منتدى عشاق سوريا الأسد
عزيزي الزائر .. أهلا وسهلا بك في منتداك
انت غير مسجل لدينا
يرجى التسجيل .. لإعلامك بكل ماهو جديد ولمشاركتك معنا بآرائك

 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Networ10
منتدى عشاق سوريا الأسد
عزيزي الزائر .. أهلا وسهلا بك في منتداك
انت غير مسجل لدينا
يرجى التسجيل .. لإعلامك بكل ماهو جديد ولمشاركتك معنا بآرائك

 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Networ10
منتدى عشاق سوريا الأسد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عشاق سوريا الأسد

إلى كل محبي الدكتور بشار الاسد
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» فضيحة:(أمريكا منعت مشروعنا بعائد 350 مليار دولارسنوياً!لمحور قناة السويس الذي قدمناه لمبارك!وعـمر! والسيسي!)( نتحدى أن يكذبنا أحد!)
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالأحد أغسطس 09, 2015 7:15 pm من طرف النائب محمد فريد زكريا

» بتوجيه من الرئيس الأسد.. العماد أيوب يزور قواتنا العاملة في المسطومة ومحيطها بريف إدلب
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:28 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» «مُجتهد» يكشف السيناريو القادم لـ«عاصفة الحزم» .. ماذا قال؟!
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:25 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» هل الحرب على اليمن هي البداية لتنفيذ مشروع امريكا لتقسيم السعودية ؟؟
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:20 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» جبهات حماه تشتعل..
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:15 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» آل سعود من عزكم في ذل اليمن إلى ذلكم في عز اليمن
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:13 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» آلية لضبط الأفواه!!
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:03 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» "شمس" آل سعود بدأت بـ "المغيب"؟!!
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 3:01 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» «الخبر برس» تنشر كواليس محاولة انتقام السعودية من الجزائر
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 2:57 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» هل تجبر السعودية بوتين على الرضوخ في نهاية المطاف؟
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالإثنين أبريل 13, 2015 2:53 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» التدخل السعودي في اليمن وتدخل إيران وحزب الله في سورية
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:29 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:28 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» نبيه البرجي: السلطان و حصانه الخشبي
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:22 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» بالتوازي مع الاتفاق الإطاري ادلب واليرموك بؤر إشغال .. والعين على دمشق
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:20 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» صراع الرايات الإرهابية في مخيم اليرموك.. «داعش» تحاول التمدد الى أطراف دمشق
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:08 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» السعودية حليفة «إسرائيل»
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:06 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» تصدع تحالف العدوان على اليمن * الغزو البري بين الخوف والرفض!
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 4:04 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» الإمام الخامنئي دام ظله: السعودية ستتلقى ضربة وسيمرغ أنفها بالتراب
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:59 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» أمين سر تحالف القوى الفلسطينية: مخيم اليرموك ذاهب باتجاه عمل عسكري تشارك فيه القوات السورية والفصائل لطرد داعش
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:58 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» تصريح مثير لأوباما.. هل أعطى الضوء الأخضر لشن «عدوان خليجي» على سوريا؟!
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:56 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» انتهاء الجولة الثانية من لقاء «موسكو 2» بالتوافق على ورقة البند الأول فقط
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:55 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» مفتي السعودية يخرج عن صمته ويرد على فتوى أكل لحم المرأة
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:53 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» ما صحة «الفرمان» الموجه لرعايا الملك سلمان من اللبنانيين؟! (خضر عواركة)
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:48 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» الخبر برس: سلاح الجو السوري يستهدف مقر «لواء براق الاسلام» بريف درعا ويقتل نائب «قائد» اللواء ومعه العشرات
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:45 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

» قيادي تركي معارض يروي لـ«الخبر برس» قصة العلاقات الاسرائيلية مع المسلحين السوريين (الحلقة الثانية)
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالجمعة أبريل 10, 2015 3:44 am من طرف سعودية وعشقي سوريا

المواضيع الأكثر نشاطاً
مقالات المفكر العربي ناصر قنديل
صباحيات ناصر قنديل سلسلة يومية
مقالات وتقارير لمراسل قناة العالم الاعلامي حسين مرتضا
مقالات بقلم الكاتبة : دينيز نجم
اخطر وأقوى الفيديوآت لثورة فبرآير [ البحرين ]
متجدد: تغطية أحداث يوم الأحد 24 مارس 2013
مرحبا بكم في منتدى عشاق سوريا الاسد
خبر عاجل:اكتشاف مجرة جديدة فيها نجم واحد اسمه بشار الأسد
الحزن يعم سوريا بعد وفاة ولي العهد السعودي !!
أنباء عن استهداف رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي بانفجار في آخر أوتوستراد المزة بالقرب من المؤسسة العامة للاتصالات

 

  نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
سعودية وعشقي سوريا
مراقبة عامة
مراقبة عامة



انثى
عدد المساهمات : 29420
تاريخ التسجيل : 17/05/2012

 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Empty
مُساهمةموضوع: نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة    نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Icon_minitimeالخميس ديسمبر 05, 2013 3:59 am


نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة



 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Mepanorama319492
أحمد الشرقاوي
الحوار الذي خص به سماحة السيد حسن نصر الله قناة (OTV) اللبنانية في برنامج “بلا حصانة” مع الزميل ‘جون عزيز’ أمس الثلاثاء، يعتبر بحق حوارا شاملا قدّم فيه سماحته إجابات مباشرة و واضحة تدرّجت من الوضع الدولي إلى الإقليمي إلى السوري وانعكاساته على الوضع اللبناني السياسي والأمني.
