الخطاب الحلّ

موضوع: الخطاب الحلّ الأحد يناير 13, 2013 10:58 am

الخطاب الحلّ

منذ أسبوع والعالم منهمك بخطاب الرئيس بشّار الأسد ، فلا الشبكات الإعلامية المعادية لسورية ولرئيسها ولجيشها ولشعبها توقّفت عن بثّ سمومها ،

ولا المعارضون قرأوا خطابه، ولا ملوك وأمراء ورؤساء الدول المنتجة للإرهاب فهموا المشهد الوطني السوري الذي تجلّى بأبهى صوره في دار الأوبرا .
انتظروا رئيساً يطلّ عليهم محبطاً ، مستجدياً ، مهزوماً، منحنيَ القامة ؛ فإذا بالرئيس الأسد يصفعهم بعينيه الواثقتين ، وقامته المديدة ، وابتسامته المميّزة، ورؤيته المتكاملة لحلّ يصنعه السوريون وحدهم، رافضاً بشكل قاطع كلّ الحلول التي لا تتقاطع مع مبادرة السوريين، أو أيّ مبادرة هجينة تنال من سيادة الدولة . هنا يعود مشهد كولن باول إلى الظهور ، ويتذكّر العالم كله الإملاءات الأميركية التي كان يحملها إلى الرئيس الأسد ، وكيف رفضها الأسد غير آبه بوجود مئة وخمسين ألف جندي أميركي على حدوده الشرقية .
الذين تابعوا المعارضين في ردود فعلهم على الخطاب - الحلّ ، لاحظوا ما يلي :
1 - انتظروا جميعاً كلمة السر من الولايات المتحدة الأميركية ، وما أن أعلنت حتّى ردّدوها بأسلوب ببغائيّ معيب، بدءاً من بان كي مون والأخضر الإبراهيمي، مروراً بالدول الأوروبية، وانتهاءً بأفرقاء المعارضة التي تحمل أسماءً متعددة ولغة واحدة بلهجات مختلفة.
2 - التناقض والبلبلة في التصريحات حتّى ضمن الفريق الواحد ، والسبب أنهم يواجهون خريطة طريق واضحة للوصول بسورية إلى شاطئ الأمان ، فيما هم اكتفوا ، منذ عامين وحتى اليوم، برفع شعارات لفظية صارت مبتذلة لكثرة التكرار: التنحي، إسقاط النظام، الشبيحة ، الربيع، الحرية، الديمقراطية... ولو شئت أن أحصي كلّ الألفاظ لخرجت على آداب الكتابة.
أما ردود الفعل على الضفّة الأخرى ، ضفّة السوريين المؤمنين بأرضهم الواحدة، وبعالم عربيّ واحد، وبالمقاومة، وبفلسطين، وبالسيادة، وبالعيش المشترك، وبوقفات العزّ، وبربيع شامي ينضح بالياسمين ، وبالشهداء الذين أضفوا من خلال الجدارية التي رفعت لهم في صدر القاعة مسحة من الحزن وأخرى من الاعتزاز، أما هؤلاء فقد لخّصوا الخطاب بكلمتين : إنّه الخطاب - الحل .
تذكّرت ، وأنا أستمع إلى خطاب الرئيس الأسد ، ما قلته مرّة عن دمشق الشام وهي تعرّف عن نفسها :
« وحدث أنّ لي من العمر بضع ألوف من السنوات، وما زلت فتيّة ، لأني أتنفّس من خمائل الغوطة ، ومن بردى، ومن الياسمين ، ومن البرك قلائد البيوت العتيقة، ومن ميسلون ذاكرة سورية الحديثة، ومن الجامعالأمويّ، ومن صوت يوحنّا الصارخ في البرّيّة، ومن بولس الخارج، تحت سقفيَ الأزرق ، من كفن اليهوديّة إلى الخلاص .
أنا عاصمة الأمويين ، ما من فاتح إلاّ وأرادني سبيّةً من سباياه، فرددته على أعقابه، واحتفظت ببكارتي».

» هل حان وقت الحلّ في سورية؟
» هل يقود بندر الحلّ في سوريا ولبنان؟
» إيران-السعودية... من مفتاح الحلّ إلى قرار الحرب
» الحلّ السعودي للأزمة اليمنية بـ«نكهة» سورية
» عن شمعون بيريز والشيعة في مسجد عمر بن الخطاب