طبخة على نار هادئة:مضر جلال خيربك

طبخة على نار هادئة...

مضر جلال خيربك

الأزمة السورية وتداعياتها أسهمت بعودة مسلسل العنف إلى العراق، وأدت لاشتعال جبهة أفغانستان ضد قوات التحالف الدولي، وأعادت الورقة الكردية للأضواء، وأدت لظهور تهديدات مباشرة لأبناء المزامير على جبهتي الجولان والجنوب اللبناني، ويقين بتدخل إيراني في حال غامرت تركيا بتدخل عسكري مباشر في سوريا.

إذ إن نشوب حرب إقليمية نقطة بدايتها سوريا، ستشعل جحيم أسعار النفط العالمي، ما سيؤدي لإعصار اقتصادي مدمر يأتي على اقتصاد الدول الغربية، وهو الثمن الباهظ لتدخل عسكري في سوريا نتائجه حارقة.

كما إن وضع إسرائيل لا يسمح لها بدخول حرب تدمر حلمها بدولة كبرى، سيما وأن العالم تيقن بعدم قدرة أقطاب المؤامرة وكذلك المعارضة، بإطاحة النظام السوري، الأمر الذي أكدته كلينتون أكثر من مرة.

فقد أثبت الشعب السوري بغالبيته الكاسحة: وحدة وإخلاص وتأييد عميق للرئيس بشار الأسد، وفاجأ الجيش العربي السوري العالم بتماسكه وعقيدته وتأييده المطلق للرئيس الأسد، إضافة إلى البنية القوية للنظام السوري.

المعارضة لم ولن تستطيع تقديم بديل يحظى بقبول الشعب السوري، كما إن أفرادها انقسموا لمعارضين للمعارضين، وذلك بعد دراسة البعض منهم لموازين القوى على الأرض، وتجلي قدرة القوات المسلحة السورية على حسم المعارك في المناطق الملتهبة التي اعتبرتها السعودية وتركيا وقطر: قلاع أساسية حصينة لحركات التمرد والمجموعات المسلحة لإسقاط سوريا.

ولذلك امتنع الغرب وأذنابه عن هذا التدخل العسكري، فالصهاينة مشغولون بأزماتهم الداخلية، ويدركون مدى هشاشة جبتهم الداخلية والخارجية، وتركيا تعلم بأن التدخل العسكري المباشر في سوريا ليس نزهة وإنما مستنقع لن تخرج منه حية.

وسوريا وحلفائها يملكون إمكانيات كبيرة وأوراق متنوعة تجعلهم قادرين على التحكم بسير الأحداث في المنطقة، ما يعني قدرتهم على التحكم بمجريات الحرب ونتائجها، ولذلك جميع الطرق المؤدية لإسقاط الرئيس بشار الأسد، مغلقة بسبب تراكم الأوراق الفعَّالة لصالحه.

والغرب قد اتعظ من التجربة الأفغانية والعراقية والليبية، بعد تلقيه لكمات شديدة فيها، ناهيك عن قدرة الردع السورية وتحديداً الصاروخية، وإمكانيات سوريا الاقتصادية التي أبقتها صامدة حتى اليوم، وامتلاك دمشق مفاصل استراتيجية مهمة.

هذه الأمور جعلت الغرب وأذنابه يخسرون الرهان على إسقاط سوريا الوطن وتقسيم شعبها طائفياً، وتحول هدفهم إلى سراب، وتحولت سوريا إلى كابوس يقض مضجع الإدارة الأمريكية، وعلى السوريين التوجه للحوار الداخلي، وعدم الرهان على الخارج وأن يعتبروا من احتلال الغرب للعراق وتهجير شعبه ونهب ثرواته بحجة الديمقراطية والحرية!!...

لقد تورط العالم بطبخة شيطانية أمريكية – صهيونية نفذتها دول المازوت العربي وكذلك تركيا العضالية، وقد قدَّروا لها بجو صقيع عربي، أن تُسقط الدولة السورية بغضون أسابيع قليلة، إلا أن دمشق أحرقت طبختهم، وخرقت حلقات المؤامرة التي وضعت واشنطن خطتها مطلع القرن الحالي، ووضعت سوريا طبختها الخاصة على نار هادئة، وستجبر الجميع على تناولها وفق المقادير التي تريدها القيادة السورية.

لقد انتصر الرئيس بشار الأسد...

» لبيك يا اسد....مضر جلال خيربك
» الاعراب ...مضر جلال خيربك
» نظام الفوترة... (3) :مضر جلال خيربك
» عيد شهيد!!... بقلم : مضر جلال خيربك
» كلمة حق ...بقلم : مضر جلال خيربك