سماحة السيد يكشف المستور..
وإذا كانت المواضيع التي تناولها سماحته هي ذاتها التي يتناولها الإعلام كل يوم، إلا أن ما كشف عنه الغطاء هذه المرة، وبشكل صريح ومباشر، سيشعل لا محالة السجال السياسي والمناوشات الإعلامية في الأيام المقبلة بين أنصار محور الشر الوهابي وأنصار محور المقاومة.. ومن غير المستبعد كما هو متوقع، أن يُترجم الرد العملي على كلام سماحة السيد من قبل “الأشرار” الذين يعنيهم الأمر مباشرة، بزيادة منسوب القتل والتفجير والدمار بشكل أكثر حدة في العراق وسورية ولبنان وربما اليمن أيضا.
لا يسمح المجال اليوم لتناول كل ما تضمنه الحوار مع سماحة السيد من قضايا وملفات بالتفصيل الدقيق والتوضيح العميق، بأسلوب مباشر، بليغ، ومعبر عن العديد من خبايا المشهد الدولي الكبير وإنعاكاسته على المشهد الإقليمي الجديد بمفرداته الإيرانية والسورية واللبنانية، واستطرادا العراقية واليمنية، حيث يدور الصراع بين محور المقاومة من جهة والمحور الصهيو – وهابي المتمثل أساسا في السعودية وإسرائيل وداعميهما الغربيين وعلى رأسهم فرنسا لأسباب انتهازية تتعلق بنفوذها القديم ومصالحها الآنية والمستقبلية.
لكن من المفيد التركيز في هذه المرحلة، ما لم تتغير قواعد اللعبة الدولية، على الصراع الدائر اليوم بين السعودية وإيران، لأنه وبخلاف المعهود في لعبة الأمم، لا يدور الصراع على النفوذ بين الأمريكي والروسي اللذان توافقا حول الإطار العام للحلول السياسية والأمنية لمختلف ملفات النزاع في الشرق الأوسط وآسيا وشمال إفريقيا، بعد أن حصل توافق بين العملاقين الدوليين على الإطار العام للحلول بما يشبه مؤتمر “يالطا 2″ لكن ثنائي الأطراف، حيث إتفقا على الآليات السلمية التي تعتمد الدبلوماسية كلغة للحوار، وشرعة الأمم المتحدة كأداة لحل النزاعات، والإجراءات الأمنية المجمع إتخاذها على المستوى الدولي لمحاربة الإرهاب.. وفي انتظار ذلك، تحوّل الصراع اليوم إلى حروب شرشة بالوكالة تديرها السعودية بتحالف مع إسرائيل ضد إيران في العديد من ساحات المنطقة.
وبالتالي، فليس صحيحا ما يقال عن أن الأميركي لا يملك رؤية واضحة تتضمن حلول عملية لملفات المنطقة كافة وعلى رأسها الملف السوري، لأنه إذا كان الإرتجال والتناقض هو ما يطبع تصريحات المسؤولين في إدارة ‘أوباما’ اليوم، فمرد ذلك يعود إلى رغبة ‘أوباما’ في تقطيع الوقت في إنتظار نضوج الإتفاق الإيراني المبدئي والتوقيع على الإتفاق النهائي، ومن ثم إقراره رسميا من قبل الكونجرس الأمريكي ومجلس الأمن الدولي. وفي هذه المرحلة، وكما أكد سماحة السيد، فُتحت الأبواب على مصراعيها للحوار السياسي بين كافة الأفرقاء الإقليميين والمحليين للبحث عن حلول سلمية متوافق بشأنها من دون تدخل أمريكي أو روسي.
هذا يعني عمليا، وكما أكد سماحة السيد، أن نظام القطب الواحد الذي يفرض رؤيته للحلول ويحدد قواعد اللعبة بالنسبة لكافة الأطراف قد انتهى، وأن العالم اليوم يمر بمرحلة مخاض انتقالية ستبرز فيها قوى عديدة تتصارع على الساحة لفرض نفسها ضمن الأقطاب القوية في لعبة الأمم.
هناك تحولا كبيرا جدا تحصل في العالم ومنطقتنا العربية، هذا واقع أصبح واضحا اليوم، خصوصا بعد أن تبين للجميع أن الإدارة الأمريكية الحالية قررت عدم الذهاب لأية حرب جديدة لأسباب سياسية وإقتصادية معروفة، بالإضافة لمعارضة الرأي العام الأمريكي لأية مغامرة جديدة في هذا الإتجاه، وجميع إستطلاعات الرأي تؤكد اليوم أن موقف الشارع في غالبيته الساحقة، يرفض أي تدخل أمريكي في شؤون الدول الأخرى وخاصة ‘سورية’. والحقيقة، أن سورية غيّرت الموازين بالكامل وأثرت بشكل واضح في الرأي العام الغربي أكثر من العربي، بعد أن اكتشفت الشعوب الغربية أن ما يدور في هذا البلد لا علاقة له بالحرية والديمقراطية ولا هو بحرب أهلية بين الشعب والنظام، بل بصراع إقليمي حوّل سورية إلى أكبر وعاء للإرهابيين في العالم.
