دام برس:
عــنـدمــا كــنـا نــغض الطــرف عــن مــواقــف البــعـض الــذي تــربــى عـلـى ثــقـافــة امــسـاك العـصــى مـِنْ مــنـتصـفهــا واولــئــك الـذيــن اعــتـادوا الـلـعـب عـلــى فـضـفـاضيــة ثــوب المفــــردات للتهـــرب مـِــنْ الــزاميــة ثــبـاتـيــة المـواقــف الـمـبـدئيــة فـمـوقـفـنـا لــم يكــن مــبنــي عـلــى مـبــدأ ( خـــذ اخــاك عـلـى ســــبعيـن محـمــل ) كمــا قـــد يـــتوهــمــون , وإنـمــا تــقــصــدا مــنــا لــتـرك طــارف الحـــبـل لهــم ســــائبــا لـــيــلــتـف طــوعـــا عـلــى رقـــابـهــم شــــيء فـشـــيئــا حــتـى يــخنقــوا انفـاســهـم بـأيـاديهـــم , فــمــن تــغـنــى بـالمقــاومــة وادعــــى شـــرفهــا وزايـــد عـلـى مـــواقفهـــا وعــــاد اليــوم لـــيــنقـلــب عـلى اعــقــابــه مــســـتجـديـا المـبــررات والـحـجج لــلتغـطيــة عــلـى جـــبنــــه ونــفـاقيــتـــه , حـريــا بـنــا عـــدم المجـاملــه بـأمــره , والتقصــد بفــضحــه ومــَنْ هــم عـلـى شــــاكلتـــه مهمـا كـانت مـنـزلــة العـلاقــة مـعــه او الجهــات الـتـي يــنتمـي اليهــا , لأن هــؤلاء اخطـر عـلـى قــضـيتنـا مـن اولئــك الـذيـن نـاصـبـونا العـداء مـنـذ البـدايــة وعـلـى العـلــن , وجـنـدوا انـفسـهـم فـي خـدمـة المشــروع الصهيـوامـركـي فـي المنطقـة والعـالـم مجـاننـا او بـأجـر مـدفــوع .
ســـيـد المقــاومـــة وعــزيـزهــا ( الســـيـد حــسـن نـصـرالله ) ومـثلمــا عــهــدنـا دائــمـا فــي احـاديثــه الـوضــوح والصــراحـة الـتي لا تحـتـاج مـِنْ المــرء ســواء كـان مـحـســوبـا عـلـى هــذا الطــرف او ذاك الاســتـدلال والاســـتقـراء والاســـتنـتـاج حــاول طــوال ســـنـتــي الأزمــة الســـوريــة أنْ يــتفهــم للـبـعض مــواقفـهـم , ويــضـع فــي حـســابـاتـه قــدرة الـوعـــي الاســـتدلالــي عــندهـم , تـاركـا لهـم بـعض مـِنْ الــنـوافــذ مـفــتـوحــة لـعـل وعـســى أنْ يــبصـروا نــور الحـقيقــة الســـاطـع مـِنْ خــلالهـا ويهــتدوا الــى طـريـق الحــق الـذي اظــلــوه , ولــكـن بــعـد عــامـيـن حـافـليـن بـالكـثيـر مـن الحـقـائـق والـدلائــل الـتي لـم تـتــرك اي شـــك يـمـكن أن يــتعـلـق بـقشـــتـه الـمـُشـــكيكيـن , مـا عــاد هــنـاك مجـال للـتخـفـي وراء الاصـــابـع والـمنـاورة بـالشــعـارات والمـواقــف , فـمـا تـتـعـرض لــه ســــوريـة مـِنْ مـؤامـرة كــونيــة يــتعـدى مـطلبيــة تـغيـيـر نظـام ســـيـاسـي فـيهـا , أو لمجـرد عـزلهـا عـن حـلفـاءهـا فـي محـور المقـاومـة وقـطـع عـلاقـاتهـا الاســتراتيجيـة مـع ايــران وحـزب الله والفصـائـل الفـلســطينيـة المقــاومــة , بــل إنَ الهــدف الحـقيقــي هــو الغــاءهـا وشـــطبهـا تمـامـا مـن المعـادلـة والخـارطـة الاقليميــة والـدوليــة , وانهـاء وجـودهـا الجـيـوســيـاســي والعــســـكري , وتـفكـيــك بـنـاهـا الاقتصـاديـة والمجتمعيــة والحضـاريـة وتحـويلهـا الـى كـانـتـونـات وكـيـانـات طـائفيــة ومـذهـبيــة وعــرقـيــة فـاقــده لإســتقـلاليتهـا وتـابعة الـى هــذة الجهـة الـدوليــة او تـلـك , كـمـا إنَ الخـارطــة الاقـليميــة اليــوم اصــبحـت واضحــة الشـــواخـص حـيـث