الربيع _ الزمهرير العربي ..!!!! بقلم : مضر جلال خيربك

الربيع - الزمهرير العربي!!... (1)

بقلم: مضر جلال خيربك

أحداث تونس خلقت دهشة لدى دمشق والرياض، وبالأخص بعد انتقال شرارة الاحتجاجات إلى مصر، ونجاح رواد ميدان التحرير بإجبار الرئيس المصري السابق حسني مبارك على الاستقالة...

فقد رأت سوريا بسقوط زعيمين عربيين محسوبين على الغرب في أقل من شهر، انتصار كبير لخط الممانعة، وتقوية لمحور المقاومة، وسقوطاً مدوياً لمعاهدة كامب ديفيد وسياسات الولايات المتحدة وأنصارها في المنطقة العربية...

انتقلت الأحداث إلى سوريا مطلع شهر آذار 2011 ضمن مؤامرة تستهدف صمودها ودورها الممانع، وباستخدام عصابات مسلحة، وإعلام إرهابي مجرم، ومندسين، لنشر الفوضى وبث التآمر على المقاومة في سوريا ولبنان وفلسطين، وعرضت وسائل الإعلام السورية تفاصيل أعدها بندر بن سلطان المغيب سعودياً، في محاولة لقلب نظام الرئيس بشار الأسد، ثم امتدت الاحتجاجات إلى المناطق الشرقية في السعودية، ومن ثم البحرين، فألقت الرياض بالمسؤولية على إيران واتهمتها بإثارة الفتنة في تلك المناطق الخليجية، ودعم الاحتجاجات عبر رموز دينية، ثم نثرت الأسرة السعودية الحاكمة مليارات الدولارات على أبناء المملكة من خلال رفع المعاشات، وفتح باب عريض أمامهم للقروض الشخصية والمنازل... إلخ

وبنفس الوقت، قمعت السعودية المظاهرات على أراضيها، وأرسلت قوات درع الجزيرة لمساعدة حكومة البحرين على وقف الاحتجاجات المتصاعدة في البلاد، وقتل المتظاهرين على أساس طائفي، كما فاجأت الرياض دول مجلس التعاون الخليجي والعالم، بدعوة المغرب والأردن للدخول في مجلسها التعاوني، الأمر الذي يثير الاستغراب حتى اللحظة، سيما وأن العراق واليمن يمثلان الامتداد الطبيعي للمجلس الخليجي، وما أثار الاستغراب أكثر: أن نأي السعودية بنفسها رسمياً خلال الأشهر الأولى للأزمة السورية، وامتناعها عن التعليق على مجرياتها!!...

دمشق والرياض تعيان تماماً دور العراق المهم في المنطقة، لموقعه الجغرافي، وأهمية موقف كتله السياسية المتنوعة، وذلك بالنسبة لمستقبل الحراك في البلدين الجارين، إضافة لتصاعد النفوذ الإيراني منذ سقوط نظام الرئيس صدام حسين، واستلام نوري المالكي رئاسة وزراء العراق...

بغداد لم تكن بمعزل عن ميزان الخلاف أو الاتفاق بين دمشق والرياض، ففي الوقت الذي رفضت فيه سوريا غزو العراق عام 2003، وفتحت حدودها للبعثيين العراقيين السابقين، دفعت السعودية ملايين الدولارات لتمويل الحملة بسرية وهدوء، ودعمت مالياً مسؤولين، وكبار ضباط صدام حسين، كما دعمت في إحدى المراحل إياد علاوي والقائمة العراقية، للتخفيف من النفوذ الإيراني، وعارضت طويلاً تولي المالكي رئاسة الوزراء لمرة ثانية عقب الانتخابات عام 2010.

الرياض ترى اليوم في حكومة المالكي جزءاً من محور مذهبي يمتد من طهران ليصل بغداد ودمشق وبيروت، ورغم عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية والعراق عشية قمة بغداد في آذار المنصرم، إلا أنها تتهم المالكي بدعم دمشق مادياً ومعنوياً، وبأن العراق أصبح معبراً لشحنات أسلحة ورجال يدخلونها بانتظام لقمع المتظاهرين السوريين، في إشارة سعودية إلى الحرس الثوري الإيراني، مغفلة عمداً حقيقة وجود إرهابيين مسلحين على الأراضي السورية ومن بينهم السعوديون السلفيين!!...

الانتقاد السعودي لحكومة المالكي جاء بعد خروج الرياض عن إستراتيجية الصمت والسرية إزاء ما جرى ويجري في الوطن العربي منذ أكثر من عام ونصف العام، أي بعد بدء حراك: الزمهرير العربي – الصهيوأمريكي!!...

هذا الزمهرير الشيطاني القاسي اللئيم الذي جمد البلاد والعباد، ودمر اقتصاد البلدان، وأنهك بُناها التحتية، وأحدث الشروخ العظيمة في طبقات المجتمعات العربية، وأنتج تعصب إرهابي سلفي تكفيري وهابي إجرامي يحاول ابتلاع ما تبقى من أخلاق وعلمانية وثقافة وحضارة لدى العرب والمسلمين، واستبدالها بثقافة الذبح والقتل والتقطيع وتكفير كل ما يتحرك على الأرض ويطير في السماء ويسبح في الماء!!...

وعندما احتلت قطر واجهة أحداث تونس وليبيا ومصر، خرجت السعودية عن صمتها المطبق بما يخص الأزمة السورية، بعد أن منحت الدوحة الوقت الكافي لإيجاد حل لها، ودعت على لسان خارجيتها سعود الفيصل: لدعم المعارضة السورية وتزويدها بالسلاح...

والسعودية أول دولة عربية أغلقت سفارتها في دمشق، وأصبحت رأس حربة للحلف الذي يدعو لتنحي الرئيس بشار الأسد، وأمدت المسلحين في سوريا بالأموال الطائلة والأسلحة المتطورة عبر الأردن ولبنان...

وقد نجحت بأخذ مكان مصر في العالم العربي، وبدأت تتصرف على هذا النحو، لكن العقبة الوحيدة الباقية في طريقها هي: سوريا صخرة المقاومة، التي أثبتت قدرتها العظيمة على الصمود بوجه المؤامرات العربية والإقليمية والدولية بقيادة الرفيق المناضل بشار الأسد، هذا الأسد الشاب المليء بالحيوية والقوة والوطنية والعنفوان والعزة والكرامة، لم ولن يساوم على ذرة واحدة من تراب سوريا أو الدول العربية وفي مقدمتهم تراب فلسطين المحتلة...

» الربيع - الزمهرير العربي !!! الجزء الثاني
» الجيش العربي السوري...مضر جلال خيربك
» كلمة حق ...بقلم : مضر جلال خيربك
» باب الحارة!!!!! بقلم : مضر جلال خيربك
» عيد شهيد!!... بقلم : مضر جلال خيربك