رسالة من كميل زيادة إلى معاذ الخطيب - خاص توب نيوز- كميل زيادة

رسالة من كميل زيادة إلى معاذ الخطيب - خاص توب نيوز- كميل زيادة

لم أكن أتصور يوماً أنني سأكتب مخاطباً الشخص الذي ما انفككت يوماً عن تعريته وكشف زيفه وخداعه ونزع القناع الذي امتهن ارتدائه ليرى الناس حقيقة ما وراء ذاك القناع
لن أبدأ رسالتي بالسلام فهي لغة لم تعرفها يوماً ولن تفقها لا أنت ولا أقرانك ممن تسمون أنفسكم زيفاً بالثوار
بلغني أن جنابكم قام بتوجيه رسالة لسماحة السيد حسن نصر الله وهذا ما أضحكني كثيراً فمن المحال بل و من المعيب أن يرد اسمك في سطر واحد مع اسم سماحته ومع أنني لا أدري بأي صفة رسمية أو أخلاقية أو قانونية أعطيت لنفسك الحق بالتوجه لسماحته بتلك الكلمات لهذا أجد نفسي مضطراً لمراسلتك بالبريد غير المضمون ليكون القارئ حكماً بيننا كما حاله دائماً
من هم مثلك لا يخاطب من كان من مثل سماحته فمن تجرأت لتتكلم عنه هو من ترك الغربة ليحمل السلاح بوجه العدو الاسرائيلي الذي تتباهون وتتسابقون لنيل رضاه على مبدأ كله فدا "الثورة" من تتكلم عنه هو من قدم ابنه قرباناً لأجل أن يرى علم بلاده - لا علم طائفته - مرفرفاً على قمم الأرز ليس كمن ترك بلده ليرتمي بأحضان أعدائه و سعى بوقاحة لضرب رمزية وهيبة علم وطنه واستبداله بعلم المستعمر الذي سعيت دونما استحياء لاستحضاره كي يقوم بتدمير بلدك
لغتك البرئية الحمائمية التي وردت في ذاك الحديث لن تخفي من واقع الأمر شيئاً فعجباً أنك بدأت كلامك محذراً من مخطط الفتنة والتقسيم وإدخال المنطقة في صراعات داخلية فلا أدري بأي وجه تأتي لتتحدث وأنت تجلس في أحضان من يطرح المشاريع ويوزع الإمارات والأقاليم ويرسم الحدود فالعجب أن يكون من انبرى قبل أيام على المنابر ليطالب الأجنبي بالتدخل في شؤون وطنه أن لا يؤمن بلغة الحرب والأشد عجباً أن يكون هذا الذي لم يبقي على مرتزق من أصقاع الدنيا إلا وعمل على إدخاله لينتهك حرمة وطنه أن يؤمن بلغة الحوار
الفتنة التي تحدثت عنها يا هذا كانت الأساس التي جعلت من لتحرككم عصباً فاستنهضتم بها وبشعاراتها الوسخة الجاهلية في عقول الشباب وكنتم أكثر من أجاد اللعب على الغريزة الدينية والمذهبية والتي أبادت قرية بأكملها في ريف ادلب وحاصرت وجوعت ولا تزال حتى الآن عشرات الآلاف في حلب وادلب وحمص ودمشق على أنهم " شبيحة " ولعلمك فإن شبيحين من هؤلاء أحدهم بعمر التاسعة والآخر بعمر الثامنة وشقيقه بعمر السادسة قد استشهدا جوعاً في إحدى القرى التي يحاصرها أتباع لغة الحوار التي كنت تتحدث عنها في رسالتك لسماحة السيد
لن تنطلي على أحد تلك اللغة التي تتحدث بها مصوراً نفسك وكأنك تمثل طائفتك أو مذهبك في سوريا وكأن الصراع هو حرب طائفية يفني المتحاربون بعضهم بعضاً فقد فاتك أن تنظر قبل أن تتحدث بتلك الصفة أن تنظر من من طائفتك تمثل ومع أنني لست مؤمناً أصلا بتلك التصنيفات التي اختلقتموها لحربكم ولكنني أجد نفسي مضطراً لمجاراتك بها فقبل أن تكون عابراً للمذاهب وداعياً للحوار والتقريب بينها عليك أولاً أن تنظر لنفسك من تمثل من طائفتك فهل تجد في سوريا من يصغي إليك بقدر ما يصغي الشعب السوري للعلامة الشهيد البوطي الذي هدرتم دمه وهل تجد في قلوب الناس محبة كالتي في قلوبهم لسماحة الشيخ أحمد حسون الذي اغتالت سلميتكم ولده وهل تجد لنفسك مكاناً بين ملايين أفراد الشعب السوري التي خرجت إلى الساحات لتتحدى وتكشف وتدفن مؤامرتكم في مهدها فلا يحث لك حتى بالصفة المذهبية أن تخاطب شخصاً كسماحة السيد حسن نصر الله
