عن شمعون بيريز والشيعة في مسجد عمر بن الخطاب

عن شمعون بيريز والشيعة في مسجد عمر بن الخطاب !

عن شمعون بيريز والشيعة في مسجد عمر بن الخطاب !
14/02/10

في واحد من اذكى المقالات التي تحاول الوصول بغضب المسلمين السنة الى مرحلة يتحول فيها كل سني الى وهابي ,على الاقل (سياسيا) وفي محاولة من اذكى المحاولات لبناء المعطى النفسي عند المسلمين السنة ضد المسلمين الشيعة بطريقة معروفة في الاعلام النفسي بطريقة (مصارع السومو) اي تستغل قوة الخصم النفسية اعلاميا لتوقع به ” بقوته” لا بقوتك. تسمى بالعامية ” اسقطه بوضع رجلك بين رجليه هو وهاجم عليك وانت زيح من الدرب”.
في مقاله في الحياة ,اليوم الاحد التاسع من شباط ٢٠١٤ استخدم حازم الامين خبرته التعليمية وثقافته الاعلامية الواسعة التي اكتسبها من معلميه الاميركيين ومن الدورات التدريبية على ايدي خبرائهم وطورها بشكل شخصي حين اصبح مدربا عند الاميركيين على ما يسمى صناعة الرأي وتجنيد الانصار حول قضية تهم الرأي العام ان وجدت وان لم توجد اخترعها.
هل طور هذه النظرية ابن عائلة الامين بنفسه ام كسبها من الخبرات الاميركية التي تتابع وتوجه وتنصح؟ ليس الامر مهما وهنا ليس الحديث عن مقال بل عن نهج اسمه صناعة الرأي العام والتوجيه لعدو اخر غير اسرائيل هو ايران والشيعة بشكل عام.
صاحب هذه النظرية التي يطبقها حازم الامين في مقاله هذا هو شمعون بيريز الذي تحدث عن شرق اوسط جديد في كتاب يكون فيه للعبقرية اليهودية وللغباء الخليجي شراكة تصنع الازدهار ثم طور بيريز نظريته وهو المثقف المعترف به دوليا لا كسياسي فقط بل كصانع افكار فكتب يقول وخطب في نفس الاتجاه قائلا:
لمواجهة ايران وخطرها علينا ان نتحالف مع السنة العرب (بيريز – الارشيف الخاص بموقع تواصل الصهيوني التابع للخارجية ١٩٩٤ – تكرار ٢٠٠٢ – ٢٠٠٩ ) .
اذا الهدف هو استمالة الشارع السني العربي لمواجهة الخطر الايراني والمقصود خطر المقاومة السنية في حماس التي دعمتها ايران بالمال والسلاح حين تآمر عليها ولا يزال كل حكم موالي للاميركيين في العالم العربي وعلى رأسهم الحكم الوهابي في السعودية.
هذا الهدف يحتاج لامرين:
١- ان يصدق السنة ان اسرائيل صديق
٢- ان يصدق السنة ان الشيعة هم العدو
بدأت الحرب الايرانية العراقية واستمرت ولم تصنع مشكلة سنية شيعية الا قليلا حتى بعدما انتبه صدام حسين الى ان تحوله من الاشتراكية الى الدعوة لعقد مؤتمرات الاخوان المسلمين في قصره المنيف في بغداد اكثر فائده له، لكن ما جعل الامر فاعلا (الدعاية المخططة سلفا) كان الغزو الاميركي للعراق عام ٢٠٠٣.
هنا اعتقد الاميركي ان الفرصة حانت فكشف عن خطة خمسية نشرها, اسمها ” الحرب الناعمة” او صناعة الرأي العام في العالم العربي.
في العالم العربي ذو الاغلبية السنية كان للسيد حسن نصرالله وللرئيس بشار الاسد شعبية ناتجة عن دعمهما لمقاومي فلسطين . وناتجة عن رفضهما للغزو الاميركي للعراق.