أما في العالم العربي حيث المواطن إما مُدجّن أو مسحور، فلا زال أنصار ما سمي زورا وبهتانا بـ”لثورة” السورية يحلمون بالإنتصارات في الميدان وهم يرون على الشاشات وطنآ وقد تهدم فوق رؤوس أصحابه بحجة إسقاط النظام، والذي حصل في واقع الأمر، أن هؤلاء الجهال الأغبياء سقطوا أخلاقيا وسقطت معهم كرامة الإنسان وبقي النظام وبقى الوطن، وغدا سينبعث من جديد من رماد النار.
وباستثناء بعض الدول العربية التي تبيع شرفها ومواطنيها فتبعث بهم ليكونوا وقودا لنار الحرب في سورية بضغط من السعودية، كل الحكومات الغربية أصبحت اليوم تطارد مواطنيها الذين ذهبوا لـ”الجهاد” في أرض الشام عبر الإنتربول لإستعادتهم ومحاكمتهم إن كانوا لم يُقتلوا بعد، كما أن العديد من العواصم الغربية نسجت خيوط تقارب أمني مع سورية في هذا المجال باستثناء فرنسا التي ترفض سورية التعاون معها لمواقفها العنصرية المعادية للشعب السوري والنظام. ويشار إلى أن الكنجرس الأمريكي ولأول مرة، بدأ هذا الأسبوع مناقشة خطر الإرهاب في سورية على المنطقة والعالم باقتراح من نائب ديمقراطي. وقد كان لافتا تحذير ضابط بريطاني كبير في شرطة لندن أمس، من أن بريطانيا مهددة اليوم بموجة من الإرهاب قد يقوم بها العائدون من سوريا، وذلك استنادا لمعلومات إستخباراتية مؤكدة، تفيد بأن القاعدة تحرض العائدين إلى بلدانهم للقيام بأعمال تفجيرية انتقاما من حكوماتهم الصليبية.
هذه الإجراءات الإحترازية وغيرها، تدخل في إطار تحضير الرأي العام الغربي لحرب عالمية على الإرهاب في الشرق الأوسط وأينما وجد، وخصوصا في معاقله وضد صانعيه وداعميه ومموليه، ما يجعل السعودية في مرمى الإستهداف في الفترة المقبلة، لأنه من دون ضرب معاقل صناعة الإرهاب سيتحول العالم إلى بركان مُتفجّر، وسيدفع الساسة وخصوصا في الغرب ثمن ذلك غاليا، بسبب ما يعرف في ثقافة الغرب بـ”السّخط المُقدّس” الذي هو بمثابة “الفيتو” في يد الشعوب المُتحضّرة ضد حُكّامها.
لكن ما يؤخر قرار الحرب على الإرهاب حتى الآن ليس مؤتمر “جنيف 2″ السوري كما كان متوقعا من قبل، بل جنيف 4 الإيراني الذي سيعقد بعد ستة أشهر، لأن الحرب على الإرهاب المقرر شنها دوليا لا يمكن أن تنجح من دون مشاركة طهران وحلفائها وعلى رأسهم حزب الله، لما أثبتوه من نجاعة وكفائة عالية في محاربة التكفيريين، وفق معلومات استخباراتية مُؤكدة.. والحديث يدور عن ساحات مثل سورية والعراق ولبنان واليمن والأردن. وهذا هو مبعث الخوف السعودي وسبب لجوء المجرم ‘بندر بن سلطان’ لتغيير إستراتيجيته الدموية من “الإرهاب” إلى “الجهاد” وتجميع عشرات كتائب المرتزقة والمجرمين الدوليين في ما أسماه بـ”الجبهة الإسلامية” الموحدة في محاولة غبية للتمايز عن جماعات قطر وتركيا التي يقول عنها أنها تنتمي إلى القاعدة. وهو ما فُهم منه أنه استحضار لتجربة أفغانستان لصوملة سورية.
و يبدو، وفق ما أوردته صحف أمريكية اليوم، أن واشنطن تحاول أن لا تغضب السعودية في هذه المرحلة، وتبحث لها عن مخرج من عواقب وتبعات الحرب على الإرهاب، وذلك من خلال قبولها بإدماج العديد من الجماعات الإسلامية المقاتلة في سورية تحت مسمى “الجبهة الإسلامية” لتسويقها كجيش “جهادي” سيحارب إرهاب القاعدة بدوره مثله مثل “الجيش الحر” و “الجيش السوري” وحلفائه..
هذه لعبة جديدة يحاول عراب المعارضة السورية السفير ‘فورد’ من خلالها فرض نوع من التسوية الناعمة في مؤتمر “جنيف 2″، تأخذ بالإعتبار حلفاء السعودية الإرهابيين في المشهد السياسي المقبل في سورية كشرط لحضور الرياض المؤتمر. وهذا هو سبب زيارة عراب الإرهاب الدولي ‘بندر بوش’ الخاطفة أمس إلى موسكو واجتماعه بـ’بوتين’، ليقنعه بالقبول بـ’الجبهة الإسلامية’ الموحدة ضمن المعارضة السورية التي ستحضر المؤتمر. كما أن إعلان رئيس أركان الجيش الحر اللواء ‘إدريس’ بأنه لا يشترط رحيل الأسد في المرحلة الإنتقالية، وقبول تاجر المخدرات الطرطور المدعو ‘الجربا’ أخيرا بحضور المؤتمر من دون شروط مسبّقة، هي رسائل إلى موسكو مفادها أنه في حال القبول بمقترح بندر بن سلطان، فالجميع سيلتزم بحضور إجتماع “جنيف 2″.
معالم المشهد الدولي والإقليمي الجديد..
