في محضر الشهادة والشهداء تصمت الألسن وتنطق القلوب.. بقلم : مي حميدوش

دام برس:

كل أيام سورية دامية وفي كل يوم يمر من عمر الأزمة تزداد بورصة الدم السوري بالارتفاع طرداً مع تحقيق حماة الديار تقدمهم في سحق العصابات الإرهابية المسلحة.

لا يمضي يوم في وطني دون أن يستشهد ابن أو أخ أو صديق والشعب السوري بقي صامداً صابراً مرابطاً في وجه أعداء الوطن من مدعي السليمة أصحاب الفكر المظلم.

اليوم ذُبحت الطفولة البريئة بيد عصابات التكفير بعد أن سرقوا ابتسامات الأطفال سرقوا أرواحهم، كل الكلمات تقف عاجزة عن التعبير عن ذلك الحزن الذي اتشحت به دمشق في خميس الأحزان الدامي.

سؤال يجول في خاطري أحببت أن أطرحه على أبناء وطني على مختلف مواقفهم... أليست الدماء التي سفكت اليوم هي دماء سورية، والأرواح التي زهقت أليست أرواح بريئة لا ذنب لها، والأجساد التي احترقت أليست لأب أو أم أو ابن، هل مازال البعض يقول بأن تلك التفجيرات ليست عبثية، متى كان دم السوري حلال سفكه وعلى يد أخيه السوري.

إلى متى ستبقى دول التآمر تمول وأبناء وطني يذبحون بعضهم، في وطني دم السوري حرام وان كان من يود الجهاد ويستعجل الجنة فعليه أن يصحح بوصلته لأن أرض الجولان هي الأرض المحتلة وليست دمشق أو حلب.

في الأسبوع الماضي ضربت موجة إرهابية أرض العراق سقط بسببها مئات الشهداء واليوم موجة الإرهاب هذه تضرب سورية وإلى الآن يطل علينا أحدهم ليتحدث عن الحريات والمتطلبات.



اليوم لا صوت يعلوا فوق صوت الحق والحق هو بأن الشعب السوري الأبي قد اختار طريقه خلف القيادة الحكيمة، الشعب السوري طالب حماة الديار بأداء واجبهم المقدس في صون حياة المواطنين وكرامة الوطن.

إن دماء المواطنين السوريين التي سفكت اليوم شاهد على وحشية أعداء سورية ويأسهم من إخضاع هذا الشعب الأبي الذي تمرس على مواجهة المؤامرات وعشق الاستقلال الحقيقي في منطقة عز فيها الاستقلال الحقيقي.

من ساعة الصفر إلى القصاص العادل إلى اقتحام دمشق مسميات تذكرنا بالرصاص المصبوب وعاصفة الصحراء هل تعلمت يا من تحمل السلاح في وجه أبناء الوطن بأنك مجرد عبد لدى بني صهيون.

اليوم فشل مرتزقة الناتو في اقتحام دمشق وانتحروا على أسوار قلعتها لكن ما يؤلمنا هو أنهم نجحوا في إدخال الحزن إلى كل بيت شريف في سورية، فشلوا في إحراز نصر ميداني ولكنهم نجحوا في سرقة كل معاني الإنسانية.

سيذكر التاريخ بأن الشعب السوري سينهض من تحت الرماد ليعيد بناء وطنه وسيبقى صامدا في وجه كل المؤامرات وكلما سقط منا شهيد اقتربنا من تلك القيامة، قيامة سورية لتولد من جديد.

سورية كانت وستبقى أرض البطولة والفداء، ترددت كثيرا قبل أن اكتب هذا المقال لأن ما حصل اليوم هو أكبر من كل كلام، ولكن من الواجب القول بأن سورية ستنتصر وصبرا يا أم الشهيد وأخت الشهيد وعذرا فنحن مقصرون ولكنكم يكفيكم فخراً بأن دماء أحبائكم كتب نصر سورية المبين.