الجنود في الاردن .. استعدادات الحرب ام التفاوض؟ محمد أحمد

الجنود في الاردن .. استعدادات الحرب ام التفاوض؟
محمد أحمد
18-4-2013

مع خروج القوات الأمريكية من العراق، واستعدادتها المكثفة للخروج من افغانستان في 2014، تكون الولايات المتحدة تمضي قدما بتنفيذ استراتيجيتها المعلنة على لسان أوباما بالعمل على حل الازمات مع الآخرين عبر التفاهم، أي بالمفهوم الامريكي عدم دخول حروب مباشرة على ارض الغير.

بالنظر إلى مجمل الاحداث في بلدان ما يسمى "الربيع العربي"، نجد ان واشنطن استخدمت استراتيجية للحرب قائمة على الدمج بين "الحرب بالوكالة" و إدارة حرب "مكونات الآخر" مع بعضها.

في سورية تحديدا تميزت الاستراتيجية الامريكية الى حد كبير، فهي قائمة على استخدام الكثير من إدارة حرب "مكونات الآخر"، والقليل من "الحرب بالوكالة"، الامر الذي تعزز أكثر مع استعصاء أي تدخل مباشر من قبل جيران سورية أو مكونات الناتو، بسبب :
أولا؛ قدرة سورية العسكرية على مواجهة أي تدخل عسكري مباشر.
ثانيا؛ بسبب توفر ظروف انتقال الحرب مباشرة إلى قلب الدول المحتملة للتدخل بسورية.
ثالثا؛ وهو الأساس وجود الفيتو الروسي الصيني المضاد لأي شرعنة دولية للتدخل العسكري المباشر في سورية.

في جميع الأحوال، الولايات المتحدة لم تبدي استعدادها الفعلي بالتدخل في سورية على طول الأزمة والتي دخلت الآن في مراحل تسبق الذهاب إلى التحصيلات والنتائج.

إذا؛ لماذا اعلنت واشنطن فجأة أنها سترسل الجنود إلى الاردن لتدخّل ممكن في سورية ؟

والأهم، ما الذي يقصده نتنياهو بالقول؛ أن لدى اسرائيل الحق بمنع وصول الاسلحة الكيميائية في سورية إلى ايدي الإرهابيين ؟

قبل كل ذلك يجب ان لا ننسى أنه عندما وضعت الولايات المتحدة "جبهة النصرة" على لائحة الإرهاب فهي بذلك تعترف بما كانت تقوله دمشق وحلفائها من وجود للمنظمات الإرهابية، أي انها اعلنت انها ذاهبة الى التفاوض في سورية.

امر جوهري يجب أن لا ننساه، وهو ان جل ما تبحث عنه الولايات المتحدة في الشرق الاوسط هدفان لا ينفصلان احدهما عن الآخر ولا علاقة لهما بالمطلق بحقوق الانسان وحرية الراي والتعبير:
1- سيطرة مطلقة على الموارد، وان لم يحصل فحصة منها.
2- يبقى أمن اسرائيل كحارس أمين للمصالح الاولوية المطلقة، وتعزيز ذلك يتطلب بقاءها متفوقة على الآخرين، وتحديدا عسكريا.

ماذا يعني كل ذلك ؟
أمريكا واسرائيل، أي قادة الحرب الاساسيين، سيضغطون بما يملكون من أدوات في الداخل السوري، لإثارة موضوع الاسلحة الكيميائية والإستراتيجية السورية، لتكون مدرجة على ملفات التفاوض اللاحق ومن قبل أطراف سورية داخلية، أملا باتخاذ قرار يضمن تجريد دمشق من قوتها.
لن يتدخل جنود امريكا في الحرب المباشرة في سورية حتى لو بلغ عددهم في الاردن مئتي الف جندي بدل الـ 200 جندي المتواجدين هناك ليس بإعلان هاغل أمس، بل منذ اشهر بعيدة ويدربون المجموعات المسلحة التي تحارب في سورية.

دمشق لديها الامكانات والرغبة والاستعداد لأن تقول كلمة "لا" للأمريكي .. بل هي قالت ذلك ..

ويحق للقارئ ان يسأل: لماذا كل هذا الاستبعاد لإحتمال التدخل ؟

وانا أؤكد له صحة ذلك، ولكن بقراءة ظروف توازن قوى الصراع العالمي النسبي، الذي ربما يأخذ بضعا من السنوات، نستطيع القول وبمنطق علم الاحتمال العلمي ان نقول؛ ان احتمال التدخل الامريكي بحرب مباشرة في سورية هو حدث شبه مستحيل واحتماله قريب جدا من الصفر، أو انه حدث مستحيل واحتماله يساوي الصفر المطلق.

هي مرحلة الضغط لإدراج ملفات التفاوض على الطاولة، وليست مرحلة التحضير إلى الحرب ..

» من يحمي سورية الوطن ؟ .. محمد أحمد
» ايها الحمساويون الجدد...من يقتل الجنود السوريين سيقتل الجنود المصريين ...بقلم: نارام سرجون
» سيناريو الهدنة.. محمد أحمد
» بين التابع و المتبوع ... بقلم : محمد أحمد
» هل تنتحر دمشق بالكيميائي ؟ محمد أحمد