محــور اســـتذلال واســـتـرزاق وتــآمـــر وعمـالــة مـفضـوحــة الــى اســــرائيــل وامـريكـا والغـرب تــتـصـدر مشـــهــده جمـاعـات الاخـوان الـمتـأســـلمـيـن ووهـابيــة الســلف الـتكـفـيـرييـن , وانتهـازي اليســــار والـمنتفـعيـن القـومـييـن ونعــاج القطــيـع العـربــي , ومحـــور مـمـانـع مقـاوم رافـض لـكـل المشــاريـع الاســـتسـلامـيـة والاذلاليــة ومـلــتزمـا بـالمقـاومـة منهجـا وفعـلا تمـثلــه ســـوريـة بشــعبهـا وجـيشـهـا وقيـادتهـا وايــران يـنهجهـا والـتـزامـاتهـا وحـزب الله وحـلفـاءه فـي لبنـان بثـبـاتهـم عـلـى عهـدهـم وشــرف حملهـم لـرايـة المقـاومـة وبـنـدقيتهـا , فمـاعـاد هـنـاك مكـان للمـراوغــة والتقـافــز بيـن الخـنـادق والتخـفـي وراء الشــعـارات والثـوريـات وتـنظيـرات الـتـرف الفكــري حـيث مـعـركـتنـا اصـبحـت واضحــة وعــدونـا الـذي خـبـرنـا عـنـة مـكـر التـلاعـب بـالعقـول والـتخـفـي وراء الشــعـارات غــدى اليـوم عـاريـا امـامـنـا هــو ومـن يـقـف فـي خــنـدقـــه ويــدعـم ادواتـــه عـلـى الارض ويـمنحهـا المشــروعيـة العـرجـاء تحــت يـافطـة قــوانيـن حـقـوق الانســان وحـريـات الـرأي ومطـالـب الاصــلاح ومـا اليــه مـن الطـرهـات , وقـــد حــان الـوقــت لـيفهــم مَـنْ لا زال يحـاول مــدارات المزاجـات عـلـى حـســاب الثــوابــت إنَ ســـبــب بــلاءنـا ومـصـيــبـتنـا التـي نحـن فيهـا بالأمـس واليـوم هـي خـطيئــة مـداراتـنـا للأمـزجـة و تـرددنـا في اتخــاذالقـرارات الحـاســمـة ســـواء تـلـك المـتعـلقــة بـمســـيـرة تجــربـتنــا الســـيـاسيـة وبـنـائيــة تــنـظيمـاتنـا الحـزبيــة والجمـاهيــريــة , او تـلـك الـتـي تخـتـص بـعـلاقـاتنـا مــع مـن اعـتـقـدنـا يــومـا مـا أنهـم حـلفـائنـــا وتــركنـا لهـم ابــوابنـا مـشــرعـة يجـولـون ويصـولـون ويـأكلــون فـي اجســادنـا كـالســـرطـان ويـمـتـصـون دمـاءنـا بـخـراطيــم عـروبتهـم واخـواتهـا .
عـنـدمـا يــذهـب حـمـد بـن جـاسـم رئيس وزراء دويلــة قـطـر عـلـى رأس وفــد ضــم وزراء خـارجيـة مصـر والسـعوديـة والاردن والمغـرب وبصحبـة وزيـر الخـارجيـة الفـلســـطينـي الـى واشــنطـن , ويعـرض مشــروع ( اسـقـاط ســوريـة مقـابـل تبـادل الاراضـي مـع اسـرائيــل ) فـالأمـر لـم يـكـن وليــد اجتهـاد شـــخـصـي او مجـرد مبـادرة طـارئــة وإنمـا جـاء بعـد تفـاهمـات ومـوافقـات مـع جــُل الفصـائـل الفـلســـطينيـة إنْ لـم نـجـزم ونقــولكـلهــا وتـرتيـب هــذة المبـادرة الخيـانيـة الجـديـدة القديمــة جـاء بـتـوقيــتـــه ومغــزاه مـتنـاغمـا مـع وصـول المـؤامـرة عـلـى ســوريـة ذروتهـا وادراك اصحـابهـا ضـرورةاســتغـلالهـا لـتـمـريـر المـؤامـرة الجمعيــة عـلـى القضيـة الفـلســطينيـة وانهـاء حـالـة الصـراع العـربي الصهيـونـي . وبمـا يـخـدم أمـن اســـرائيــل ومشــروعهـا فـي المنطقــةورفـض حمـاس ( مشـعـل هـنيــة ) لهــذة المبـادرة لا يـتعـدى كـونــه اكــذوبــة جــديـدة تضـاف الـى اكـاذيبهـم التي اصـبحـت مفضـوحـة منـذ اللحـظـة التي حـط مشــعـل رحـالـة وحـركتـه مضـارب نعـاج بنـي ( حمـد مـوزه ) ورفعـة لشــعـار ( تحـريـر القـدس يمـر عـبـر بـوابـة قـاعـدة السيليـة فـي الـدوحــة ) .