لتدمير تلك الشعبية التي ستعيق نشر العداء لايران وضمنا لكل مقاوم في العالم العربي باسم عمالته للشيعة وايران (ان قاوم) تعاونت السعودية والاردن مع التنظيمات الارهابية برضى اميركي لخلق حرب مذهبية في العراق ميدانيا. وفي الوقت عينه كانت كل ادوات الاميركيين الاعلامية باللغة العربية جاهزة لتواكب كل حادثة, لتوجه الى الرأي العام على اساس انها جرائم شيعية ضد سنة العراق.
ما هو دور الاعلام اللبناني في هذا الامر :
يلعب اللبنانيون في الاعلام السعودي دورا كبيرا واعيد الهدف الاسرائيلي هو استبدال العداء العربي لاسرائيل بالعداء للشيعة ولايران الشيعية لا الشاهنشاهية.
كيف سيحصل ذلك؟
احداث على الارض في العراق ثم بث طائفي تحريضي من قنوات لا تبث سوى الفتنة الصريحة مثل قناة الزوراء التي حلت مكانها عشرات القنوات الوهابية والشيعية التي لا تبث سوى الطائفية العدائية لبعضها بعضا.
ممولي صاحب قناة فتنوية شيعية هو نفسه ممول قنوات فتنوية وهابية في الكويت وهو وزير سابق من العائلة الحاكمة يستخدم نائبا شيعيا وشيخا وهابية لقيادة كل من القناتين اللتين تهاجمان بعضهما بعضا ومن الكويت.
لماذا؟
لان المطلوب ليس انتصار السني على الشيعة بل اشعال العداء الدموي بينهما لنصل الى مرحلة تصبح فيها داعش ومن قبل الزرقاوي ومن بعد النصرة هي الممثل الشرعي والوحيد للسنة في صراعهم مع الشيعة . وللتذكير هذا هو هدف شمعون بيريز والاميركيين فيما بعد والعرب تابعون لهم في ذلك.
اشعلت الحرب في العراق نارا في سورية ولم ينتبه اليها احد، ٨٠٠ سوري انتحروا في تجمعات شيعية عراقية كلها مدنية مقابل العشرات فقط من الذين سقطوا وهم يقاتلوا الاحتلال الاميركي، النيران الطائفية التي استلم شعلتها الزرقاوي ميدانيا دعمها الاعلام السعودي والخليجي والعربي عامة بخطة منسقة بثت كل ما يمكن للعقل الاميركي ان يجود به في مجال صناعة الرأي العام.
اتت السعودية وقطر بشركات دعاية تقدم الخبرة في انتخابات الرؤساء وتقدم الخبرة للحفاظ على الرأي العام الاميركي في عتمة الدعاية المنظمة التي تبثها قنوات ووسائل اعلام لا تظهر الا ما في مصلحة النظام الاميركي الحاكم.
من نكبة فلسطين والشعب الاميركي جاهل بكل مصالحه وبكل مصالحنا وكلما تطور الاعلام وتطورت صناعة الرأي العام عبر الاعلام كلما سيطرت المؤسسة الاميركية الحاكمة على عقل المواطن الاميركي فتراهم ينعقون مع كل ناعق حاكم في واشنطن.
القاعدة لها دائما شواذ ولكنه شواذ نافر وفردي لا حالة عامة.
التجربة الاميركية في السيطرة على الرأي العام جرى غربلتها في مؤسسات صناعة الفكر والبحوث التنفيذية ثم اعطيت لمؤسسات تنفيذية وانشأت لاجلها وكالات اميركية جديدة تعنى بالدعاية والاعلام على مستوى العالم العربي اجمع وتبنت مؤسسات خاصة وعامة الحرب الناعمة في العالم العربي على خطين:
١- اعلام رسمي او شبه رسمي تموله السعودية وقطر والامارات….لاجل صناعة الرأي العام بما يناسب العداء للشيعة وايران والصلح مع اسرائيل .