المضحك في رسالتك أنمك تجاوزت البعد الطائفي لطرحك لتعطي لنفسك طابعاً وطنياً وتسمح لتخاطب سماحة السيد باسم السوريين كل السوريين الذين فتحوا في حرب تموز أبوابهم وبيوتهم لأشقائهم اللبنانيون وعندما أقول السوريون كل السورين أعني هم نفسهم الذين حدثتك عنهم أنهم ملؤوا الساحات حاملين أعلام وطنهم وصور قائدهم إلى جانب صور السيد حسن نصر الله تعبيراً عن شكرهم ومحبتهم ووفائهم هذه اللغة التي لم ولن تفهموها يوماً وبالمناسبة هذا الشعب السوري هو ذاته الذي كان يخرج في شوارع دمشق التي تضرب بمدفعية الجيش الفرنسي يخرج ليتظاهر ويطالب بإسقاط جدك الذي كان يسمى في الشارع بعدو الله
أعداء الله يا معاذ هم من لا يطبقون أحكام الله عم من يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف عم من يحللون الحرام ويحرمون الحلال تحت مسمى الجهاد فهل كان صحابة رسول الله يمثلون بجثث قتلاهم من الكفار حتى يفعل مرتزقتك هذا بشهداء المسلمين هل كان رسول الله يبيح لصحابته تجويع الأطفال واغتصاب النساء والعياذ بالله وهل كان عمار بن ياسر رضي الله عنه الذي فجرتم مقامه في مدينة الرقة وقتلتموه مرة أخرى لتؤكدوا من هي الفئة الباغية التي حدثه عنها رسول الله لن أمضي ليلتي في حصر جرائم يرتكبوها أناس مغيبوا العقل مدمنوا القتل مباح لهم كل شيء طالما أنهم يجاهدون وطالما أنهم يخدمون ما تسعون إليه فلا تلقي في وجهنا بدماء الاطفال وعذابات النساء وجراحات الثكالى فعباءتك مثقوبة وقناعك مضحك فلن أتطرق الآن لكل ما قذفته من اتهامات فلا كلام بعد سيد الكلام الذي سيطل ليقول ما لديه مفحماً أعداءه كما عهدناه دوماً
لو كنت صادقاً بكل ما تقوله وحريصاً على دماء الشعب السوري ومنع الفتنة لما سعيت برسالتك هذه لاستثمار قضية إعلامياً ولكنتم تجاوبتم منذ البداية مع الوساطات التي قدمها سماحته بالحوار الذي تؤمن به كما تقول منذ بداية الأزمة وجنبتم بذلك الشعب السوري كل تلك العذابات والجراحات ولكنك ارتضيت لنفسك أن تكون بيدقاً صغيراً يحرك من قبل أسيادك الذين يحركهم أسيادهم وها أنت الآن قد رميت في مكان من هذه الرقعة لمجرد اختبار ردات فعل الطرف المقابل وكانت النتيجة أن ألقيت خارجاً غير مأسوف عليك
المواطن العربي كميل زيادة
29 نيسان 2013

» توب نيوز – المكتب الخاص | ائتلاف ليكس 1 - كميل زيادة
» خاص توب نيوز : الشيخ العلامة مسجاً في ذمة الله ...تقرير سلوم عبدالله - كميل زيادة
» حلب ... والحرب العالمية الثالثة ...بقلم : كميل زيادة
» ردا على رسالة الشيخ معاذ الخطيب الى السيد حسن نصرالله
» رسالة مفتي السعودية الى معاذ الخطيب ؟! .."صورة عن الرسالة "