سـيـاسـة شــرعنـة الاحـتـلال واقـتضـام الاراضـي ومـن ضـمنهـا القــدس والتي قـال عنهـا كـيــري بال خطـوة الكبيـرة جـدا الـى الأمـام بيـن الفـلســطينييـن والاســـرائيليـينجـاءت لـتـؤكـد حـقيقـة مـاوراء مـا يسـمـى ( ثـورات الـربيـع العـربـي ) , ولـتـزيـح القنـاع عـن جمـيـع الـوجـوه الـتي طـالمـا تــغـنـت بـالمقـاومـة وزايـدت عـلـى رجـالاتهـا الحـقيقيــين وحـاولـت طـوال العـاميـن المنصـرميـن الـنيـل مـن القيـادة الســوريـة وتـردد بـسـفـاهـة مغـالطـة ( إنَ النظـام فـي ســوريـة وحـزب الله هـم مـن يحمـي أمـن اســرائيــل) , حـيـث مـا إنـفـض غبـار ربيعهـم وتـسيـد اخـوانهـم وطـراطيـرهـم ســدة الحـكـم حـتـى بــدأت مســيـرة تنـازلات واسـتـذلالات تفـوق تلك التي عهــدنـاهـا فـي زمـن السـادات وعـرفـات وقــزم الاردن الأب وحـســنـي لاحقا.
التقـدم الـذي احـرز الجيش السـوري فـي اســتهـدافـة للجمـاعات الارهابيـة المســلحـة واجهـاضـة القســري لوليـد الرحـم التـآمـري الصهيـوامـريكـي المسـمـى ( بـالثـورة ) ,وبعـد أنْ فـشــلـت جميـع الادوات الصهيـونيـة عـلـى الارض فـي تـحـقيـق مـا مـرسـوم لهـا وشــعـور رعـاة المشــروع العـربـانـي الصهيـونـي بـهـزيمتهـم امـام العـالـم كلــة ,جـاء الـتـدخـل الاســرائيلـي المباشــر عـلى خـط الأزمـة الســوريـة بشــن غـارات جـويـة وصـاروخيــة عـلـى بـعض المـراكـز العسـكـريـة والمـدنيـة فـي ضــواحــي دمـشــق ,ليــؤكـد حـقيقــة ارتبـاط كـل مـا يجـري عـلـى الارض الســوريـة بـمـا يـخـطط لــه فـي تل ابيـب وواشــنطـن بصـورة مبـاشــرة , وإنَ مـا يسـمـى بـالمعـارضـة وبكـل مســميـاتهـا مـاهـم إلا ادوات تـنفـيذيــة لمـا يـرسمـة بـنـي صهيـون والـذي يســتهـدف فـي الاســاس الـدولـة الســوريـة بجـيشهـا وشــعبهـا بـاعتبـارهـا الحلقــة الاهـم فـي منظـومـة محـور المقـاومـة , وإنْ اركـاع دمشـق واذلالهـا انمـا يعنـي انهـاء اي دور لعنـاصـر هذة المنظـومــة, لـذى فـدفـاعنـا عـن مشــروع المقـاومـة ونهجهـا وفـعلهـا ليـس بـالـدفـاع عـن اجـسـاد هـامـده ولا عـن تجـارب فـاشلــة , وإنـمـا انـتصـار لفكــر ونهــج ودعــوة للخـروج مِـنْجــلـودنــا وتــنـظـيــف انـفـســنـا مـِنْ بـقـايـا غـبـار الثقـافـات الدخيلــة التـي لـحـقـت بـأطـراف ثــيـابـنـا , او تلـلك التي عـشــعـشـت فـي عـقـول بعـض المحـســوبيـن عـلـى مشــروعنـا , ولقــد جـاء الـوقـت الـذي وضـعـت فيــه هـيبــة محـور المقـاومـة عـلـى مـحك الاخـتبـار , ومـا عـادت التهـديـدات والتحـذيـرات تجـدي نـفعنـا امـام غطـرســة اعــداءنـا الـذيـن لم يـتـوانـوا بـاســتخـدام كـل الطـرق مِـن اجـل تحـقـيق مشـروعهـم الاســقـاطـي لمفـاصـل الدولـة والانسـان فـي ســـوريـة .
بكـل تـاكـيــد إن لحـسـابات التبصـر العـقـلانـي وقــعهـا الـذي يجـب أنْ لا نخـرج عـن ســيـاقـاتـه حـتـى لا نقـع فـي محـظـور الانجـرار وراء مـا يـريـده لنـا اعـداءنـا وفـق الـتوقـيت الـزمـانـي والمكـانـي الـذي يـريـدوه وبمـا يـؤمـن لهـم عـنـصـر التفـوق ســواء بـالتصـدي لـردودنـا او الامعـان فـي اســتهـدافنـا , ولـكـن هــذا لا يـعنـي الـزامنـا بـمـوقــف عـدم الـرد المبنـي عـلـى مبـدأ اللآمبـالاة الـذي يحـتســبـه علينـا اعـداءنـا بـل حـتى بعـض مـوالينـا بـالضـعـف والجـبـن , ويـبنـون عـلـى اســاســه حـسابـاتهـم وقـراءتهـم لخـريطـة الاحـداث حـيـث يســتأسـد الاعـداء ونفقــد ثقــة المـولاة .
الـرد اصـبـح ضــرورة وهيبــة المقـاومـة عـلـى المحــك ومـا عـاد هنـاك اعــذار ولا مبـررات للسـكـوت وعـدم المبـالاة .
al_asadi@aol.com