اوروبا الجديدة!!! مضر جلال خيربك

أوروبا الجديدة!!...

مضر جلال خيربك

الغرب أسقط ليبيا ودمرها واغتال العقيد معمر القذافي الذي كان زعيم أغنى دولة في إفريقيا، فقد كان جيداً مستوى الحياة فيها بعهده، وفرص العمل متاحة، الشيء الذي تفتقده دول الجوار الليبي مثل مصر وتونس وصولاً للمغرب.

الحكومة الليبية بعهد القذافي قدمت الكثير لمواطنيها بعكس ما روجت له بعض الدول العربية والغربية، فأمنت له المأكل والمشرب والمسكن والعمل والتعليم في الداخل والخارج...

مثل هذا المستوى المعيشي للمواطن الليبي لن يتكرر أبداً في ليبيا، فالقذافي لم يكن ديكتاتوراً كما وصفه الغرب وبعض الأعراب، بل كان وبرغم أخطائه: قائداً لدولة اعتبرت الأفضل في العالم الإفريقي الذي فيه دول لا تزال تعيش بغياهب القرون الوسطى الإفريقية لا الأوروبية لأن الفرق بينهما شتان!!...

في ليبيا القذافي لم يكن هناك تواجد لتنظيم القاعدة الإرهابي، لأنه منع نشاطها الإجرامي على أرض بلاده، حتى أنه ساعد عدة دول أجنبية فيما يخص المجموعات الإسلامية المتشددة، ومنها روسيا، فقد كان يرسل النتبيهات مقرونة بالدلائل لقيادات هذه الدول، على وجود بعض مواطنيهم على الأراضي الليبية بذريعة دراسة الفقه الإسلامي، والحقيقة أنهم قدموا بغية الانتساب لمجموعات أصولية تدربهم على الإرهاب تمهيداً لإرسالهم لبلادهم لتنفيذ مخططاتها الإجرامية...

من جهة أخرى ساعد القذافي اقتصادياً عدة دول من أوروبا الشرقية، فاشترى منهم السيارات والآليات رافضاً التوجه للغرب.

معمر القذافي لم يشكل في يوم من الأيام أي تهديد لأحد من جيران ليبيا أو لمعارفه من الدول الأخرى، بل حاول مراراً المساهمة بتوحيد العالم العربي، وتوحيد العالم الإفريقي...

عانت ليبيا شح المياه، فأنشأ خط استجر عبره المياه لبلده من قلب العمق الإفريقي ليسقي شعبه مياه الينابيع الصحية، في حين معظم الدول العربية تختنق بسبب شح المياه الذي أدى لتصحر أراضيها، فقامت بتحلية مياه البحر لجعلها صالحة للشرب...

القذافي كان معارضاً للديمقراطية الغربية المزعومة وأهدافها الرجعية وأطماعها الاستعمارية، الأمر الذي أزعج الغرب بشدة، وشكل عائقاً حقيقياً لها في إفريقيا وتحديداً منطقة الشمال.

وهو لم يخلق أبداً أزمة في أسواق النفط العالمية كما تفعل مملكة آل سعود وعدة دول نفطية أخرى، بل كان ملتزماً بأسعار النفط العالمية ولم يساهم برفعها أو انخفاضها، وأعطى النفط بالدَين لمعظم الدول الغربية وبالأخص إيطاليا وفرنسا اللتان ساهمتا بتدمير ليبيا لاحقاً.

الحرب على ليبيا كانت حرباً على النفط ومن أجله، وللسيطرة على قارة إفريقيا، فالنفط هو الدماء التي تسري بعروق النظام العالمي الجديد، وتغذي أجزاء جسده في أوروبا وأمريكا وحتى إفريقيا.

والمتابع يعلم بأن الدراسات المُناخية المستقبلية تؤكد أن أفضل طقس على كوكب الأرض من 60 إلى 100 عام قادمة سيكون في الشمال الإفريقي الذي سيصبح أكثر برودة مما هو عليه الآن، فهذه الدراسات تشير إلى أن منطقة الشمال الأوروبي المأهولة ستعاني خلال عقود قادمة من موجات صقيع متلاحقة تصعب الحياة هناك معها، والمناطق المأهولة الجنوبية الغربية من كوكب الأرض ستتعرض لموجة فيضانات بحار وأنهار قد تُغرق معظم مدن تلك البقعة.

إضافة لوجود ملايين الينابيع الجوفية في إفريقيا والتي لم يمسها البشر حتى يومنا هذا، ولذلك الغرب يجهز نفسه لمناخ مستقبلي رائع ومناسب له خلال العقود اللاحقة في الشمال الإفريقي ومن ثم التواجد على كامل الرقعة الإفريقية.

بمعنى: سيكون الشمال الإفريقي المكان المعيشي المستقبلي الاحتياطي للغرب، ولذلك يسعى جاهداً للسيطرة عليه بأي طريقة ممكنة ومهما كانت النتائج والتداعيات والأثمان!!...

وللتذكير فإن هوليود قد أنتجت منذ أعوام فيلم يصور موجة صقيع عظيمة تضرب معظم أرجاء القسم الشمالي المأهول من كوكب الأرض ما سبب موجة نزوح سكانية عظيمة نحو المناطق الوسطى من العالم.

وأنتجت فيلم منذ عامين بعنوان: نهاية العالم، يتطرق لطوفان يعم الأرض، وفي نهايته تنحسر المياه وتظهر اليابسة وهي قارة إفريقيا!!...

منطقة الشرق الأوسط لا فائدة ترجى منها للغرب فهي بحالة تصحر مستمرة، لكنه سيستغلها كمعبر من الشرق الأقصى إلى المتوسط فالشمال الإفريقي، وروسيا القوية مغلقة أمامه وتحديداً سيبيريا التي ستكون أكثر دفئاً مستقبلاً، والتي تحتوي ثروات باطنية هائلة: يورانيوم – نفط – غاز – ذهب – ألماس....

لكن إفريقيا تمتلك أيضاً ثروات باطنية وطبيعية ضخمة، ولهذا تم تقسيم السودان لدولتين شمال وجنوب، وسيصبح ثلاث دول قريباً عند سلخ دارفور، أي أن بريطانيا وفرنسا وأمريكا بدأوا باقتسام الجسد الإفريقي، ومصير ليبيا كذلك...

يقسمون الشعوب والأمم لإضعافها فتسهل السيطرة على بلدانهم ومقدراتها، والهدف خلق أوروبا جديدة على الأراضي الإفريقية تماماً كما فعلت بريطانيا وحلفائها في الأمريكيتين، فدمرت أسبانيا الجنوب، وخلقت بريطانيا في الشمال أول دولة ماسونية بالعالم: الولايات المتحدة الأمريكية، وقتلت وشردت الهنود الحمر السكان الأصليين.

أوروبا الحالية ستنتهي وتموت مستقبلاً بعد أن يصبح مُناخها من أسوأ المُناخات بالعالم، وإفريقيا هي مبتغاها، فكانت البداية في السودان ثم ليبيا والمخفي أعظم.

» لبيك يا اسد....مضر جلال خيربك
» الاعراب ...مضر جلال خيربك
» كلمة حق ...بقلم : مضر جلال خيربك
» عيد شهيد!!... بقلم : مضر جلال خيربك
» طبخة على نار هادئة:مضر جلال خيربك