]الفترة القادمة سورية بامتياز... مضر جلال خيربك

الفترة القادمة سورية بامتياز...

مضر جلال خيربك

ما تزال عجلة الأحداث السورية تدور بسرعة، ولا تزال العمليات العسكرية على أشدها، لكن من الواضح أن الجيش العربي السوري شارف على الانتهاء من عمليات تطهير الأراضي السورية من المجموعات المسلحة التي أرهقت البلد طغياناً وكفراً.
هذا المؤشر الواضح على انتصار القوات المسلحة السورية، دفع الكيان الصهيوني إلى تبني قرار فضحه عربياً وإقليمياً ودولياً، وهو استهداف مركز البحوث العلمية في جمرايا بريف دمشق.

رغم فضيحة تل أبيب العلنية بالتورط في الأزمة السورية، إلا أن الحقيقة تكمن بأن جميع أطراف الأزمة موقنون بأن إسرائيل هي القطب الأساس فيها، لكن أنكر هذه الحقيقة الدامغة جميع رموز المؤامرة وبمقدمتها السعودية وتركيا وقطر وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية والحلف الغربي أيضاً.
فعند فشل المجموعات المسلحة بالاستيلاء على المركز بعد محاولات كثيرة استمرت لأشهر طويلة، سارعت قوى الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ هذه المهمة التي كلفت بها سابقاً العصابات الإرهابية.

انفضاح التورط الإسرائيلي بالأزمة السورية أحرج واشنطن أمام الرأي العام العالمي، الأمر الذي عزز من موقف سوريا المنتصر، وسمح لموسكو بتصعيد لهجتها أكثر تجاه الحلف الغربي ومطالبته بالكف عن زيادة تعقيدات الأزمة.

حرب دولية واضحة تستهدف سوريا على كل الأصعدة، سيما وأن دمشق تقف حجر عثرة دائماً وأبداً بطريق المخططات الرجعية والصهيونية في المنطقة، ما يجعلها عرضة للاستهداف الغربي بشكل دائم، منذ عهد الرئيس حافظ الأسد وحتى اليوم بعهد الرئيس بشار الأسد.

فقد افتعلوا في ثمانينيات القرن الماضي، أزمة الإخوان المسلمين في سوريا، واستطاع الرئيس حافظ الأسد القضاء عليهم تماماً، وأعادت الولايات المتحدة الأمريكية نفس السيناريو الآن، ومن الواضح أن الرئيس بشار الأسد سيقضي على العصابات التكفيرية الوهابية تماما كما فعل والده الذي أطبق قبضة من حديد، على أماكن تواجد عصابات الإخوان، وأطلق عمراناً بيده الأخرى في جميع المحافظات السورية، وسيعيد التاريخ نفسه رغماً عن أنف الرجعية والإمبريالية، فالرئيس الأسد يطبق الآن قبضته النارية على أماكن انتشار العصابات الإرهابية، وسيطلق لاحقاً بقبضته الأخرى، العمران في كل المدن والمناطق والمحافظات السورية.

سوريا لديها الكثير من الأوراق التي ستستخدمها في الوقت المناسب، وبات أمر انتصارها العظيم مسألة أشهر معدودة لا أكثر، خصوصاً وأن واشنطن تعطي حالياً الإشارات لبعض حلفائها للتراجع عن الاستمرار بالعدوان على سوريا.

ستحمل إلينا الأسابيع القادمة مفاجآت عديدة تكون لصالح القيادة السورية، سيما وأن الجيش العربي السوري يضرب معاقل الإرهاب بدون رحمة وبطريقة ممنهجة ومنظمة وشديدة، فالمتابع لمجريات الأحداث الميدانية يرى بأن القوات المسلحة قد سحقت بشكل كامل تقريباً جميع العصابات الإرهابية المسلحة.

كما إن الجيش العربي السوري قد أنهك الحلف الغربي وأذنابه، وبدل أن تتم عملية استنزاف الطاقات السورية، قلبت القوات المسلحة المعادلة وبدأت باستنزاف طاقات الغرب وأتباعه ولا سيما السعودية وقطر وتركيا، فهذه الدول دفعت مبالغ طائلة خلال عامين في محاولة لإسقاط سوريا الوطن، وفشلت فشلاً مريعاً بذلك.

والأمر الأكيد هون أن قطر وتركيا تحديداً ستدفعان عند نهاية الأزمة السورية فاتورة عظيمة لكلفة باهظة لحرب شُنَّت على سوريا وأدت إلى تقوية الدولة وزيادة تلاحم الشعب والجيش مع قيادته، علماً أن الغرب قد راهن منذ اليوم الأول للأحداث، على انشقاق الجيش وانهياره، إلا أن الأمر كان عكسياً تماماً، فقد أثبت الجيش قوته وولائه وإخلاصه للقائد والوطن.

برغم كل ما حصل خلال عامين، إلا أن سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد بقيت صامدة وزادت من منعتها ومقاومتها، وباتت قريبة من رسم الخطة الجديدة لمنطقة الشرق الأوسط، وقد نرى مستقبلاً يحمل في خباياه انتصارات سورية جديدة تتوج باستعادة الجولان المحتل من العدو الصهيوني، وربما لاحقاً استعادة لواء الاسكندرون السليب من العدو التركي.

» باب الحارة!!!!! بقلم : مضر جلال خيربك
» الاعراب ...مضر جلال خيربك
» لبيك يا اسد....مضر جلال خيربك
» لا حياة لمن تنادي - مضر جلال خيربك
» نظام الفوترة... (3) :مضر جلال خيربك