من المعلوم اليوم، أنه بعد الإتفاق الروسي الإمريكي الإطار، بدأت مرحلة المعالجة التفصيلية لكل ملف على حدة، حيث تم التوافق على الملف السوري من خلال مدخل نزع الكيماوي، ويتم التحضير اليوم لمؤتمر “جنيف 2″ للتسوية السلمية المجمع عقده في 22 كانون الثاني/يناير 2014 (إن عقد)، ثم النووي الإيراني الذي تم التوصل لإتفاق مبدئي بشأنه بين إيران والسداسية الدولية قبل أزيد من أسبوع، ويخضع اليوم لفترة إختبار حددت في ستة أشهر، يصار بعدها، في حال توقيع إتفاق نهائي منتصف العام المقبل، إلى تدارس تفاصيل ما أصبح يعرف بـ”الملف الأمني الإقليمي” والذي يشمل الحالة العراقية، والبحرينية، واليمن، والسعودية، والأردن، ثم لبنان في المرتبة الأخيرة، وهذا ما تُعرّفه إسرائيل والسعودية بأنه دور “شرطي المنطقة” الذي سيوكل لإيران.. وما بين هذه الملفات، تأتي قضية الإنسحاب الأمريكي من أفغانسان، وقضايا الطاقة والإقتصاد والتعاون الدولي والإقليمي لحل النزاعات بالطرق السلمية، ومحاربة الإرهاب كأولوية على رأس الإهتمام الأمريكي – الروسي – الغربي، حيث سيوكل إلى إيران إدارة الحرب على التكفيريين مع حلفائها في المنطقة بغطاء سياسي دولي ودعم استخباراتي ولوجيستي.
ومبعث الخوف إن لم نقل الرعب السعودي وسبب إصرار مملكة الشر الوهابية على التصعيد ورفض كل تقارب للتعاون السياسي والأمني والإقتصادي مع إيران، هو ما أورده الدكتور ‘محمد الكبيسي’ الأسبوع المنصرم، حيث نقل عن مسؤول خليجي رفيع أنه قال لمسؤول أمريكي رفيع: “لماذا تتحالفون مع إيران وتنسون أصدقاءكم العرب..؟ فأجابه الأخير: لأن صداقة إيران تنفع وعداوتها تضر، أما العرب فصداقتهم لا تنفع وعداوتهم لا تضر”. والأمر واضح لا يحتاج إلى تعليق، وإن كنا نعتقد كما قال سماحة السيد أن عداوة السعودية لإيران بدأت مع نجاح الثورة الخمينية المجيدة سنة 1979.
أينمـا ولّيـت وجهــك فتـمّ السعوديــة..
وإذا جاز لنا تلخيص كلام سيد المقاومة أمس في عبارة واحدة، نستطيع القول أن كل ما يدور في المنطقة اليوم من تخريب وسفك للدماء ودمار، تقف ورائه السعودية، رأس الخيانة والمؤامرة، بسبب رفضها القبول بالمقاربة السياسية الجديدة التي إعتمدتها إدارة الرئيس ‘أوباما’ كأسلوب لتسوية النزاعات.
وإذا كان سماحة السيد قد خرج عن المعتاد وأصرّ على تسمية الأشياء بمسمياتها، فاتّهم السعودية مباشرة بالوقوف وراء تفجيري السفارة الإيرانية في بيروت، مؤكدا أنه كان إستهدافا مباشرا لإيران وردا على الإتفاق النووي، ثم حمّل السعودية مسؤولية ما يجري في العراق من تفجير وقتل ممنهج بشكل يومي، وما يحصل في سورية من خراب ومحاولات فاشلة لتعديل موازين القوى على الأرض من خلال ضخ الآلاف من الإرهابيين والسلاح عبر الأردن مؤخرا، وصولا إلى مقدمات التفجير الشامل في لبنان، والذي بدأ بالتعطيل السياسي من قبل أدوات السعودية في 14 الشهر، ثم تطور إلى حوادث أمنية كالتي شهدتها الساحة اللبنانية المشلولة سياسيا والمضطربة أمنيا من عربدة لـ’أحمد الأسير’ في صيدا، مرورا بقافلة السيارات المفخخة في الضاحية وطرابلس وغيرها من التي ضبطت قبل أن تنفجر، ثم التصعيد الميداني في طرابلس بهدف إقتلاع الطائفة العلوية من جبل محسن لتحويل المدينة إلى إمارات إسلامية تكفيرية تتحول إلى عمق إستراتيجي لدعم الإرهابيين في سورية، وصولا إلى الإغتيالات السياسية لكوادر المقاومة من قبل، وآخرها اليوم، حيث تم استهداف أحد كوادر المقاومة الشهيد ‘حسان اللقيس’…
فكل هذه الأحداث الأمنية، تندرج ضمن مخطط إشعال نار الفتنة المذهبية والطائفية كمقدمة لحرب أهلية لبنانية ثانية.. وفي ذات الوقت لا تخرج عن كونها تفصيل صغير يندرج ضمن عنوان كبير أصبح يعرف اليوم بـ”الحرب السعودية بالوكالة على إيران”، بسبب ما تقول السعودية من أن طهران تهدد نفوذها سواء في المنطقة العربية أو العالم الإسلامي.
هذا في الوقت الذي يلاحظ الجميع أن إيران لم تشعل حربا في أية ساحة من الساحات التقليدية التابعة ‘نظريا’ للسعودية، سواء في الخليج أو الدول العربية الأخرى. وتُصرُّّ طهران على أولويّة التقارب الأُخوي مع المملكة لحل كافة الخلافات القائمة بالطرق الدبلوماسية، كما أن الرئيس ‘حسن روحاني’ ضم إلى فريقه الحكومي الجديد عناصر مُنفتحة ولها قبول في الوسط السعودي، وهي إشارة تُعبّر عن حسن نية طهران تجاه السعودية ودول الخليج التي فهمت الرسالة وقابلتها بصدر مفتوح وعقل مُنفتح.
