الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين (ح3): دوما ...عاش الوهابيون فسقطت الثورة

الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين (ح3): دوما ...عاش الوهابيون فسقطت الثورة
خضر عواركه
0 2013-02-14 | 10:46:53

دوما ودور الوهابيين في قنص المتظاهرين:

ينسى المتحدثين عن "الثورة السورية" ان الوهابيين كانوا سادة التحرك منذ اليوم الاول، تشهد تظاهرات بانياس وحمص وتحركات سلفيو مخيم فلسطين في درعا على هذا الامر. هؤلاء والتنظيم الامني للاخوان المسلمون الذي قاد الحراك بشكل اساسي تبنوا خططا منظمة تقتضي منهم استغلال دماء من يسقطون من الابرياء في التظاهرات.
سقوط مدني برصاص الامن يعني تشييعا يشارك فيه عدد اكبر من المواطنين فلما يسقط منهم في التشييع شهداء جدد فستحول الامر الى مسلسل من التظاهرات المضمونة الحشد.
خطة بسيطة ولكن فعالة، شارك في انجاحها تخبط قادة الامن في بداية الحراك وحيرتهم في الطريقة المثلى لقمع المتظاهرين فلجا بعضهم الى استخدام السلاح الحي قبل ان يصدر الرئيس السوري قرارا ملزما يتوعد من يطلق الرصاص على المتظاهرين باشد العقوبات.
يعرف كل من شارك في الحراك السلمي اولا بأن القتل لم يكون معروف المصدر. في الاسابيع الاولى للثورة الطائفية وقد قُتل من رجال الامن اكثر مما قُتل من المتظاهرين. لكن ضعف الاعلام السوري والقرار المركزي في التعامل مع الاحداث الامنية الاخفاء الغير مفهوم لشهادات متورطين ذوي مهام اجرامية وخلفيات ارهابية في قتل المتظاهرين ضيعت فرصة اظهار حقيقة ما يحصل للرأي العام.

كان قناصون مجهولون يطلقون النار على المدنيين وعلى العسكريين فيقتلون الطرفين. وكانت وسائل اعلام عربية تنقل عن تنظيمات اعلامية ظهرت بسرعة ما سيصبح الاساطير المؤسسة للثورة التكفيرية في سورية ، وقد قاد تلك التنظيمات الاعلامية ناشطون سوريون مرتبطون بالتنظيمات الاميركية ( الاوتوبورية) . هؤلاء قادهم موظفون في السفارة الاميركية التي سخرت لهم المال والتدريب في الخارج قبل ذلك بسنوات.
وائل سواح الموظف في السفارة ومنتجون ورجال اعمال خليجيون عمدوا الى تجنيد الفنانين والمثقفين وضغطوا عليهم بفرص العمل وبالعطايا وبالوعود لكي تقوم تلك الجهات ، التي تمثل صوتا مسموعا لدى الجماهير، باتخاذ مواقف مؤيدة للحراك التكفيري وهو ما حصل .
ليس كل من وقف مع " الثورة " مأجور ، وليس كل فنان او مثقف مأجور ، ولكن اغلبية من انقبلوا على مواقفهم المعروفة المؤيدة للنظام جرى تجنيدهم بالمال او بالتهديد.
صحافيان من الوسط الخاص وكلاهما مراسل لصحيفة لبنانية واحدهم فلسطيني ، اشتغلا مع رزان زيتونة ومع ياسين الحاج صالح (والاخيران يديران تنسيقيات دمشق التابعة للمخابرات الاميركية) على تهديد الصحافيين المحايدين او الموالين للنظام وكذا فعلوا مع الفنانين. ثم كان يأتي بعدهم دور وائل سواح فيتصل داعيا من يطالهم التهديد الى لقائه في السفارة الاميركية حيث يعمل او في بيوتهم. سفراء الدول الاوروبية والديبلوماسيون الاتراك والسعوديون جندوا رجال الدين قبل الثورة بسنوات، وخلالها عرضوا المال والنفوذ والحماية والضمانات على من وقف مع النظام بغية قلب موقفه. هكذا تحول الرفاعيان اسامة وشقيقه سارية الى معارضان مع انهما من اعمدة التيارات الدينية المتحالفة مع السلطة لاربعة عقود خلت.

