سـوريـا ارفــع مـِنْ أن تجـالسـكـم فلا اسف على مقعــد جـامعتـكم .. بقلم: د احمـد الاســدي
كـل مـَنْ إعــتقـد إنَ ســـوريــة تـقـاتـل مـجـامـيـع مســلحــة وعـصـابـات ارهـاب داخليــة وخـارجيــة أو لـنســميهـم مثلمـا يحـلـو للبعض أنْ يــطـلق عليهــم ( معــارضـة مســلحـة وجـيش حــر ) فهــو واهــم , ولا يـدرك مـِنْ الحقيقــة إلا أطـرافهـا ولا يســتقـريء مـِنْ الـواقــع إلا ذيــلــه , فـمـا تـمـر بـه ســوريـة يتعـدى مقـاييس نـزاع بيـن نظـام دولــة ســيـاسـي ومعـارضـة تطـالب بتغييـر كمـا يـُحـاول أنْ يصــور واقـع حـالهـا اعـلامـيـا وسـيـاسيـا اصحـاب الأغـراض , ومـطـبـلـي ومـزمـري جـلســات الفجـور القـنـواتـي الفضـائـي ومـواقــع الكـذب والتـلفيـق الخـبـري والتحـليـلي الســاذج , بــل انهـا تــواجــة مـشــروع تـآمـري عـدوانـي امـريكـي غـربـي مـتصـهيـن , وتتعـرض الـى ابشــع هجمــة كـونيــة تـتقـاسمهـا اســرائيــل وامـريكا ودول الغـرب السـائـرة بـركـب الصهيـونيــة العـالميـة مـِنْ جهــه , وادواتهــم فـي المنطقــة مـِنْ عـُربـان بـتـرولييـن واســلامـيين نـاتـويـين عـثمـانييـن مِـنْ جهـة اخـرى , وهــي تحـارب عـلـى عــدة محـاور عســكريـة واقـتصـاديـة وســـياسيــة واعــلاميـة واجتمـاعيـة , وتقـاتـــل فــي عــدة جبهـات مفــتـوحـة مـع اســـرائيــل وتــركيــا والاردن وبعض مِـنْ لـبنـان ومنـاطـق بعينهـا مِـنَالعـراق , ومـا يـزيــد تـعقيـدات التحـديـات التـي تــواجههـا هـو صــراع المحـاور والقـوى الـدوليـة الاقتصـادي والســياسـي , الـذي أُريــد لــه أنْ يــكـون عـلـى جـغـرافـيتهـا بــسـبب دورهـا الأقـليمـي ومـوقعهـا الجيـوســيـاسـي , والـذي قــال عنــه الأخ الـرئيس بشـار الأســد وحـذر مـِنْ تـداعيـات المسـاس بــه ( إن سورية هي بمثابة خط تماس جغرافياً وسياسياً، واجتماعياً، وأيديولوجياً، ولذلك فإن اللعب بهذا الخط سيكون لهتداعيات خطيرة في سائر أنحاء الشرق الأوسط ) , ولـو كـان الأمـر يـقـتصـر عـلى بعـض المجـاميـع المسـلحـة وزمـر الارهـاب وحـفنـة الفـاريـن واصحـاب الســوابـق والمجـرميـن , ومـَنْ بـاع نـفســة ببضـعـة ريـالات ســعـوديـة وقطـريـة ودولارات امـريكيــة لـكـان الـبـوط الســـوري قــد جـاء عـلـى رؤوس هــؤلاء جمعــا مـنـذ بـدايــة حـراكهـم المـســلـح , وانتهـى الأمـر بهــم الـى حـيث مــا يـســتـوجـب أنْ يكـونـوا عـليــه , ولــكـن الـعمـق الاســتـراتيجـي العســكـري والاســتخـبـاراتــي واللـوجســتي والبشــري والمـادي والاعـلامـي الـذي تـقـدمــه هــذة الـدول مجـتمعــة لـلعـصـابـات الارهـابيــة وادواتهــا المســلحـة عـلـى الارض , قــد اعطـى لهــا القــدرة عـلـى المنـاورة والاســتمـاتــه بـالاســتمـراريـة فــي تنفيــذ فـعـاليـاتهـا الاجــراميــة وافـعـالهــا الارهـابيـة , وأبـــطــأ مـِـنْ وتيــرة عمـليـات الحـســم النهـائــي لحسـابات عسـكريـة واخـرى وطنيـة وانســانيـة بحتــه , فتـمتـرس هـذة العصـابـات فـي المـدن واتخـاذهـا مِـنْ المـدنيين دروع بشــريـة تقـاتل مِـنْ خلفهـا وتحتـمي بينهـا , قـد وضـع للمعـركـة معهـم شــروطهـا الـوطنيـة والاخـلاقيـة الـتي أخـرت تـوقيـتـات حسمهـا النهـائـي , ولــكـن بـالـرغـم مـِنْ كــل هــذا الدعــم والتمـويـل والامـدادات المنقطعــة النظـيـر , والتـي وصــلـت الـى حــد الـتدخـل الـعسـكـري المـباشـر للقــتـال الـى جـانب هــذة العصـابـات وقــيـادتهـا ميــدانــيـا , مـِنْ قــبـل ضــباط استـخبـارات وعســكريين صهـاينــة و بـريطـانيين وفـرنسيين واتـراك وقطـريين وســعوديين وامـاراتيين , فــإنَ مـشــروع التـآمـر هــذا قــد فـشــل فـي تـحـقـيـق اهــدافــة المـرســومـة , وفـقــد كـل مقـومـات نجـاحــة , ولـم يبقــى منـه ســوى اعمـدتـه المتشظيــه والآيلــه للـسـقـوط مثلمـا وصــف ذلـك الاخ الرئيس بشـار الأســد ( إنَ ســوريـا انـتـصـرت فـي هـذة المعـركــة وأســقطـت مــشــروع التــآمـر ضــدهـا وإنَ مـا يســمـى بـالمعـارضـة المســلحـة تـعـيش مـا يشـــبــه لـعـبــة بــقـاءهــا ) .
لقــد جـرب اعـداء ســوريـة والحـاقـديـن علـى شــعبهـا وجـيشهـا وقـائـدهـا كـل مـا فـي جـعبهـم , وفـي صـنـاديـق دوائــر اســتخـبارات اســيـادهـم الســوداء , مِـنْ اسـاليب الـتـآمـر والابــتـزاز الســياسـي والمخـابـراتــي والاقـتصـادي , وكـل الحـيـل الاعـلاميـة ,واخـتلقـوا الالاف القصص والـروايـات , وزمـروا لـلعشـرات مِـنْ معـارك الحســم المـزعـوم ,وعـقـدوا مئـات المـؤتمـرات , ومـآتـم العـويـل والصـراخ , وللثغـاء والنبـاح اقـامـوا الحـفـلات , وقـاطعـوا واصـدروا القـررات , وجمـدوا ورفعــوا لعهـر مجـالس جـامعتهـم العبـريـة الـرايـات , وهـددوا وعـربـدوا واســتحضـروا كـل مـا للارهـاب والاجـرام فـي العـالـم مِـنْ اجسـاد شــيطـانيـة مفخخـة وادوات , واغـتـالـوا الشــرفـاء والمنـاضـليـن والقـادة والعلمـاء والكفـاءات , وارهبــوا الطفـولــة وســرقـوا البسـمـة مـِنْ شفاه طـلاب المدارس وفجـروا الجـوامـع والمـآذن والكنـائـس و دور العبـادة والجـامعـات , ونهـبـوا المعـامـل ودوائـر الدولـة والمخـازن وصـوامع القمح والشعيـر وحـاولوا زرع بذور الفتنـه المـذهبيـة والطـائفيـة وكـل الامـراض المجتمعيـة والآفـات , ولــم يـجـنـوا مـِنْ افعـالهـم الـدنيئــة هــذة ودســائس مكـرهـم ســوى ســواد جـديـد يضـاف الـى قــبـح وجــوههـم ,وعـفـن تــاريخهـم , ولا ضــيـر أنْ يسـتمـروا فـي مســلسـل تـآمـرهـم . و يـمنحـوا هــذة المـرة مـقعـد ســوريـة فـي مـا يسـمـى بجـامعـة الدول العـربيـة الـبـائــرة الــى ائــتـلاف معـاهـرتــم , ولكـن عليهـم أنْ لا ينســوا وضــع عـلـم انـتـداب اســيـادهـم الفـرنســييـنامـامهـم , حـتـى لا يـدنســوا العـلم الـعـربي الســوري , الـذي ســتبقـى رايتــه تـرفـرف عـاليـا فـي الـروابـي وفـوق قـمم الجبـال , وســاريــتـه تـعلـوا الهـامـات بســواعـد ابطـال الجيش العـربي الســوري , وبــألـوان طـيفــه ونجـومـة الشمـاء تــلتحـف جـثـاميـن شــهـداء ســوريـة وحمـاة ديـارهـا .
