الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين (ح 2): درعا ....ضحية او جلاد ؟؟

الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين (ح 2): درعا ....ضحية او جلاد ؟؟
خضر عواركه
0 2013-02-14 | 10:11:46

لا شيء على ارض الواقع يشبه ما يبثه الاعلام العربي المساند لحراك التكفيريين في سورية.
بدأ التحرك وغطاه الاعلام العربي بوصفه " تحركا سلميا، فهل كان سلميا حقا؟
مما لا شك فيه ان سيرة الحكم في سورية لها وجه امني يحمل صفات القسوة والاستبداد . المعركة السابقة مع الاخوان المسلمين اورثت سورية وشعب سورية ونظام سورية عددا من الممارسات الامنية التي احتج الحكم بأنها هي التي حمت الاستقرار رغم ظلمها لعدد محدود لكنها في مصلحة الشعب.
كلام يمكن نقضه بسهولة، فحفظ الامن والاستقرار كان يمكن له ان يحصل بطرق اخرى اقل ضررا واكثر حرصا على حقوق الانسان.
من حق الشعب السوري ان يثور ان وجد اعوجاجا من السلطة ولكن هل من المنطقي ان طالب الحق له الحرية في سلب الاخرين حقوقهم؟
وهل يشكو المظلوم من ظالمه فيقتدي به ويظلم الابرياء بالطريقة نفسها بل وبشكل اكثر بشاعة واكثر دموية؟

لعب الاعلام دورا كبيرا في تثوير التكفيريين للطائفيين في اوساط الشعب السوري، فهل بدأت الحكومة بقتل المتظاهرين ام هم من قتلوا رجال الامن أولا ؟
من الحري القول ان سوء ادارة الاجهزة الامنية لطريقة معالجة التظاهرات جعلت من مهمة جهات مخابراتية معادية لسورية سهلة.
تلك الجهات ادارت احداثا امنية في سورية لتصعيد التظاهرات، واثبتت الاحداث ان ضباطا امروا رجالهم بمواجهة المتظاهرين بالرصاص كانوا عملاء للاجهزة الاميركية والغربية، فعلى سبيل المثال قتل محمد مفلح في حماة سبعون متظاهرا عن سابق تصور وتصميم فتبين لاحقا انه من رجال المخابرات الاميركية الذين يخترقون الامن السوري لمصلحة السي آي ايه. اذا من الذي قتل السبعون متظاهرا ؟ الامن السوري الذي انتمى اليه محمد مفلح في الظاهر او السي أي ايه التي عمل لمصلحتها واقعا؟
اساطير الثورة الوهابية في سورية لم تأتي من فراغ، كان للاخوان المسلمون ادوات داخلية متينة ومنظمة. عمل التنظيم المتأسلم على تأسيس كيان امني شديد الحرفية في داخل سورية منذ عقود لكن تفعيله جرى قبل سنوات خمس بحسب وثيقة منشورة صادرة عن الهيئات المختصة في تنظيم الاخوان السوري وفي الوثيقة ( فضلا انظر الرابط ) حديث عن انشاء تنظيم استخباراتي تابع للاخوان المسلمين داخل سورية.
التمويل القطري والسعودي الكبير للاخوان سمح لهم باختراق الدولة واجهزتها، وبينما كانت الاخيرة تسترخي مطمئنة الى السيطرة الكاملة على المعارضة الداخلية كان الاخوان المسلمون والجماعات السلفية والاستخبارات الاجنبية يبنون شبكات امنية شديدة التعقيد استفادت من الفساد في سورية لتحمي نفسها. فمعظم عملاء اسرائيل واميركا والسعودية يتعاملون مع الامن بوصفهم شخصيات مزدوجة الولاء تعمل للسوريين ولكنها في الوقت عينه تعمل لاعدائهم.
حالة عمار القربي وزوجته وسمير التقي مثال على هؤلاء الذين اشتهروا في سورية من خلال علاقتهم الوثيقة باجهزة الامن ليتحولوا مع بداية الحراك الى ثوريين !!
عماد الدين رشيد موظف كبير في هيئة من هيئات وزارة الاوقاف السورية تبين فيما بعد انه الرأس الاول المسؤول عن التنظيم المخابراتي للاخوان المسلمين.
الاساطير الاعلامية تتحدث عن درعا.
كنت في درعا منذ بداية الحراك وقابلت العديد من المشاركين في الحراك والعديد منهم لا زالوا اصدقاء ولكنهم مثلي يعرفون بان الامر افلت من يدهم منذ الاسبوعين الاولين.
بعد ان اصدر الرئيس الاسد في بداية نيسان 2011 قراره الشهير بعزل ضابط الامن السياسي المسؤول في درعا ومعه المحافظ وبعد قرار آخر بالعفو عن المشاركين في عمليات تخريب ضد المشآت العامة ، وبعد ان احتفل المواطنون والعشائر بالامر ورفعوا صور الرئيس الاسد فجأة تدخل الوهابيون الفلسطينيون. اتوا من مخيم فلسطين في درعا حاملين رشاشاتهم ودخلوا درعا البلد بالمئات وعاثوا تخريبا وقتلوا من الامنيين اثنين فاشتعلت المدينة بالمواجهات المسلحة هذه المرة.

الاساطير الوهابية حول دور العميد ماهر الاسد في درعا

في الجيش السوري عشرات الاف الضباط منهم ربما الاف برتبة عميد ، ومع ذلك لم يجرى التعرض لاي منهم بالشكل الذي تعرض فيه الاعلام العربي والسوري المعارض للعميد ماهر الاسد او لأي من اقرباء الرئيس .
مع تطور احداث درعا من التظاهر الى حمل المتظاهرين للسلاح وسيطرتهم المسلحة على البلدة القديمة ، تدخل الجيش لاعادة الامن .
بدأت على الفور وسائل الاعلام في الحديث عن الفرقة الرابعة وعن دور قائدها العميد ماهر الاسد في قمع المتظاهرين في درعا!!
في 31/03/2011 القى الرئيس الأسد خطابا تحدث فيه عن وجود مطالب محقة للشعب السوري.
في 14/04/2011 صدر مرسوم رئاسيٌّ بإطلاق سراح جميع المعتقلين الذين ألقيَ القبض عليهم خلال الاحتجاجات والذين كانوا قد بلغوا المئات فاحتفل المواطنون بالقرار واعتبروه انتصارا من الرئيس لهم . رد المسلحون على ذلك بقتل عدد من رجال الامن في درعا وبعد ايام قتلوا في حمص ذبحا وبطريقة بشعة واثناء وجوده في منزله مع ابنائه ومع ابن اخيه عميدا في الجيش يدعى عبد تلاوي.
عادت الاحداث المسلحة الى درعا وعاد الحديث في الاعلام عن العميد ماهر الاسد وعن الفرقة الرابعة.
الصحيح ان الوجهاء الدرعاويين حين زاروا القصر الجمهوري وقابلوا الرئيس السوري طلبوا سحب الامن والشرطة من درعا ثم طلبوا بسحب حواجز الجيش التي كانت على مداخل المحافظة وهذا ما حصل.
والصحيح ايضا ان العميد ماهر الاسد لم يكن يوما قائدا للفرقة الرابعة ولا كان للفرقة اي دور حتى تاريخه في درعا.
كانت الجزيرة تتحدث عن ارتكابات الفرقة الرابعة في درعا بينما الصور التي تعرضها كانت لقطعات من الجيش السوري في درعا لم تكن الاشارات التي تشير الى انتمائها الا نقيض لما كانت تروجه الجزيرة .
اصرت وسائل الاعلام العربية المؤيدة للحراك على ان للعميد وللفرقة الرابعة دور في الاحداث . وتصاعد الحديث عن دور لحزب الله في الاحداث !!
احرق متظاهرون تبين فيما بعد ان وهابيون صورا للسيد حسن نصرالله وارتفعت هتافات ضد المقاومة اللبنانية مع انه حتى تلك اللحظة لم يكن لحزب الله اي موقف لا سلبي ولا ايجابي من الاحداث السورية.
ولم يكن هناك طريقة لتصحيح المعلومة الهادفة الى اثارة غضب الشارع على المقاومة ، وعلى الرئيس السوري مباشرة ومن هنا جرى التركيز على شركة سيريتل التي يملك اغلبية اسهمها قريب الرئيس رامي مخلوف بينما جرى تجاهل المئات من الرأسماليين السوريين المقربين من النظام و لم يتناولهم الاعلام أو المتظاهرين بأي سوء. مع ان منهم اصحاب شركة " أم تي أن" للهواتف الخلوية التي لم تتعرض لما تعرضت له سيرتيل فقط لأن ملاكها لا يمتون بصلة قرابة للرئيس.
تجاهل المتظاهرون مئات الاسماء المشاركة في كبريات الشركات التي تمثل القطاع الخاص في سورية وتخصصوا فقط في تناول شخص واحد بهدف الاساءة الى الرئيس وشاركت في ذلك اعلام موالي تغابى ، وصحف لبنانية تزعم حب المقاومين سورية وتبين فيما الكوالين انهم جميعا قبضوا ليكتبوا وومن دفع لهم عجالات ما نشروه فراس طلاس وصاحب مصنع للقطنيات وآخرون مرتبطون بالمال الخليجي.
كان المطلوب ضرب صورة الرئيس السوري وتحضير الارضية في نفوس المواطنين للمطالبة باسقاطه .
لهذا تحدثوا عن شقيقه وعن اقربائه وربطوا بينهم وبين مزاعم قد يكون بعضها له اساس في الواقع ولكن دعاية سوداء شديدة الاتقان شوهت واستخدمت الوقائع فضخمتها وجعلت منها قضية ثورة.

» الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين في سورية (ح1)
» الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين في سورية (ح1)>>>خضر عواركة
» الاساطير المؤسسة لثورة التكفيريين (ح3): دوما ...عاش الوهابيون فسقطت الثورة
» لعنة الجنوب تتكرر: بدأت في درعا وستنتهي في درعا
» انتصار حمص .. بداية الانحدار الكبير »لثورة» الأوهام ..