كما أن وزير الخارجية الإيراني ‘محمد جواد ظريف’ حاول التقارب مع السعودية بإبداء حسن نيّة، حيث أعلن خلال جولته الخليجية الأخيرة: ” أن ما يُوحّدنا أكثر بكثير من خلافاتنا البسيطة”، مشدداً على أن “مستقبلاً مشتركاً” يجمع دول المنطقة، ومُؤكّداً وجوب أن تعمل إيران والمملكة العربية السعودية “معاً من أجل السلام والاستقرار”.
لكن دون جدوى، فأبواب السعودية موصدة في وجه إيران بقفل لا يفتحه مفتاح سياسي، ولا ديني، ولا إقتصادي ولا من يحزنون.. وكلام سماحة السيد أمس، يقطع الشك باليقين في هذا الباب، لدرجة أنه رجّح كفّة اليأس على كفّة الأمل، من خلال قوله: “هناك مشكل حقيقي لدى السعودية، إيران تسعى منذ سنوات للحوار معها، لكن كل المحاولات فشلت بسبب رفض السعودية الحوار”. رفعت الأقلام وجفت الصحف وقضي الأمر الذي فيه تستفتيان.
حول طبيعة الإتفاق الغربي الإيراني..
ما يمكن قوله في هذه المرحلة حول هذا الموضوع يندرج ضمن إطار عام لملف ضخم يحمل عنوان “الأمن الإقليمي”، ويتضمن مُقدمة وعدد من الفصول. والإتفاق حول النووي الإيراني ليس سوى تمهيدا لما هو أكبر وأضخم من النووي. وسماحة السيد وإن كان أكد في حواره أن المعلومات التي لديه تقول بأن ما تم الإتفاق بشأنه حتى اللآن هو الملف النووي وبشكل مبدئي غير نهائي، فهذا لا يعني أن الأمر سينتهي عند الملف النووي فقط لا غير، كما أن إسرائيل والسعودية ليستا غبيّتان لتصديق أن أمريكا وروسيا ومعهما الغرب كل همهما هو الحصول على ضمانات كي لا تنتج إيران السلاح النووي، بل القراءة السياسية الموضوعية تفترض أن تضع الدول المتضررة التقديرات الدقيقة بالنسبة للمستقبل، والمستقبل وفق كل التحليلات والدراسات يبدو في غير صالح السعودية وإسرائيل، بعد أن تقرر “مبدئيا” تطويب إيران كقوة إقليمية عظمى في المنطقة.
كما أن المراقبون اليوم يُدركون أن الإتفاق حول النووي الإيراني لم يتضمن تنازلا يذكر من قبل الإيرانين، بل وافق الغرب على كل الخطوط الحمر التي وضعا الإيراني في شأن التخصيب والمفاعلات النووية بما في ذلك مفاعل آراك للمياه الثقيلة الذي لم تعترض أمريكا على الإستمرار في بنائه، ومفاعل فوردو وغيره وإنتقل التخصيب من 190 جهاز طرد إلى 19 ألف جهاز اليوم. وما تم التوافق بشأنه هو أن تلتزم إيران بسقف للخصيب لا يتجاوز 5% بدل 20%. وهذه النسبة، لا تُعد تنازلا من قبل إيران، لأن ما تحتاجه طهران فعلا بالنسبة لإنتاج الطاقة للأغراض السلمية هو التخصيب بمعدل 5% فقط لا غير، وأن رفع إيران لهذا السقف قبل أشهر، جاء كتصعيد وتحدي لمجموعة (5 + 1) التي كانت ترفض منح إيران حق التخصيب ضدا في ما يكفله القانون الدولي ولوائح منظمة حظر الإنتشار النووي غير السلمي. ما يعني أن إيران كسبت كل شيىء ولم تتنازل عن شيىء ذي قيمة تذكر في ملفها النووي.
وبالتالي، فتصريح الرئيس ‘أوباما’ للإعلام مباشرة بعد التوقيع على الإتفاق المبدئي بجنيف قبل أيام، كان بمثابة رسالة سياسية للإستهلاك المحلي مفادها، أن المجتمع الدولي نجح في وضع قيود على إيران كي لا تنتج السلاح النووي.. علما أن ‘أوباما’ ونظارئه في الغرب كانوا مُصدّقين لفتوى الإمام ‘الخامنئي’ ومقتنعين بأنه ليس واردا لأسباب دينية وأخلاقية أن تنحو إيران في برنامجها النووي منحا عسكريا، وأن الصراخ والعويل الإسرائيلي والسعودي لا علاقة له بالبرنامج النووي االسلمي الإيراني.