من رحم الاخوان المسلمون والتنظيمات الوهابية التكفيرية شبه العلنية ولدت التنسيقيات، واما النشاط الاعلامي الذي غطى علاقة هؤلاء بالثورة فتولاه نشطاء مرتبطون بالسفارات الغربية. هكذا اصبح للثورة التكفيرية جهاز امن يحرك التظاهرات (الاخوان والسلفيون) وينظم المجموعات المسلحة ، ويقنص المتظاهرين والامنيين ليجعل من القطيعة بين الطرفين امرا نهائيا، ولتوسيع الغضب الشعبي كان لا بد من سيلان الدم، ولما كان الجانب الرسمي يحرص على عدم استخدام السلاح ضد المتظاهرين، فلتزم من يلتزم ويتجاوز من يتنجاوز ، فكانت تظاهرات معينة تشهد تناغما امنيا معها فلا يتدخل الامنيون وتبقى الامور مضبوطة ، حينها كان يتدخل جهاز امن الاخوان والمجموعات المسلحة التابعة للوهابيين فيطلقون النار على الطرفين ويقتلون من الطرفين فتشتعل المدن والقرى السورية في تشييع القتلى ويغضب رجال الامن في المقابل لمقتل رفاقهم.

لا يمكن لعاقل ان يؤيد نظاما عربيا في مواجهة شعبه ، فهل حقا شارك الشعب السوري في الحراك أم ان الامر كان مجرد انتفاضة حزبية قام بها رجال الاخوان المسلمون وامثالهم من الوهابيين فتأثر بهم غاضبون وطامحون وبسطاء وطلاب حق ؟؟
من بدأ بالقتل الطائفي لم يكن النظام ، فمجزرة دوما ضد المتظاهرين لم يرتكبها الامنيون بل مجهولون قتل منهم الامنيون ثلاثة قناصين في يوم جمعة مشؤوم من اول اسابيع الثورة .
نزل وقتها الى دوما احد قادة الاجهزة الامنية السوري لمتابعة التظاهرات، وحرصا على تنفيذ امر الرئيس السوري بعدم اطلاق الرصاص على المتظاهرين والاكتفاء بتطويق التظاهرة ومنعها من الوصول الى المقرات الرسمية.
فجأة اندفع المئات من المتظاهرين المسلحين بالعصي والسيوف وطوقوا مكان تواجد اللواء بهدف قتله، اطلق مرافقوه الثلاثون النار في الهواء . توتر الجو واشتد العنف، احتمى اللواء في مبنى مع مرافقيه. تدخلت قوة من قوات الامن فاشتبكت مع حملة السيوف بالعصي وسقط من الطرفين جرحى .
تراجع الوهابيون ، بعد تدخل وجهاء دوما وقبل الامن وساطتهم . فجأة بدأ الرصاص ينهمر من أسطح البنايات.
احتار الامنيون السوريون في سبب اطلاق النار خاصة وانهم لم يكونوا ينفذون انتشارا قتاليا، بل عملوا على تطويق المقرات الرسمية واتخذوا صفة من يريدون مكافحة شغب لا خوض معارك.
جرت اتصالات تبين على اثرها ان ايا من الاجهزة الامنية لم يضع عناصر منه على اسطح البنايات العالية .
وصل في تلك اللحظات الى ساحة المواجهات العقيد حافظ مخلوف يرافقه الضابطين (محمد ع) و(خالد خ ) . تقدم العقيد وضباطه من الجموع التي تواجه الامنيين ، عمد العقيد السوري على تهدأة الناس وتواصل مع الوجهاء وتفهم غضب المتظاهرين بعد سقوط قتلى بلغوا حتى تلك اللحظة اثني عشر مدني وسبعة من الامنيين، فعمد على الفور الى استقدام قوة مسلحة ومتخصصة فهاجم على رأسها القناصة واحدا تلو الآخر.
كان للضابطين المنحدرين من الجولان والمنتمي احدهما الى عشيرة كبيرة دور في تهدأة المتظاهرين أيضا، وكان من بين الوجهاء في دوما من يمتلك علاقة صداقة وقرابة مع الضابطين.
عمل هؤلاء على تهدأة المتظاهرين في حين شن العقيد حافظ مخلوف مع قوته الخاصة م هجوما على عدد من الابنية فقتل بعض القناصة واعتقل اخرين قبل ان يتبين خلال التحقيقات بأنهم مرتبطون بمجموعات مسلحة تناويء النظام.
في اليوم التالي جرى تشييع الشهداء من الطرفين وجرت اتصالات مع وجهاء دوما وبلدات الغوطة التي هبت لتتضامن مع اهالي عاصمة الريف، وكان القرار الامني الكبير بتسليم جثث الشهداء والانسحاب من الغوطة لكي لا يحدث تصادم مع المشيعين.
غاب الامنيون عن التشييع ومع ذلك حصلت اشتباكات وعمليات قنص !!
انحرفت المسيرة الخاصة بالتشييع عن مسارها المرسوم والمتفق عليه مع السلطة وبدلا عن دفن الشهداء تحولت جثثهم الى قاطرة اراد منها مغرضون فتح طريق دوما – حرستا الطريق الى ساحة العباسيين، ولتسعير غضب المشيعين اطلق قناصون النار على المدنيين ثم اطلقوا النار على حاجز للأمن بين دوما وحرستا .