٢- مؤسسات اميركية تعمل انطلاقا من السفارات تحت غطاء ” مكتب الديبلوماسية ” وهذا المكتب هو المسئول عن ثمانية عشر قسم حرب نفسية في الوكالات الامنية الاميركية الرسمية يضاف اليها مئات الاف الناشطين والراعين والعملاء والمدونين والمواقع الالكترونية العربية والاعلاميين المتعاونين والمتدربين في اميركا بمنح واصحاب المشاريع الخاصة بنشر الديمقراطية او بالتنمية البشرية او او …كلها تعمل تحت اشراف قائد هو مدير مكتب الديبلوماسية العامة في السفارات الاميركية.
في العالم العربي حزب اميركي ينتمي اليه مئات الاف الناشطين والموظفين ، اسمه المجتمع المدني .
مؤسسات صغيرة ام كبيرة اشخاص مشهورين او مجهولين يجند كل منهم مجموعة للقيام بنشاط هام مدنيا مثل تعليم اللغة او تعليم الحرف او المطالبة بحقوق الانسان او الحيوان لكنهم جميعا عناصر في الحزب الاميركي ويخضعون بالمال للقرار الاميركي الواحد.
حازم الامين احد اركان الدعاية الاميركية في لبنان ومن كبار من يعتمد عليهم حزب الاميركيين في العالم العربي لا في لبنان فقط.
هو مدرب وكاتب ومدير تحرير الصفحة الخاصة بلبنان في الحياة وصاحب رأي عند هيئة تحريرها الرئيسية.
هل نجح الاميركيون في افتعال حرب طائفية في العراق؟
نعم.
قتلوا عبر عملائهم في طرفي المعادلة الابرياء طائفيا.
احرقوا عبر عملائهم المساجد ، دمروا المدارس فجروا المقاهي والاسواق الشعبية. وليس تفصيلا عابرا ان تكشف النيويوركر عبر سايمور القصة الشهيرة عن الاتفاق التنفيذي الموقع من نائب الرئيس الاميركي السابق ديك تشيني مع بندر بن سلطان لاستغلال الارهابيين التابعين للقاعدة في لبنان ضد حزب الله.
اذا استخدم الاميركيون والسعوديون القاعدة في لبنان عام ٢٠٠٧ فهل استخدموها في العراق ؟ حتما ..
وهل استخدموها في سورية خلال السنوات الماضية ؟ حتما..
اذا لتحقيق الهدف الذي كتب عنه بيريز بتحويل السنة الى اصدقاء لاسرائيل واعداء لايران افتعلت المجازر بالسنة وبالشيعة فولدت بذور الحرب الطائفية.
الاعلام النفسي هنا يواكب، حزب اميركا يتابع تنفيذ خطة تماثل البازل، اشخاص منا ومعنا يروجون لقضايانا وفي لحظة معينة يصبح المفكر القومي العربي عزمي بشارة …طائفيا سنيا ويتهم حزب الله والعلويين في سورية باضطهاد السنة وهو مسيحي علماني !!
وفي اللحظة المناسبة لخطة بيريز يصبح مقتل رفيق الحريري نطقة انطلاق وصافرة السباق بين شيوخ ونواب وزعماء عملاء للسعودية او لاميركا لم يتركوا كلمة تحريض مذهبي الا واستعملوها.
هكذا اصبح كل الاعلام العربي يحمل راية الفتنة من الخليج الى المحيط وفقا لخطة اميركية شاملة يتابع الاميركي عبر مئات الاف من عملائه الناشطين صناعة عقولنا عبرها.
ينقلب فجأة محمد سلام من علماني ملحد الى سني يرفع قميص عثمان في بيروت وطرابلس، ويصبح هنا لفيصل القاسم المساند للنظام العلماني في سورية دور كبير في تحريض السنة على الشيعة في سورية !! وهو الدرزي …
وصلنا الى التفجيرات في لبنان والى الحرب في سورية ..