وإذا كان الأمر كذلك، فالسؤال الذي يطرحه المراقبون اليوم هو: هل تطلب التوصل إلى إتفاق في الملف النووي حصريا أشهر من الإجتماعات السرية، ليس بين إيران والغرب في جنيف فحسب، بل وبين موفدين إيرانيين وموفدين أمريكيين عقدوا إجتماعات سرية مراطونية في سويسرا من قبل كما أوضح سماحة السيد، وفي سلطنة عمان بوساطة من السلطان قابوس، والتي بدأت في شهر ماس 2013 من هذا العام، ولم يعلم بفحواها الحليف البريطاني القريب، ولا الوكيل الإسرائيلي البعيد، ولا الشركاء الأوروبيين كألمانيا وفرنسا، ولا الأدوات الأمريكية في المنطقة وعلى رأسها السعودية. فماذا يعني هذا؟…
الأمر لا يحتاج إلى كثير ذكاء لفهم أن الموضوع يتجاوز النووي إلى ملفات كبرى تتعلق تحديدا بـ”الأمن” و “الإقتصاد” و “التعاون الدولي” في حل النزاعات بين الدول بالطرق السلمية، خصوصا مع الإشارات التي بعث بها الرئيس ‘أوباما’ حول عزم بلاده الإستدارة من منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة شرقي آسيا، وقرار انسحاب قواته من أفغانستان سنة 2014، وقرب تحول الولايات المتحدة إلى أكبر مُنتج ومُصدّر للنفط في العالم (2018) بسبب تقنية إستخراج النفط الأحفوري. ما يعني أن استغناء الولايات المتحدة عن نفط الخليج، وحاجتها الملحة للإنكفاء نحو الداخل مؤقتا لإصلاح وضعها الإقتصادي، أمليا عليها مقاربة جديدة لحل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط وأوراسيا من خلال وضع ترتيبات أمنية مُعيّنة تتولى مسؤوليتها دولة إقليمية كبرى بالتنسيق والتعاون الوثيق مع القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة وروسيا.
غير أنه وفي غياب دولة عربية قوية كالسعودية العجوزة المتهاوية، ومصر الضعيفة المنشغلة بمشاكلها الداخلية التي لا تنتهي، (وإن كانت تبدو في الأفق مؤشرات إستدارة جديدة لمصر نحو الإيراني للتفلت من الهيمنة السعودية، سنخصص لها مقالا مستقلا)، وبسبب إنحسار دور تركيا وفشلها في نسج خيوط تحالف قوية مع العالم العربي، وفقدان إسرائيل لدورها ووظيفتها كدراع عسكرية للإمبريالية الغربية، لم تجد الإدارة الأمريكية دولة إقليمية تتوفر فيها مواصفات شرطي المنطقة القوي بالإضافة للموقع الجيوستراتيجي غير إيران، وهذا بالتحديد هو سبب هرولة ‘أوباما’ لعقد إتفاق معها، ظاهره النووي وباطنه الأمن الإقليمي والتعاون الإقتصادي في المدى المنظور.
لماذا ترفض إسرائيل والسعودية دور إيران الجديد؟
من المعلوم أن إسرائيل كما السعودية ترفضان بشدة هذا الدور الجديد الذي أنيط بالجمهورية الإسلامية الإيرانية “مبدئيا”، وتتقاطع مصالحهما وأهدافهما لعرقلته بكل الوسائل والسبل للأسباب أمنية وأخرى لها علاقة بمنظومة الإقتصاد والنفوذ في المنطقة.. وهذا ما يفسر غضبهما وصراخهما الذي وصل حد الجنون.
فإسرائيل مثلا، التي توجد في وضعية شاذة، يجعل منها كيانا معزولا ومرفوضا، وإن كان ‘سيمون بيريز’ قال عقب توقيع الإتفاق النووي المبدئي، في محاولة لقلب حقائق التاريخ والجغرافيا: أن “إيران تحاول أن تكسب شرعية في المنطقة” (؟؟؟)، وهي إشراة واضحة للدور الإقليمي الإيراني المستقبلي، هذا علما أن كيانه المغتصب الهجين هو من يفتقد للشرعية التاريخية والقانونية والأخلاقية، كما وأن إسرائيل فشلت فشلا ذريعا في هزيمة محور المقاومة (2006) الذي يمثل تهديدا أمنيا جديا لوجودها ومستقبلها، وإن كان تحالفها القديم الجديد المشبوه مع السعودية قد سمح لها بالعربدة في المنطقة وقضم الحق الفلسطيني والعربي (المسيحي و الإسلامي) اغتصابا، وتحاول اليوم انتزاع الإعتراف بكيانها كدولة يهودية عنصرية، في أفق إلغاء حق العودة، وتمهيدا لترحيل فلسطينيي 48 وتهويد القدس الشريف بالكامل، وإن كان الواقع يقول أن القدس قد هُوّدت ولم يبقى للعرب والمسلمين منها شيىء يذكر غير شعار التحرير..
كما أن تل أبيب كانت ولا تزال تراهن على الإقتصاد العربي وتتطلع للعب دور سويسرا الشرق الأوسط بفضل ما كانت تقول أن “لإسرائيل العقول ولعربان الخليج الحقول”، في إشارة إلى الزيت وأموال الزيت وما تتيحه من إمكانات إستثمارية ضخمة يسعى الكيان الصهيوني للإستفادة منها إلى أقصى الحدود من خلال التطبيع السري والمعاهدات العلنيّة.
أما السعودية، فقد استفاقت اليوم على حقيقة مرة مفادها أن الدور الإيراني المقبل يهدد مكانتها ونفوذها كزعيمة للأمة العربية من جهة، والأمة السنية من جهة أخرى. لكنها كانت دائما تراهن على المال لشراء الذمم والولاءات ونشر فكرها الوهابي التكفيري من خلال بناء المساجد وتقديم المساعدات للدعاة المُتطرّفين، وإقامة الخلايا الإرهابية النائمة في مختلف الدول تحسبا لأية مفاجآت سياسية طارئة، كما حصل مع “الربيع العربي”. ولم تستثمر في التنمية والبحث العلمي والتكنولوجيا، ولم تُقوّي جبهتها الداخلية من خلال الإصلاحات السياسية التي تضمن حدا أدنى من الحريات والمشاركة الديمقراطية لتجعلها جبهة متماسكة قوية بعقيدة وطنية راسخة. كما أنها كانت تعتقد أن مجلس التعاون الخليجي يمثل بالنسبة لها قوة متجانسة في مواجهة ما دأبت على تسويقه كخطر على المنطقة، لما يمثله المد الشيعي والنفوذ الإراني من تهديد للدول العربية من الخليج إلى المحيط، وفق زعمها.