امـراضيــة الوهــم المـُـزمـن الـتي اســتفحـل وبـاءهـا فـي عـقليــة اعــداء ســـوريـة والحـاقـديـن عليهـا , تكمــن فـي عـدم ادراكهــم إنَ الــوهـم لا يمـكـن أنْ يكــون حـقيقــة ,وإنَ النعـاج لا يمكـن أنْ يجـدهـا الـفـلاح فـي المـرعـى عـنـدما يســتيقظ صـبـاحـا وقـد تحـولت الـى اســود , وإنَ الـذئـاب مهمـا تـفـننـت فـي غـدرهـا فـإنَ لهـا صــيـادهـا الـذي يــوقـع بهـا , وإنَ الكـلاب مهمـا تغيـرت الوانهـا فلـن يغيـر الحـال شـيء مِـنْ نجـاستهـا ,وكـذلـك هـي الخنـازيـر بـابيضهـا واسـودهـا وبـريهـا وداجنهـا قــد حـرم الله عـلـى المســلـم لحـمهــا , ومـا محـاولتهـم الســاذجــة البلهـاء الـتـي تـبنـاهـا نعـاج قــطـرائيـلوصهـاينـة ال ســلـول وصــعلـوكهـم العـبـري نبيـل اللاشــريـف ولا العـربـي , بــالـدفـع الـى التصـويـت عـلـى ســحب مقعـد الجمهـوريـة العـربيـة الســوريـة وتــســليمـه الـى مـا يســمـى بالمعـارضـة الســوريـة , إلا تـجســيـد حـي لحـقيقـة امـراضيـة وهـمهـم هــذة التي بســببهـا لا يـدركـون , إنَ اســتنســاخ مســرحيـة اســيادهـم الامـريكـان فـي العـراق باســقـاط تمـثـال فـي ســاحـة عـامــة هنـا , وتهـديدهـم بسـحـب عضـويـة وتســليـم مقعـد الــى خـرنكعيــة هنـاك , لا يمكـن أنْ يغيـر مـِنْ الأمـر عـلى ارض الواقـع الـذي فـرضتـه القـدرة الســوريـة للتصـدي للمـؤامـرة لمـا يقـارب الســنتين بشيء , والذي غيـرمنـاخـات ليسـت فقـط اقليميـة بـل دوليــة , وأســقـطـ القطبيـة الـواحـدة واعـاد للعـالـم منـاخ التـوازنـات الذي انفـردت بــه امـريكـا منـذ حـلحلـة دول الاتحـاد الســوفيتي الســابق , و اســدل الســتـار عـلى عهـد الازدهـاالامـريكي الغـربي الـذي انهــت ســـوريـةاخـر فصـولــه بصمـودهـا وقـدرة قيـادتهـا عـلـى ادارة ملفـات المعـركـة , وعـلاقاتهـا وتحـالفـاتهـا الاســتراتيجيــة التـي أتـت بثمـارهـا فـي زمـن الشــدة ومـواجهـة المـؤامـرات .