الجيش العربي السوري...مضر جلال خيربك

الجيش العربي السوري...

مضر جلال خيربك

الأزمة السورية ما زالت مستمرة ولكنها إلى زوال تدريجي، الأمر الذي بات ملموساً على الصعيد السياسي الخارجي وكذلك على الأرض حسب الوقائع الجلية.

كثيرون هم الذين يتفصحون بما يحدث على أرض المعركة، فيخرج علينا أحدهم ليتحفنا بتأكيداته أن الوضع العسكري متوازن سيما وأن الجيش العربي السوري لو استطاع حسم المعركة لصالحه، لفعل منذ الأشهر الأولى للأزمة!!...

ويأتي آخر ليصم آذاننا بأن لولا مساعدة أطراف غير سورية للجيش، لما استطاع الصمود حتى اليوم، ويظهر متفصح ليقول أن ما يورده الإعلام السوري من حقائق عن سيطرة القوات المسلحة على 95% من المناطق السورية، هو محض افتراء وكذب متواصل!!...

ويتشكل مخلوق فجأة ليسرد خرافاته عن انتهاء مخزون سوريا من السلاح التقليدي ولولا إمدادات إيران لها من العدة والعتاد العسكري، لسقط الجيش العربي السوري، إلا في حال استخدامه الأسلحة الثقيلة والصواريخ النوعية!!...

والأعجب من ذلك أولئك الذين يحددون خلال حديثهم، عدد الجند المتواجدين في إحدى المناطق الملتهبة، وكأنهم كانوا إلى جانبهم في المعركة، أو هم الذين أرسلوهم للجبهة!!...

حسناً... لقد ضقنا ذرعاً من التنظير وأصحابه، ومللنا سماع تحليلاتهم العسكرية، سيما وأنهم يتحدثون وكأنهم هم الذين يديرون غرف العمليات الحربية، أو أنهم من يصدر أوامر التصويب والإطلاق والانتشار العسكري!!...

وللعلم... سوريا لديها مخزون هائل لا ينضب من السلاح التقليدي والنوعي، ولديها الكثير الكثير من الأوراق العسكرية الرابحة التي لم تستخدم 10% منها حتى يومنا هذا.

وللتذكير... فإن القائد الخالد حافظ الأسد قد أنشأ خلال سني حكمه جيشاً عقائدياً يضم المثقفون الثوريون والجنود العقائديون المؤمنون بالوحدة والحرية والاشتراكية، وأقام مؤسسة ضخمة هي مؤسسة معامل وزارة الدفاع التي أنتجت وتنتج ملايين الطلقات والأسلحة الخفيفة، وآلاف الصواريخ المختلفة، كما أقام صوامع للرصاص تحوي ملايين الطلقات المتنوعة.

فمنذ بدء التمرد في سوريا وحتى اليوم لم تستخدم القوات المسلحة بكافة قطاعاتها إلا ربع كمية الرصاص الموجودة في الصوامع المذكورة، ولم تستخدم حتى اليوم إلا البنادق المصنعة في معامل وزارة الدفاع، طبعاً باستثناء الغنائم من السلاح الذي صادرته الجهات المختصة من المجموعات الإرهابية المسلحة.

والجيش العربي السوري العقائدي البطل، ليس بحاجة للدعم على الأرض، فأعداد جنوده تكفي وتفيض عن الحاجة، ولو احتاج المعونة فعلاً لوجد مئات الآلاف من السوريين الذين يرغبون بالقتال إلى جانب أشاوسه، ويسيرون معهم كتفاً بكتف حتى يفتح الله على يدي القائد المؤمن بشار الأسد.

ناهيك عن الآلاف المؤلفة من قوى الدفاع الوطني التي وقفت سريعاً إلى جانب الجيش منذ بداية الأحداث وحتى الآن، وقدمت آلاف الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن ووحدة الشعب السوري، كما هو حال شهداء الجيش العربي السوري، وهذا دليل قاطع على عدم حاجة القوات المسلحة لمن يساعدها من غير السوريين.

ومن يقول بأن الجيش لا يسيطر على الأراضي السورية، فليقدم دليلاً واحداً على صحة نظريته الفارغة، ولو كان كلامه صحيحاً لرأينا أقطاب الخيانة يسرحون ويمرحون في تلك المناطق المزعومة.

ومن يخيل إليه أن الموازين العسكرية متكافئة على الأرض، فليشرح لنا لماذا لم تستطع العصابات المسلحة الدخول لدمشق، وعدم قدرتها على البقاء في حمص وحماة وحلب وإدلب ودرعا، وليعطينا سبباً مقنعاً عن تواجد القوات المسلحة السورية في تلك المناطق والمدن والمحافظات!!...

فالأماكن التي تتواجد فيها المجموعات الإرهابية باتت معروفة وواضحة وهي قليلة وضيقة جداً، كالمنطقة الملاصقة للحدود التركية، وبعض الأوكار المتفرقة في حلب ودير الزور وريف إدلب وريف دمشق، وشرذمات إرهابية صغيرة في درعا وحمص وحماة.

سوريا قوية وصامدة، وجيشها العربي العقائدي الباسل متماسك ومخلص لأبعد الحدود، وقوات الأمن البطلة بمختلف قطاعاتها تسيطر على المفارق والطرقات في المدن السورية، وقوى الدفاع الوطني: الرديف القوي للجيش والقوات المسلحة، تساند جنودنا الشجعان في كل مكان من سوريا الحبيبة.

الجيش العربي السوري المغوار ليس بحاجة لدعم غير السوريين، وهو الذي أشرف على تدريب العديد من فصائل المقاومة العربية على الأرض السورية، ومنطقة الضمير بريف دمشق تشهد على ذلك، وأمدها ويمدها بالسلاح حتى اليوم، وهو جيش متكامل ومترابط ولا تنقصه الخبرة بل يعطي دروساً بها، ولا تنقصه الشجاعة والجرأة والقوة لكي يطلب معونة الآخرين، ولم يتراجع يوماً عن مواقعه القتالية إلا وفق تخطيط عسكري نتيجته تثبت صحته.

الجيش العربي السوري ظاهرة مميزة وغير مسبوقة، ومخلص لقائده العظيم الفريق الركن بشار حافظ الأسد، ويعمل بتوجيهاته ولا يرضى عنه بديلاً، وأثبت ذلك مجدداً في هذه الحرب الدولية العدوانية الشرسة التي تستهدف سوريا أرضاً وشعباً وجيشاً وقيادة.

» الربيع _ الزمهرير العربي ..!!!! بقلم : مضر جلال خيربك
» لبيك يا اسد....مضر جلال خيربك
» الاعراب ...مضر جلال خيربك
» فجر الثامن من آذار... مضر جلال خيربك
» طبخة على نار هادئة:مضر جلال خيربك