صدرت في اليوم التالي بيانات المعارضين ومن يملكون قدرة النشر من عملاء الاميركيين في سورية وقد حوروا ما حصل في دوما الى قضية ضد النظام بدلا من قول الحقيقة حول تعاون الامنيين مع وجهاء دوما لحقن الدماء .
.
أستغل بعض الفاسدين والعملاء الكامنين حادث دوما وسوقواعند من يعنيهم الامر وعند الاعلام المعارض والعربي أن العقيد حافظ مخلوف قتل المتظاهرين وضباطه شاركوا في المعركة !!
يقول (محمد ع) وهو ضابط من اصول جولانية :
" حميت المتظاهرين بصدري، ووقفت بينهم وبين عناصر الامن ، وكان مع المتظاهرين حملة سيوف وكان يمكن ان يقتلوني وكنت غير مسلح ولا يرافقني اي عنصر الا انا وزميلي المقدم خالد... ومع ذلك اتهمني الاعلام المعارض بالمشاركة في قتل المتظاهرين!!
ويتابع: حين علم السيد العقيد (حافظ مخلوف) بما حصل مع اللواء (......) في دوما كان في جولة في بلدات قريبة فاتصل بنا طالبا النزول الى الشارع لمنع التصادم بين الامن وبين المتظاهرين وشدد علينا بأن " حتى لو قتلوكم لا تردوا بأطلاق النار وانزعوا الاسلحة من ايدي رجالكم واستبدلوها بالعصي " وهذا ما حصل.
يضيف المقدم محمد ع :
قمت والمقدم الزميل خالد خ بالتقدم الى المتظاهرين تحت زخات رصاص القناصة وطلبنا منهم الاحتماء والتوقف عن مهاجمة المبنى الرسمي الذي كانوا يطوقون فيه عددا من الامنيين. كانوا يعرفوننا بأننا معهم وأننا لا نمارس في مواجهتهم العنف ولكن رصاص القنص أصابهم بالجنون فكادوا يفتكون بنا لولا تدخل وجهاء منهم فأوقفوا الموتورين عن التعرض لنا في حين صعد العقيد رئيس القسم الذي ننتمي اليه الى سطح البناء الاول الذي رصد فيه قناصين وانزل اثنين منهم قتلى .
ثم صعد بنفسه ومعه بعض رجال الامن فهاجم سطح مبنى اخر يتمركز فيه قناصة فانزل اثنين منهم جرحى بعد ان اشتبك معهم.
هدأت نفوس المواطنين حين شاهدوا العقيد يقاتل القناصة بنفسه ويعتقل اخرين منهم ، عرف الناس في دوما أن الامن معهم وليس هو من يطلق النار عليهم.
لكن الامر لم يُنقل في الاعلام بهذه الطريقة واستخدمت المعارضة التشييع لتصعيد الحراك لا لتهدأة النفوس ولا لمتابعة حراك سلمي كنا جميعا لنحميه لو بقي سلميا.
· في 22/04/2011 قُتل المواطن نضال جنود في بانياس وظهرت صور مريعة لطريقة قتله وهو تاجر خضار قتله شباب من الوهابيين لانه علوي.
· في 23/04/2011 شن مسلحون هجوما على باص نقل مجندين غير مسلحين في بانياس وعاثوا تشويها بجثث الجنود الشهداء.
· في 05/06/2011 ارتكب المسلحين مجزرة بحق عناصر الأمن في جسر شغور راح ضحيتها 120 شخصا ولم يكتفي المسلحين بقتل الامنيين بعد استسلامهم بل سحلوا جثثهم في الطرقات وربطوها بسياراتهم وجابوا شوارع جسر الشغور احتفالا بمقتل العسكريين وحصل ذلك بطريقة وحشية جدا.
· بعد ذلك بدأت المجازر التي ارتكبها مسلحو الخالدية في حمص ودير بعلبة وبابا عمرو وباب السباع ضد مدنيين ومنهم مئات النساء فخطفوا وقتلوا وذبحوا المدنيين لاسباب طائفية محضة ودون مبرر له علاقة بالتظاهر مثلا.
تحولت الثورة الى مجزرة ، وتحول الحراك الى مقتلة.

» الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين في سورية (ح1)
» الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين في سورية (ح1)>>>خضر عواركة
» الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين (ح 2): درعا ....ضحية او جلاد ؟؟
» الشيخ الراحل محمد سعيد رمضان البوطي ...الثورة على الثورة
» القصير مثلث برمودا الشرق .. عطل البوصلات الإسرائيلية فسقطت في المجهول – لور احمد