لكن عدم نجاح تجربة مجلس التعاون الخليجي والفشل في تحويله إلى إتحاد سياسي برؤية موحدة حول سياسة داخلية تنعكس إيجابا على مواطني الخليج، وسياسة خارجية متناسقة تتكلم لغة واحدة تجاه الغرب، وإنفتاح على المحيط العربي برؤية تنموية شاملة ومتكاملة لمساعدة دوله على النهوض من كبوتها عبر الإستثمار في المواطن العربي لإخراجه من جهله وفقره ومرضه وتخلفه، جعل السعودية اليوم تشعر بأنها معزولة ومنبوذة نتيجة سياساتها الكارثية الفاشلة التي اتضح أنها كانت تصب في خدمة إسرائيل.
إصـــرار علـى الإنتحـــار..
لم تجد السعودية وإسرائيل من وسيلة لمواجهة المستقبل القاتم الذي يرتسم في الأفق بالنسبة لوضعيهما في المنطقة سوى إستباق الإتفاق النهائي بعرقلته لإفشاله قبل أن يدخل حيز التنفيذ رسميا في غضون 6 أشهر.
وحيث أن إسرائيل لا تستطيع خوض مغامرة عسكرية ضد إيران من دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة كما أكد سماحة السيد، وحيث أن السعودية هي أعجز من تواجه أعدائها وخصومها عسكريا في ميادين الشرف لضعفها وجبنها ونذالتها، فإن الحليفان الوهابي والصهيوني لا يملكان من سلاح لعرقلة مساعي إيران للإنفتاح على دول المنطقة وتفعيل ديبلوماسية نشطة تركز على الأمن والإستقرار والتعاون سوى التخريب، وإشعال نار الفتنة المذهبية والطائفية، لعرقلة مساعي إيران، ما سيعقّد دورها ويُربكها ومن ثم يُرغامها على التدخل لنصرة حلفائها بالقوة المادية، وبالتالي، ستسقط في الفخ الذي من خلاله ستظهر على أنها منحازة للشيعة ضد السنة في المنطقة وتكون في نظر الغرب غير مؤهلة للعب دور شرطي المنطقة المحايد.. هذه حسابات لا تستقيم إلا في عقلية الأغبياء.
والسؤال الذي تفرضه طبيعة تطورات الأحداث في المنطقة اليوم هو: ما علاقة هذه الخربطة الأمنية بالملف النووي الإيراني السلمي الداخلي؟.. ألا يفهم من هذا المخاض أن هدف السعودية وإسرائيل من هذه العربدة الغبية هو خلق بيئة متفجرة لإعاقة دور إيران الأمني في المنطقة؟..
ولعل خطورة هذا المشروع المهدد للإتفاق الغربي الإيراني، هو الذي دفع بوزير الخارجية البريطاني ‘وليام هيغ’ الأسبوع المنصرم إلى إرسال تحذير شديد اللهجة بقوله: “إن المجتمع الدولي يراقب ما يجري في المنطقة، ولن يسمح لأية دولة بما في ذلك إسرائيل بتعطيل الإتفاق الغربي الإيراني”، في إشارة إلى السعودية كذلك من دون أن يذكرها بالإسم بالرغم من أنها تعارض بشدة الإتفاق، وذلك لعلمه أن إسرائيل هي من تحرض السعودية على الحرد والمشاغبة بهدف تخريب الإتفاق من مدخل الأمن تحديدا.
وإدراكا منها لما تستطيع أن تفعله السعودية لعرقلة الدور الإيراني الجديد، حث وزير الخارجية الأمريكي ‘جون كيري’ الدول الخليجية للتجاوب والتعاون مع إيران لإنجاح الإتفاق الدولي. وعلى إثر ذلك، إعترفت المملكة الوهابية بالإتفاق على مضض وبتحفظ يُشتمُّ منه عزمها على المضي قدما في تخريبه بمعية إسرائيل، لكن مشيخات الخليجية الأخرى سارعت لخطب ود إيران ونسج خيوط علاقات جديدة معها وعلى رأسها الإمارات، فتبعتها الكويت والبحرين وقطر، ما جعل السعودية تشعر أنها أصبحت وحيدة معزولة ومنبوذة في محيطها الجغرافي بعد أن تخلى عن مغامراتها الإنتحارية أقرب حلفائها.
في معنى دور شرطي المنطقة..
لا يختلف اليوم إثنان ولا يتناطح عنزان حول أن إتفاق الروسي – الأمريكي على تتويج إيران وكيل شرعي مُعتمد من قبل المجتمع الدولي في شؤون الأمن والإقتصاد، هو نتيجية حتمية لإنتصار محور المقاومة سواء في لبنان سنة 2006 الذي أسقط عن إسرائيل دور “الوكيل العسكري” في الشرق الأوسط، وصمود سورية الأسطوري والإنتصارات الميدانية السريعة والحاسمة التي حققتها ولا تزال ضد الإرهاب بمشاركة حزب الله ودعم مباشر وغير مباشر من إيران ومساهمة من العراق الصامدة في وجه الإرهاب “الصهيو – وهابي”.
