المحامي منتصر الزيات يهدد بقطع رأس من يراه يدعو الى التشيع في مصر - بقلم : حسين الديراني
أصبت بدهشة عارمة الى حد الغثيان حين كنت اشاهد حلقة تحت عنوان " العلاقات المصرية الايرانية بداية المد الشيعي لمصر" على قناة الحافظ الفضائية المصرية, كان ضيف الحلقة المحامي المعروف منتصر الزيات محامي الجماعات الاسلامية, في أجابة على سؤال حول رأيه بالعلاقات المصرية الايرانية وخطر المد الشيعي على مصر قال" اني أرحب بالعلاقات الايرانية المصرية وأعتبر ذلك ذو فائدة على دولة وشعب مصر, اما اذا شاهدت أحدا يدعو الى التشيع فأنيسأفصل عنقه عن جسده وأقطع رقبته بيدي" وجمع قبضتيه ومثل كيف سيتم فصل الرأس عن الجسد " كأنك امام مشهد مرعب مخيف أو كأنك في ساحة حرب.
لو كان القال العرعور او العريفي او حسان او الاسير او فستق او كل شيوخ و خريجي المدرسة الوهابية السلفية التكفيرية لما أثار استغرابنا ودهشتنا, اما ان يقف محامي اقسم ان يدافع عن حرية الناس وحقوقها وحرية الكلمة والتعبير يهدد بقطع الرؤوس فهذا قمة الهبوط الى الدرك الاسفل في هاوية الفتنة العمياء المفتعلة والتي لم يسلم من الوقوع فيها حتى المفكرون والاساتذة والعقلاء والمحامون.
نسأل لماذا تصرف كل هذه الاموال الهائلة والطاقات الفكرية لاعداد برامج وتشغيل فضائيات؟ همها وهدفها محاربة مذهب من مذاهب المسلمين بدل ان تصرف على مشاريع التنمية والعمران والبحوث العلمية التي تنتج المصانع والمعامل لتوظيف العاطلين عن العمل في مصر, او تصرف في انشاء المساكن الشعبية لتأوي الملايين من المصريين الذين يفترشون المقابر ويبيتون بين الموتى.
ونسأل من أين هبطت كل هذه الاموال ليزداد عدد الفضائيات التي تنشر الفتنة بدل ان تنشر العلم والمعرفة, فضائيات تبيت وتستيقظ على نبش الاحقاد وتزييف الحقائق ونشر الكراهية بين المسلمين والتحريض على قتل الفكر والمفكرين, وتكفير كل من يخالفهم الراي والعقيدة وهي اخطر من السلاح في جبهات القتال.
فلو بذلت ربع الطاقات والامكانيات من تلك التي تبذل على هذه الفضائيات للتحريض على عدو الامة الحقيقي العدو الصهيوني لكانت اسرائيل تعيش القلق والخوف والرعب بدل ان تبذل على التفرقة بين الشعوب والمذاهب الاسلامية.
منتصر الزيات الذي أوكله " حزب الله اللبناني " سابقا للدفاع عن الاسير المحرر سامي شهاب الذي أحتجز في مصر بعد العدوان على غزة بتهمة تهريب السلاح الى المقاومة الاسلامية في غزة وكما وصفه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله " كان يعمل عتالا لنقل السلاح للمقاومين في غزة " فهل انتقل الزيات من مدافع عن المقاومين الى عنصر من عناصر " جبهة النصرة" ؟تصريحه بالصوت والصورة يقول ذلك و لا يحتمل التأويل, اليس الاجدر به وهو محام ان يجيب ويبدي رأيه بانه مثلا ضد نشر التشيع في مصر بدل ان يقول " لو رأيت احدا يدعو الى التشيع سأفصل عنقه عن جسده في يدي هذه" ثم لماذا كل هذا الترهيب ؟ وهل أدعى أحدا بأنه سيذهب الى مصر لتشييع اهلها ؟ وهل نحن في زمن الارهاب الفكري؟ وهل فكر أهل السنة والجماعة خاويا ليخاف عليه من التشيع؟
الفكر كالهواء نتنفسه ولا أحد يستطيع ان يمنع الهواء من الاستنشاق الا الذين يريدون خنق الشعوب, فليتشيع من يتشيع وليتسنن من يتسنن فما هي المصيبة في ذلك؟ فهذا الخوف والهلع المفتعل لن يعيد فلسطين الى أهلها ولن يعيد حقا وارضا لاهله, هذا التفكير يعيد الامة الى القرون الوسطى ويجعلها اضحوكة بين الشعوب المتقدمة المتحضرة, فأذا المحامون يتحدثون بهذه الطريقة الارهابية فكيف بعوام الناس الذين تعبئوا وأغلقوا عقولهم ولم يعد لهم أمل ولا رجاء في الحياة والمستقبل سوى قتل وذبح عدو وهمي مفترض لا ذنب له سوى هويته ومدرسته الفكرية التي ينتمي اليها والتي تعود الى النبي المصطفي صل الله عليه واله وأهل بيته الاطهار.
لم نسمع يوما مرجعا ولا فقيها ولا استاذا ولا محاميا ولا حتى انسانا عاديا ممن ينتمي لمدرسة اهل البيت يهدد بقطع رأس من يدعو الى التسنن, فهذا ليس من أولوياتهم ولا من همومهم, أنهم مهتمين بشأن الامة التي تتعرض لهجمة صهيونية عالمية لتفتيتها وتقسيمها ولضرب وحدتها وتشتيت شملها, فكل من يسير في مشروع الفتنة ويثير النعرات المذهبية يقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني المتربص بكل الامة.
أكثر ما تحتاجه الامة في يومنا العصيب هذا هو الوعي والادراك الكامل بأن لا سبيل لنهوضنا ونجاتنا سوى نبذ التفرقة والدعوة الى الوحدة الاسلامية ولو على القواسم المشتركة والتي هي كثيرة وكفيلة بأن توحدنا بدل التركيز على الجزئيات التي تفتك بجسدنا.