعت أن تعود حياً إلى أهلك وأحبتك فقال بصوته المرتفع كانت ثقتي كبيرة بالجيش وقائد الجيش بأنه سيأتي يوماً وأعود فيه إلى أهلي ووطني وهذا حلم كل رجل وامرأة وطفل في سجن التوبة ينتظرون الجيش العربي السوري ليستعيدوا حريتهم التي سلبت منهم لأعوام .