و “شرطي المنطقة” وفق الرؤية الأمريكية – الروسية، لا يشمل منطقة الشرق الأوسط وحدها كما يعتقد، بل منطقتين، المنطقة العربية ومنطقة أوراسيا وصولا إلى أفغانستان، وهذا دور بحجم وبعد كبيرين لم يُعهدا لدولة إقليمية من قبل في العالم.
ويشمل هذا الدور عناوين كبرى كمحاربة الإرهاب، وتوفير بيئة من السلم والأمن والإستقرار عبر ديبلوماسية ثورية نشطة مع كل دول الجوار لفتح المجال أمام الإستثمارات في عالم الإقتصاد والمال، وهذا ما بدأه وزير الخارجية الإيراني ‘محمد جواد ظريف’ مؤخرا من خلال زيارة الدول الخليجية ولبنان باستثناء السعودية التي تتحفظ حتى الآن على زيارة المسؤول الإيراني للرياض لأسباب لها علاقة بإصرارها على إفشال المساعي الإيرانية لتخريب الإتفاق.
ومهما يكن من أمر، فالحرد والعناد السعودي مصيره الفشل وإن بعد حين، وبداية الحرب الكونية على الإرهاب ستمثل مفصلا تاريخيا بين السعودية بالأمس والسعودية اليوم، وليس أمام المملكة الوهابية إلا مراجعة سياساتها وتعديل خياراتها والقبول بدور إيران الجديد أو الإنتحار.
لقد تحدثنا في المقالة السابقة عن قضية تأمين إيران للإنسحاب الأمريكي من أفغانستان، وعن البعد الإقتصادي الذي يتمثل في ضمان طهران لصادرات النفط من مضيق “هرمز”، وتأمين خطوط إمدادات الطاقة من بحر قزوين حيث النفط يفوق جودة وكمية النفط الخليجي مجتمعا، بالإضافة إلى مد خطوط الكهرباء وأنابيب الغاز نحو العراق وسورية ولبنان وصولا إلى البحر المتوسط، وفتح المجال الإيراني لإستثمارات ضخمة تتسابق عليها اليوم 150 شركة عالمية عملاقة (أمريكية وروسية وصينية وألمانية وبريطانية وفرنسية وغيرها)، وذلك في مجال الصناعات المدنية وعلى رأسها صناعة السيارات التي تنتج إيران اليوم حوالي 4 ملايين ونصف وحدة للإستعمال الداخلي دون الحديث عن ما ستتيحه آفاق التصدير المستقبلية من إمكانات هائلة لمضاعفة الإنتاج، وقطاع الخدمات، والإتصالات، والأسواق الإستهلاكية ذات المساحات الكبرى، حيث تعتبر إيران سوقا إستهلاكيا يفوق حجم السوق الخليجي مجتمعا، وقطبا صناعيا ضخما لإنتاج مختلف الصناعات والتكنولوجيا المتقدمة وتصديرها إلى دول منطقة الشرق الأوسط وأوراسيا.
وفي مجال الطاقة، يدور حديث اليوم عن تقزيم دور تركيا، حيث تعتزم روسيا وإيران مد أنابيب الغاز اللبناني والسوري نحو الشطر الجنوبي من قبرص اليونانية ومن ثم ربطه بأوروبا من دون المرور عبر تركيا، وهذا ما أقلق أردوغان وجعله يتقرّب من الإيراني والعراقي مبديا مرونة في الملف السوري.. كما وأعلن الأسبوع الماضي رسميا عن رفضه توقيع إتفاقية تصدير النفط الكردستاني من دون موافقة بغداد، ليتبين أنه يكذب كما يتنفس، وأنه وقّع بالفعل الإتفاقية مع ‘البارازاني’ من وراء ظهر ‘المالكي’، ما أغضب بغداد وجعلها تعلن سماء العراق وكردستان فضاءا مغلقا على الطيران التركي، فأجهضت بذلك الزيارة الأخيرة لوزير الطاقة التركي لأربيل.
كما أن هناك حديث عن مخاوف روسية من أن تفقد موسكو نفوذها في الدول الإسلامية الأسوية على المدى المتوسط والبعيد في حال نجحت إيران في استقطابها بحوافز إقتصادية ضخمة ومن خلال البعد الديني والإديولوجي، ويرى مراقبون أن هدف أمريكا على المدى المتوسط والبعيد هو تقزيم دور روسيا السياسي والأمني ومحاصرة الصين عبر التواجد العسكري في منطقة شرقي آسيا.. غير أن إيران ليست الدولة الإنتهازية التي تبيع حلفائها وتنقلب على أصدقائها لتحقق مصالح سياسية وإقتصادية على حساب المبادىء والأخلاق. هذا أمر مستبعد ولا ينسجم مع العقيدة الإيرانية.
و للحديـــث بقيــــــة…

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سمـــاحة السيـــد: إبحثـــوا عــن إسرائيـــل
» الرؤيـــة السعوديـــة للمنطقـــة..
» السعوديـــة و صـــراع الأحـــلاف
» السعوديـــة.. نهايــــة اللعبـــــة
» خطــــة السعوديـــة لسرقــــة لبنــــان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى عشاق سوريا الأسد :: السياسة :: مقالات سياسية-
انتقل الى:  
مواقع صديقة
 نصر الله.. ابحثــوا عــن السعوديـــة Uousuu10>