في مقاله اليوم يتحدث حازم الامين بعلانية كبيرة عن الحاضن السني للارهاب القاعدي ولكن…
من بنى هذا الخاضن السني؟ اليس حازم الامين ومقالاته عن مظالم السنة في لبنان وعن اضطهاد حزب الله للسنة في لبنان حين ابقى سلاحه مشرعا في وجه اسرائيل !!!
نسي الناس التحريض ويحاسبون حزب الله على السلاح !
انسوا الناس ان من سوق و روج للفتنة السنية الشيعية في لبنان هو تيار المستقبل واعلام السعودية الذي جعل من كل قضية اعتقال او ملاحقة او انفجار دولاب سيارة في شارع يسكنه سنة قضية سنية عامة عالمية ينبغي لكل سني في العالم الوقوف من اجلها في وجه حزب الله !!
هل رفع حزب الله سلاحه في وجه السنة في بيروت عام ٢٠٠٨ ام ضد تيار المستقبل الذي يقاتل من اجل خطة شمعون بيريز في اشعال العداء السني ضد الشيعة عامة وايران خاصة من اجل تأمين الاجواء المناسبة لصداقة عربية سنية وتحالف مع اسرائيل ؟
هل يشبه مشهد ٧٠٠ عنصر من جبهة النصرة تطببهم اسرائيل في مستشفياتها خطة بيريز؟
هل حازم الامين العامل في خدمة خطة بيريز مشمول بالعداء للشيعة وهو الشيعي المولد؟
كلامه واسلوبه مقنعان خاصة في موضوع ذكره لشيخ تونسي بث في خطاب جمعة كلاما كاذبا عن مقاتل يرتكبها انصار نصرالله ضد السوريين وصدقه الناس رغم كذبه لان الدعاية اقوى من الحقيقة. اليس هذا ما سوق له حازم الامين منذ العام ٢٠٠٥ وحتى اليوم؟
الم يساهم هو وامثالهم في نشر المسببات التي تبرر قتل القاعدة بـ الانتحاريين للابرياء المدنيين في لبنان وفي سورية ؟؟
الم ينفذ حرفيا خطة بناء المسبب النفسي عبر صناعة الوعي عند الجماهير بهدف جمعهم في هستيريا سيكولوجية يثيرها ويتحكم بها الاعلام الوهابي المتصهين والاميركي باللغة العربية بهدف تحقيق خطة بيريز؟
من البديهي ان الخطة المقابلة غائبة لغياب الوعي بخطر الخطة الاميركية الطويلة الامد.
كثر من عملاء مكتب الدعاية والاعلام الاميركي في لبنان يعملون في مؤسسات اعلامية يديرها مناصرون لحزب الله . المشروع المقابل لمشروع بيريز فوضوي وغير منظم وغير مدروس.
الاميركي يسخر خبراء علم نفس الاعلام لمقارعة عقولنا والسيطرة عليها وخطتهم ربع قرن. ومستمرة بوتيرة لها هدف واحد ومسار متبدل.
نجحوا ؟ طبعا ..
كيف يمكن الان وبعد سباق تقدم فيه الاميركي علينا بربع قرن ان نخرج من هذه الورطة التي اسمها شعبية القاعدة كفكر في الشارع السني العربي؟
هناك بديل جاهز ويمكنه دحر الخطة الاميركية الاسرائيلية…..
الحرب السنية الوهابية على قاعدة السومو ايضا…فهل من يسأل عن التفاصيل العملية؟؟
خضر عواركة – أنباء أسيا

» التايم: خريطة لتقسيم العراق بين السنة والشيعة والأكراد
» الاندبندنت : السعودية وحلفاءها يدعمون اشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة
» جزار قانا شمعون بيريز يدعم موقف قطر ويدعو إلى التدخل العسكري في سوريا وتشكيل حكومة مؤقتة ..دعما للثورة والثوار وإسقاط الأسد!؟
» «أنا سني والشيعة اخواني»
» شمعون: لا طلاق بيننا وجنبلاط ولا داعي للخلاف